هذا الخطاب الطائفي والتحريضي اختصت به لا نقول حصرا ولكن تحديدا المواقع السلفية السعودية وهي تنشر افكار تساهم في نشر الارهاب والعنف والحرب الطائفية وبعلم الحكومة الوهابية التي تركت لها كامل الحرية بشرط عدم مساسها باالذات الملكية والاسرة الحاكمة ............ ( بقلم اسعد راشد )
الاعتقاد كان سائدا منذ اليوم الاول لسقوط نظام العفالقة الطائفي في العراق ان السعودية هي الممولة الاولى والرئيسية للارهاب في العراق وقبل ذلك توصل العالم الحر والامريكيون بعد احداث 11 سبتمبر الى قناعة شبه كاملة ان "المدرسة الوهابية" في السعودية هي التي تفرخ الارهاب و"الاصوليين الجهاديين" ويتم من هناك وتحت عناوين "الجمعيات الخيرية" تصديرهم في "علب فكرية" او "اجساد نجسة انتحارية" الى العالم اما في العراق فان جيش الانتحاريين الذين تم تجهيزهم في جوامع الدولة الوهابية والذين سقط الكثير منهم في عمليات قتل وتفجير ضد الاطفال والنساء والمدنيين الابرياء قد تم التخطيط لها باتفاق مع الجهات الرسمية في مؤسسات ذلك النظام الذي تؤكد لنا المؤشرات العديدة ان له ضلع كبير في ما يجري في العراق من قتل وذبح وتخريب للعملية السياسية بحجة الدفاع عن "اهل السنة " (المظلومين) وهذا بالطبع لا يناقض ما ذهبنا اليه في مقال سابق حول دور زعماء ورموز الهيئات السنية العراقية في استخدام اؤلئك المجرمين "الجهاديين" كرأس حربة في معركتهم "المصيرية" لاستعادة حكم الاباء والاجداد! وتلقيهم الدعم الواسع والمنقطع النظير على شكل اموال ضخمة وصفقات اسلحة في السوق السوداء من السعودية بالدرجة الاولى ومن ثم دولة الامارات وقطر .معلوماتنا تفيد ومن خلال بعض الاستجوابات التي جرت لبعض السلفيين السعوديين الذين تم اعتقالهم في العراق ان هناك جهات واطراف رسمية في السعودية تشرف على مفاوضات مباشرة تمت وتتم مع رؤوس السلفيين الوهابيين وزعماءهم وقد تم الاتفاق على وضع اليات يلتزم على ضوءها السلفيون الوهابيون بنقل اعمالهم "الجهادية" ـ الارهابية ـ الى العراق وهذا ما أكدته مداخلة الارهابي السلفي الملقب بـ"الشيخ" سعيد زعيران على قناة العهر والارهاب الجزيرة في برنامج "منبر الجزيرة" الاسبوع الماضي حول مقتل المجرم البلطجي الزرقاوي حيث اثنى اولا على الدور الارهابي والاجرامي الذي قام به الزرقاوي في العراق وانشأ له ابياتا من الشعر وهو يتحدث على الهواء المباشر من السعودية موجها اهانة الى الشعب العراقي الجريح ومستهترا بمشاعر الالاف من عوائل الضحايا ودماء الابرياء التي اراقها ذلك المجرم النتن ثانيا وقد خرج من على لسانه وفلتاته ما يؤكد على وجود اتفاق بين الارهابيين "الجهاديين" وبين النظام الوهابي في تصدير الاجساد النجسة الانتحارية لتقاتل وتقتل الابرياء في العراق حيث قال المدعوا "زعيران" الذي كان معتقلا في السجون السعودية لدوافع ارهابية "ان على قادة المملكة واولياء امور البلاد ترتيب اتفاق مع المجاهدين للدفاع عن شرف الامة"!! رغم اعتقادنا الجازم ان ذلك الاتفاق قد اصبح قائما نافذا بدليل انحسار عمليات التفجير وغياب مواجهات العسكرية بين السلفيين وبين القوات الامنية واذا حدث شيئ من هذا القبيل فان ذلك لذر الرماد في العيون .الامر الاخر الذي يشير الى ان الاتفاق بين النظام الوهابي وبين جماعات التطرف الوهابية والاصولية قائم هو اطلاق العنان لمواقع الانترنيت السلفية "الجهادية" والقاعدية في الدعوة للالتحاق بـ"الجهاد" في العراق ونشر ثقافة العنف والتكفير والتحريض على القتل الطائفي دون وجود اي رقابة حكومية او رادع بل هناك تعمد واضح في ان تترك تلك المواقع لنشر ما تريد مادام ان الامر لا يمس الاسرة المالكة ولم يقترب من خطوط الحمراء المتفق عليها حيث بامكان اي وافد الى المملكة السعودية ان يذهب الى مقاهي الانترنيت ويدخل بكل حرية االمواقع التكفيرية الارهابية والسلفية "الجهادية" التي تدعوا الى العنف والقتل وتحرض الشباب على الالتحاق بمجاميع الارهاب في العراق وقد كنت في العام الماضي حاضرا في مكة المكرمة وقد اصابني الذهول وانا ادخل بطريقة الصدفة الى احد المواقع المتطرفة في مقهى الانترنيت في العزيزية وقد تركها لي شخص "سعودي" كان مستمتعا في متابعة محتوياتها وقد اكتشفت ان الموقع كان تابعا لجماعات اصولية سلفية تكفيرية متعاطفة لحد كبير مع تنظيم القاعدة والمقبور الزرقاوي ولعل من ابرز تلك المواقع التي تهتم كثيرا بالشأن العراقي هو موقع "مفكرة الاسلام" السعودي الذي وصف عملية قتل المصلين الارهابية يوم الجمعة الماضي في جامع براثا ببغداد بانه "عملية فدائية" ضد "مذبح براثا"!! واصفا المصلين الابرياء من الاطفال والعجزة وبعض الشبان بانهم ضباط الاستخبارات الايرانية وان المكان ليس الا ثكنة لقوات "بدر" ومسلخ لذبح اهل السنة!! تلك العملية الجبانة التي استنكرتها المحافل الدولية وابرز شخصيات العالم وحتى ممثل كوفي عنان اشرق القاضي المعروف بتعاطفه مع "هيئة الضاري" وتوجهه الطائفي قد ندد بها وقد قال موقع "مفكرة الاسلام" في تقرير يزعم كالعادة بانه "خاص" بعد تفجير مسجد براثا "ان قوات المغاوير التابعة لوزراة الداخلية وعناصر ميليشيا بدر قامت بدهم مناطق سنية في صليخ كردة فعل طائفية عما لحق بـ"مقر فيلق بدر"! في حسينية براثا من خسائر في الارواح جراء "التفجير الفدائي"(...) الذي حصل اليوم"!! هكذا يصف الموقع النتن الارهابي قتل الابرياء والمصلين ويجردهم من كل صفة انسانية او اسلامية لتبرير قتلهم وذبحهم بانهم "ضباط الاستخبارات الايرانية" وقد كان المجرم السعوي اواليمني االذي كان قد فجر نفسه جالسا في صفوف الامامية للمصلين الذين سقط منهم اكثر من خمسين بين شهيد وجريح ولم يكن موقع الانفجار بعيدا عن مكان المحراب والمنبر الذي كان الخطيب المجاهد والشهم جلال الدين الصغير يزمع بدء خطبة الجمعة ‘ الا بأسا لكم ولذلك الدين او المذهب الذي يجوز لكم قتل المصلين والابرياء من الناس وفي بيت الله . هذا الخطاب الطائفي والتحريضي اختصت به لا نقول حصرا ولكن تحديدا المواقع السلفية السعودية وهي تنشر افكار تساهم في نشر الارهاب والعنف والحرب الطائفية وبعلم الحكومة الوهابية التي تركت لها كامل الحرية بشرط عدم مساسها باالذات الملكية والاسرة الحاكمة ‘ وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على ان الارهاب في العراق يراد له ان يستمر وبدعم من اموال واعلام وافكار انظمة المنطقة العربية وخاصة الوهابية التي تجد في استمراره دفعا للاخطار عن كيانها الضعيف والهش ووقوفا بوجه الرياح التغييرية الديمقراطية التي تهب على المنطقة والتي سوف تهز عروشها اجلا ام عاجلا .اسعد راشد
https://telegram.me/buratha