( بقلم : حامد جعفر )
بعد ان رفع الباغي معاوية بن ابي سفيان وجنده المرعوب المصاحف وقد بلغت قلوبهم الحناجر وطلبوا التحكيم, نهض الطابور الخامس في جيش الامام علي عليه السلام بقيادة المنافق الاشعث بن قيس ليصر على قبول التحكيم رغم رفض الامام له على انه حيلة المهزوم وخبث يتخلص به المازوم, وهددوه باشعال الفتنة في جيشه ان لم يامر بايقاف الهجوم المنتصر على بقايا الامويين المذعورين. اضطر الامام ان يقبل بالتحكيم على مضض, ورشح من قبله حبر الامة عبد الله بن عباس , وهو الفقيه الكبير والمخلص للامام, ذو الحكمة والبصيرة.
ولكن الطابور الخامس بقيادة الاشعث قال للامام: انا رضينا ابا موسى الاشعري ممثلا لك . رفض الامام هذا الترشيح الخاطيء لانه كان اعرف الناس بابي موسى الاشعري وخبايا قلبه وشدة بغضه له, فهو لذلك ليس بثقة وكان قد خذل الناس عنه وحرضهم على ان لاينصروه. ولكن الطابور الخامس اصر اصرارا عجيبا على اختيار هذا الرجل المعادي لنور الحق والمناصر لمدلهم الظلام والمشهور بغفلته وغبائه.
وكان ماكان من هذا الرجل اللئيم بان خلع الامام الحق الذي لن يجود الزمان بمثله من الخلافة بينما نصر الحكم الثاني الخبيث عمرو بن العاص صاحبه في التامر والغدر معاوية بن ابي سفيان واعلنه خليفة. وحدث ماحدث بعد ذلك وتقلبت الايام وتجهمت الاقدار حتى تلاشت دولة العدل الالهي بقيادة العظيم علي بن ابي طالب ناصر الفقراء وساتر الضعفاء وميزان العدل الالهي . ومنذ ذلك اليوم حل ليل الحكم الدكتاتوري الدموي الغاشم واستمر جيلا بعد جيل وحقبة بعد حقبة والناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب وظلام وفقر ومرض حتى انتهى ذلك الظلام الحالك بسقوط العفالقة المجرمين وزوال حكمهم الدموي.
واذا كان التاريخ يعيد نفسه ولو باشكال مختلفة ونماذج متباينة, فان طارق الهاشمي اليوم يقوم بدور ابن الاشعث من جهة ودور ابي موسى الاشعري من جهة اخرى, والمؤتمر الخليجي الذي اوفد اليه على رأس وفد رفيع المستوى لتمثيل العراق شاهد على ذلك... وقف طارق الهاشمي رافعا راسه منتفخة اوداجه كما ترفع افعى الكوبرا راسها وتنفخ اوداجها عندما تريد ان تهاجم عدوا لها, امام الاعلام المرئي والمسموع ليكيل السباب والتقريع لوزارة المالكي على رؤوس الاشهاد, ويسب العشائر العراقية الثائرة على ارهاب بقايا مجرمي البعث وحليفتهم وصنيعتهم القاعدة الوهابية. كان يتحدث وكأنه ليس نائبا للرئيس في هذه الحكومة, وكأنه لاسلطان له فيها رغم انه هو الذي عرقل ويعرقل الكثير من القوانين والقرارات التي تخدم هذه الشعب البائس وتعجل بحل مشاكله وتخفيف الامه. اليس هو الذي يقف اليوم بوجه قرار المحكمة العليا ووزارة العدل باعدام مجرم الشعب وقاتل الشباب علي كيمياوي , المجرم العتيد وتلميذ الحجاج بن يوسف البليد!!
ونحن نتساءل هل يحق لمسؤول رفيع في دولة ما يزور دولة أجنبية لتمثيل بلاده ان يظهر على شاشات الفضائيات وهو يسب حكومته وينال من شعبه..!! اننا لم نسمع بمثل ذلك فيما مضى وان حدث ذلك في يوم من الايام فلا بد ان مثل هذا المسؤول كان قد طلب حق اللجوء السياسي في تلك الدولة لانه وعلى اقل تقدير سيفصل من عمله ويقدم الى المحاكمة... اما طارق الهاشمي البطل الصنديد فانه عاد مزهوا كالطاووس يمشي متبخترا مختالا والارض لاتكاد تحمله, ذلك لانه يعلم ان لاحساب ولا عقاب ولاهم يحزنون.
هكذا يتجرأ نفايا البعث هؤلاء على اهانة المخلصين والوطنيين والثائرين الذين يبذلون جهدهم لتضميد الجراح وألاخذ بيد شعب مقهور الى الخلاص والاستقرار والرفاه. ان حكومتنا الوطنية بقيادة المالكي تعاني اليوم الامرين من وجود هؤلاء الحثالة في العملية السياسية .
هاهو المجرم عدنان الدليمي مصاص الدماء وقصاب الابرياء بعد ان القي القبض عليه متلبسا ومدانا بما لايقبل الشك ولا التاويل خرج منها مثل الشعرة من العجين منتصرا امنا, وقد اراد ان يبرز بعض عضلاته التي تتراقص كراسه الخرف, فامر انصاره باشعالها حربا حارقة , فاذا صواريخه العفلقية تضرب نفط الدورة لتحرم الناس من الدفئْ في قر الشتاء واذا ازلامه المفسدون في الارض يحطمون ابراج الكهرباء ليعيش الانسان العراقي في ليل داج وسماء ذات ابرج كئيبا يائسا . وهذه هي ورقة التوافق او ورقة التوت التوافقية التي هدد بستخدامها الريسزجي خلف العليان. اليوم ظهر الحق وبان الباطل فهل من يد حديدية تضرب على راس هؤلاء المتامرين وتخلص الشعب المسكين..!!
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha
