( بقلم : وداد فاخر* )
اشعر بالفخر والاعتزاز للمواقف الشجاعة للصديق الكريم أحمد الشمري وأحييه على مواقفه الفاضحة لقوى الإرهاب البعثو – وهابي ، وما اعترض فيه هنا على صديقي العزيز الشمري هو ما كتبه في صوت العراق بتاريخ 12 . 12 . 2007 وبعنوان ( لماذا كل هذا التدليس على أبناء البصرة ومحاولة أثناء البريطانيين تسليم الملف الأمني للعراقيين).
وللحقيقة فإن لا احد كذب أو انحرف عن النهج القويم ممن كتب عما يحصل من جرائم وموبقات من الكتاب الوطنيين حول البصرة . وكنت احد الذين أشاروا لذلك في الهوامش التي أضعها في كل مقالاتي الأخيرة ، وطلبت كمواطن بصري لصيق بالأحداث من خلال اتصالي الشبه يومي بمن اعرفهم هناك بان تتدخل الحكومة العراقية وان تكون هناك ليست وثبة للأسد كما حصل في الديوانية بل إن البصرة تحتاج لـ( وثبة اسود ) لما فيها من الضباع الشرسة التي تنتشر في مناطق معينة تعرفها الشرطة والبريطانيين أنفسهم من عصابات للنهب والسلب والسرقة والخاوه وقطاع الطرق وميليشيات الأحزاب الطائفية بمختلف عناوينها ، ورجال مخابرات دول إقليمية تصول وتجول في البصرة الفيحاء.
فمع احترامي لمن سكن البصرة ممن قدم من مناطق الجنوب العراقي منذ خمسينيات القرن الماضي ، واستمرت عملية النزوح ليومنا هذا وخاصة إثناء حروب البعث الفاشي الكارثية فقد أساء العديد من هؤلاء النازحين للبصرة وأهلها . وعند زيارتي للبصرة العام 2004 وبعد غياب عن الوطن العزيز لمدة 28 عام حتى ذلك الحين بسبب الهجرة القسرية خوفا من مقصلة الفاشيين فلم أجد سوى 10 بالمئة من أهل البصرة الأصليين فيها . وكنت وسط أهم سوق في العشار وهو سوق المغايز ، أو كما كان يدعى بـ( سوق الهنود ) – هم زين مو سوق الفرس كان ابتلينه – كنت وسط ذلك السوق الذي كان جزءا من التراث البصري غريبا وسط ناس لا اعرف من أين قدموا . لذلك طرحت مسالة تطبيق المادة 140 على البصرة وهي ليست مختصة فقط بكركوك عند حديثي مع رفيقي العزيز الأستاذ رائد فهمي وزير العلوم والتكنلوجيا والمسؤول عن اللجنة المكلفة بتطبيق المادة الدستورية 140 عند لقائي به في فيينا قبل اشهر ، لان بيت والدي محتل أيضا من قبل إحدى عصابات المعدان ( الكرامشه ) الذين احتلوا محلة الخندق بالبصرة ومنها تنطلق أي من الخندق عصابات السلب والنهب وبعض العصابات الطالبانية الجديدة ، مثلها مثل حي الحسين أو الحيانية وخمسة ميل والكزيزة وأجزاء أخرى من البصرة .
ولا يستطيع الزائر للبصرة إنكار وجود هذه العصابات ومقارها المنتشرة بصورة علنية في البصرة ، وأول أيام عملية سقوط هبل العرب صدام اختطف المجرمون شخصية علمية عالمية في جراحة العظام وبصراوي أصيل من منطقة السيمر هو الأخ والصديق العزيز البروفيسور الدكتور ثامر حمدان عميد كلية الطب في البصرة لا لشئ سوى لابتزازه . واليوم صباحا تحدثت مع احد الجراحين من أصدقائنا القدامى في البصرة فشكى لي التهديدات التي تطاله يوميا وسفره بين آن وآخر لخارج العراق هربا من القتل ورجوعه للبصرة بسبب حبه لوطنه وشعبه مغامرا بحياته . وقال لي شخص آخر من أقاربي تعال للبصرة لترى طلبان العراق فلا تستطيع بنت أن تخرج لوحدها ، أو أن تلبس شيئا جميلا ، أو تتجمل وتتزين كأمراة .
الكارثة يا أخي الشمري في الحكومة نفسها فالمحاصصة تركت للبصرة شخصيات كارتونية مهلهلة وجلها ممن عاش في البصرة مهاجرا وأهملوا أهل البصرة الحقيقيين ، والدليل ألقابهم فالبصرة تنتمي لأسماء عوائل شريفة معظمها عوائل علوية هاشمية وعلوية عباسية وبيوتات معروفة ، وما نراه ممن يهيمن على الأمور أناس من غير أولئك النفر الطيبين الذين كنا نعرفهم .ورأيت مقارهم عند زيارتي للبصرة وتشاجرت مع أكثر من مجموعة من الميليشيات الذين يحرسون تلك المقار بسبب التصوير فكل شئ ممنوع وكأننا في زمن المشنوق صبيحة العيد السعيد ، وتم إطلاق نار على شاب يقتعد الشارع لبيع علب البيرة لكي يعتاش في شارع 14 تموز في بداية تقاطعه مع شارع بشار واردوه قتيلا . وهي نفس الوجوه والسحن البعثية التي كانت تهتف لـ ( القائد الضرورة ) وتكتب التقارير علينا وتطاردنا في لقاءاتنا واجتماعاتنا ، ولو كان المرحوم جبار فرج اللامي حيا لحدثك عنهم . وألا من أين قدم هؤلاء ؟! . فهم أصلا عراقيين وكانوا نتاج وتربية نظام القمع الفاشي ، والآن لبس بعضهم العمائم التي شدت لهم على عجل في قم ، واتشح البعض الآخر بالسواد وألف كل منهم حزبا من بضعة أنفار ليعيث في الشارع البصري فسادا باسم الدين الحنيف مآزرين بخبرات مخابرات دول الجوار ( الصديقة والشقيقة ).
وهل تعلم يا أخي الشمري إن جماعة الصدر قد حفروا الخنادق في البصرة وتمترسوا متأهبين كما صاحبهم صدام عند سماعه بالتهيئ له لغزو العراق وإسقاط سلطته ؟! . الجواب لأنهم شاهدوا ما حصل لجماعتهم في الديوانية .فالبصرة في الوقت الحالي مربض للضباع الشرسة المفترسة التي تنهب وتسرق وتقتل ، وتسرق النفط بصورة علنية ، فقد حدثني قريب لي يعمل في شركة نفط الجنوب بالبصرة إنهم يجدون يوميا عملية ( تقفيص ) وعندما سألته ما هو التقفيص ؟، أجابني إنهم يثقبون الأنابيب النفطية بصورة فنية متقنة ووضع ( قفيص ) تمتد منه ( صونده ) تدفن تحت الأرض . فهل سمعت بذلك أخي الكريم ؟! .
فالحل الوحيد الآن بيد الحكومة المركزية لا غير ، وهي من تستطيع أن تطرد كل هذه الميليشيات المدعومة علنا من قبل مخابرات المنطقة ويقف في طليعتها إيران والسعودية والكويت والإمارات ، وتغيير كل الحكومة المحلية وتضع بدلهم رجال العلم والسياسة والخبرة فممارسة الديمقراطية ليست بهذا الشكل الوحشي . وتضع حدا للميليشيات التي تمارس نفس التصرفات التي يمارسها أفراد البسيج ومراقبي حراس الثورة للناس وقمعهم باسم الدين في إيران أو رجال الحسبة في السعودية ، فقد عشت في إيران ورأيت كل ذلك بأم عيني ولم يحدثني احد بذلك . وأزيد عليك فقد خبرت وحشيتهم عندما هجم رجال الأمن في ( قسم مكافحة مشوهي الثقافة ) التابع للحرس الثوري على بيتي وانتهكوا حرمته واعتقلوني ، وطاردوني حتى تركت إيران هاربا بجلدي من وحشيتهم المغلفة زورا بالدين الإسلامي .
ومن هنا أوجه ندائي لابن الأصول الزكية أبو إسراء المالكي واستحثه لإنقاذ البصرة من براثن الضباع المفترسة من بقايا الجيش الشعبي وجيش القدس ورجال امن النظام السابق الذين تستروا بالدين الحنيف وطاردوا شرفاء العراقيين وشوهوا سمعة الدين السمح فلم نسمع أن رسول رب العالمين بجلال قدره انه عاقب امراة أو وضع الحد على احد ، فمن هم هؤلاء حتى يتصرفوا بعباد الله وفق مشيئتهم ؟؟! . ثم من قتل عشرات النساء العراقيات البريئات في البصرة إذا لم يكن أحدا من هؤلاء ؟! .
هامش مهم جدا : لاحظت في الفترة الأخيرة أن بعض المواقع ( الوطنية ) تمتنع عن نشر مقالاتي كونها ترتبط أصلا بمجموعة الأحزاب والقوى القومية والطائفية المتحاصصة في الكعكعة العراقية . لكن عتبي فقط على أولئك الذين يصيحون ( يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما ) . أي هو مقال تخافون منه شلون لو واكفين بوسط معركة كربلاء كان شنو سويتوا ؟؟!.
آخر المطاف : هذان البيتان من قصيدة ألقيت من على شرفة متصرفية ( محافظة ) البصرة العام 1959 في ذكرى يوم الشهيد .
عبد الكريم وفي العراق من ادعى وطنية وفعاله إجراميتلونون فتارة قومية وتارة إسلام
الشاعر الشهيد أسعد الشبيبي
* ناشط في مجال مكافحة الإرهابwww.alsaymar.com
https://telegram.me/buratha
