( بقلم : زهير شنتاف )
اعلنت السعودية انتقالها الى مرحلة جديدة من الحرب على العراق فبعد ان فشلت عبر جناحها العسكري الارهابي تنظيم القاعدة من الغاء الوضع الجديد في العراق عبر كل تلك المجازر و المذابح وبعد ان فشلت المؤسسة الوهابية في تثوير سنة العرب ضد العراقيين عبر فتاوى رجال الوهابية بضرورة قتل الشيعة وابادتهم بدءا في العراق ومن ثم لبنان فباكستان والبحرين فانها قد انتقلت الان الى مرحلة جديدة وهي استخدام الاعلام السعودي المرئي و المقروء بشكل مكثف ويومي في تشويه صورة العراقيين والحكومة وتسفيه وتشكيك بكل الانجازات او الخطوات و اختلاق الاخبار و التعليقات في سبيل تثبيط عزيمة العراقيين و خلق حالة عدم الثقة و التوازن في داخل المجتمعات العراقية داخل وخارج العراق
ورغم ان هذا الهجوم الاعلامي ليس بجديد الا ان الاوامر السعودية قد صدرت لتشويه كل منجز في العراق رغم قلته واليكم مثالين على هذه السياسة الجديدة :صحيفة الشرق الاوسط السعودية التي تصدر من لندن والمعروف انها تعبر عن وجهة نظر الحكومة السعودية وخصوصا عندما يكتب عبد الرحمن الراشد فانه يعبر عن توجه حكومي يراد ايصاله للناس بصورة غير رسمية وفي عددها ليوم الثلاثاء 18 كانون الاول كتب عبد الرحمن الراشد ( الجاهل حقيقة ) مقال بعنوان ( لمن تذهب البصرة ) يقول فيه ( سلم البريطانيون حكم البصرة الى العراقيين او هكذا نرجو انهم عراقيون ) وتصور عزيزي القاري السعودية ترجو ان يكون اهل البصرة عراقيين وهل ان اهل البصرة بحاجة الى من يزكي عراقيتهم ووطنيتهم ؟ وكيف يتصرفون حتى تعتبرهم السعودية عراقيين حقا ؟؟ بل ماذا يفعلون حتى يحققوا امنية ورجاء السعودية ويكونوا عراقيين ؟ لماذا هذا التخوين ؟ هل لانهم شيعة بغالبيتهم ؟ترىمن يعرف مصلحة اهل البصرة اكثر منهم ؟؟ ثم يقول السعودي في مقالته ( ان افلح العراقيون بجعلها مدينة عراقية الهوى ) عجيب لماذا كل هذا الحقد ولماذا كل هذا الياس الذي يريد السعوديون بثه في نفوس العراقيين ولماذا لا يفلحوا ؟ ترى هل تركهم العربان وحدهم حتى يتدبروا امورهم ؟ ام انهم اجتمعوا على وأد العراق الجديد بعدم اعترافهم بحكومته الجديدة وارسالهم لشذاذهم من المنحرفين والارهابيين لقتل اكبر عدد ممكن من العراقيين ؟ فما بال السعودية تريد ان يفلح اهل البصرة ويثبتوا لال سعود بانهم عراقيين .
ثم يعود غراب ال سعود الجاهل ليقول ( لا يوجد حل اخر للعراقيين سوى النظام الانتخابي الذي يؤطره الدستور ) عجيب امر هذه الحكومة الفاسدة و الديكتاتورية انها في الوقت الذي تعتبر وحسب ديانتها الوهابية ان الانتخابات حرام وانها اساسا لم تعترف بالانتخابات العراقية بل ولا بدستوره الذي اقره العراقيين بدمائهم فانها تجعل من نفسها وصية علينا وتضع امامنا طريق واحد وتحذرنا بانه لا حل امامنا الا باعتماد النظام الانتخابي متصورة ان المليارات التي انفقتها خلال السنتين الماضيتين على بعض العشائر وزعائمها وقطاع الطرق من بعض السياسيين سيؤدي الى وصولهم الى سدة الحكم في الانتخابات المقبلة او انهم سيكونون في موقع يستطيعون فيه وضع العراقيل امام الحكومة وبالتالي اعاقة عملها كما يحدث الان ولكنهم لا يعلمون بان هذه الفترة قد افرزت الفاسدين وان الانتخابات المقبلة ستكون لطمة بوجه كل العملاء و الخونة ممن اعاقوا العملية السياسية .
والمثال الثاني هو لصحيفة ايلاف الالكترونية التي يملكها عثمان العمير السعودي و التي يعلم الجميع لمن تعود فقد دابت ومنذ فترة على وضع عنوانين مثيرة لمقالاتها ضد العراق وفسح المجال لكل من يكره الشيعة بشكل عام و العراقيين بشكل خاص لان يكتب مقالات يتهم ويشتم كيفما يشاء ما دام المقصود هم الشيعة او العراقيين وفي القترة الاخيرة برز مراسل لهم في دبي اسمه زيد بنيامين يستقي معلوماته من الرياض و جدة ليهاجم الوضع العراقي وكتب في نفس اليوم مقالا تحت عنوان ( الحكومة العراقية تدفع العراقيين الى التهلكة لتستعيد الثقة فقط ) ويبدء بسرد وقائع عن حالة العائدين ومعاناتهم ( ورغم انني لا انكر ان هناك مشاكل كثيرة واجهها بعض العائدين الا ان بنيامين هذا ينتقل وهو من يعيش في دبي بالاساس ليبكي على وضع السنة و يقول (السنة في العراق هم من دفعوا ثمن التفرقة الطائفية التي انطلقت في العراق بعد سقوط بغداد ... وان اغلب المناطق السنية احتلتها طبقات شيعية فقيرة ) طبعا هنا يتبين لنا المقصود بكل وضوح فقد اكتشف بنيامين القابع في دبي ان العراقيين السنة دفعوا ثمن التفرقة الطائفية التي يعزو بدئها مع سقوط صنم العروبة ويتباكى عليهم بهذا الشكل المثير للحساسيات حتى تصل الرسالة الوهابية الى القارئ وتثير طائفيته على الشعب العراقي .
ثم يفضح نفسه واكاذيبه وحقده وحقد الذين يدفعون له اجر حيث يعزو حقيقة شعوره او شعور اسياده من خلال نقله لمقولة ينسبها الى دبلوماسي يرفض ان يذكر اسمه فيقول ( يقول دبلوماسي غربي اياكم ان تظنوا ان ميليشيا المهدي مهمتها حمل السلاح في الشارع فقط ، انهم يتحركون بحماية الحكومة العراقية التي تسعى لتقاسم الغنيمة من خلال تاجير المنازل واخذ نسبة من العائدات ) اولا كلمة ( اياكم ) تفضح الكذبة فالدبلوماسي يريد ان يحذر من ؟ السعودية ؟ ام بنيامين ؟ فاياكم لمن تعود ؟ وثانيا هل الحكومة محتاجة لنسبة من تاجير البيوت تلك و التي يحتلها جيش المهدي ؟ ان هذه الطريقة في عرض الاحداث وتناولها و الافتراءات التي تاتي معها دليل على ان هناك جهاز يعمل على توجيه الكتاب و المراسلين لكتابة مواضيع يشتهيها اصحاب القرار ولكن جهاز الكتبة غبي وجاهل فترتد عليهم هذه الكتابات خصوصاوان السعودية هي اكثر دولة يمكن ان يكتب عن تناقضاتها الانسان ولكن هناك فرق بين العراقيين وبين المرتزقة من الدول الاخرى الشقيقة .
هنا لا بد من الاشارة الى ان ال سعود يواجهون ضغوطا هائلة من الخارج لتغيير سياساتهم القمعية ضد شعب الحجاز وايقاف دعمهم للارهاب العالمي واخطر ما يخشاه ال سعود هو الاعلام وخصوصا الغربي الذي يفضحهم وقد ساهمت الاعتصامات التي اقامها الشرفاء العراقيين في اوربا وامريكا لفضح الارهاب السعودي في العراق وامام السفارات والمدارس الوهابية السعودية في تاجيج الراي العام العالمي ضد الوهابية وهو ما حدى بالحكومة السعودية الى الطلب من الحكومة العراقية مباشرة للطلب من العراقيين التوقف عن هذه الاعتصامات ولكن جاء جواب الحكومة بانها لا تستطيع اجبار العراقيين على شيء وان وقت اجبار العراقيين وتهديدهم قد ولى الى غير رجعة وان ما تتعرض له الحكومة العراقية نفسها في الداخل من معارضة واحتجاجات دليل على انها تؤمن بالشعب و بالفرد العراقي وهو ما اضطر الحكومة الوهابية الى الطلب من مؤيديها ومريديها ومسانديها من العراقيين ومن السياسيين للضغط على الحكومة العراقية باية وسيلة كان لايقاف تلك الاعتصامات و التظاهرات ولكن الظاهر ان جماعتهم فشلت لان الحكومة غير مهتمة بالطلب السعودي واحبتنا الشرفاء الغيورين في الخارج ابوا الا ان ينتصروا لظلامة شعبهم ويفضحوا قساوة الارهاب الوهابي الذي اصاب العالم كله .
ان السعودية مبتلاة بالكثير من الفضائح و المشاكل و التي اتمنى من اخوتنا في الخارج ان يكتبوا عنها في الصحف الاجنبية فمثلا موضوع فتاة القطيف التي اعتدى عليها 7 وهابيين وحكمت المحكمة بجلد المراة 200 جلدة بحجج واهية واوقفت المحامي الذي دافع عنها عن العمل وحكمت بعض الذين اعتدوا عليها باحكام مخففة و السبب الرئيس هو ان المرأة من الطائفة الشيعية و المعتدين وهابيين وعندما هاجم الاعلام العالمي هذه القساوة قرر عبد الله الغاء الحكم واعتبروها مكرمة ورعاية ابوية ، تصوروا 7 سعوديين وهابيين ( تصوروا اشكالهم والعياذ بالله ) يغتصبون امراة والقضاء السعودي يامر بجلد المراة 200 جلدة لانها اغتصبت ويحكم بشكل مخفف على الجناة ، فاي دين وقضاء هذا ؟ ولولا تدخل الرئيس الامريكي والاعلام العالمي لتم جلد المراة المسكينة ولتعلموا خبث الاعلام السعودي وتابعوا ما كتبوه عن مكرمة عبد الله وابوته ورعايته لهذه المراة التي عانت طيلة عام ونصف من عمر هذه القضية وكانه هو المتفضل عليها وبالتاكيد انه لم يكن ليصدر حكمه بالعفو لولا انه يريد ان يعفو عن الجناة ، هذه قضية اما الاخرى فان قاضي سعودي رفض شهادة شخص بالمحكمة و السبب ان هذا الشخص شيعي فهل تعتقدون انه ليست هناك مواضيع نكتب عنها لفضح ال سعود ؟ ترى ماذا تريد منا امة العرب ؟ فكل اعلامهم ورجالهم واموالهم وقوتهم مجيرة للقضاء على العراق واهله فلماذا ؟ ترى هل كان احد منا يتوقع هذا الكم الهائل من الحقد و الكراهية والاكاذيب التي تسنج حولنا ؟ افعلا هؤلاء اخوتنا في القومية و الدين والانسانية ؟ سؤال بكل تاكيد لن يجيب عليه لا عبد الحمن الراشد ولا زيد بنيامين وبكل تاكيد لن تجيب عليه صحيفة الوطن السعودية كذلك وهذه الاشارة يعرفها من يتابع الاعلام السعودي .
زهير شنتاف
https://telegram.me/buratha
