المقالات

وثيقة لاول مرة


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

استكمالا للانجازات الكبيرة التي تحققها الدبلوماسية العراقية، تأتي زيارة سماحة السيد الحكيم نقطة تحول مفصلية في الحراك السياسي لبناء العلاقات العراق - دولية، فقد بينت قدرت رموزنا الوطنية ودورهم الريادي للحصول على الاستحقاقات الاستراتيجية لاخراج العراق من الاوضاع الاستثنائية التي وضعه فيها الطاغية المعدوم صدام، كما اكدت الزيارة الرصيد الفكري والخزين الوطني للنهج الذي ارسى قواعده شهيد المحراب(قده) واستكمال مشروعه البنيوي التغييري بأطروحته العراقية الوطنية النابعة من صميم الامة والجماهير، فقد أكد في تصوراته ان تشكيل اية امة من خلال تكامل العناصر الاساسية في مرتكزاتها البنيوية وصولا لانجاز ذاتها وهويتها ووجودها النوعي المتميز، وان وحدتها وقوتها مقترن بوحدة وتراص انظمتها الذاتية المشكلة لكينونتها في الوجود، وانطلاقا من هنا، فاننا نزعم: إن سبب اندحار الارهاب القاعدي انما هو تعبير جلي من انها لم تنتج هوية وثقافة متوازنة واصيلة تتناغم من الواقع العراقي، فقد انجلت مع تحسسها صعوبة موطئ اقدامها في رمال العراق الحارقة، فبعد سقوط معاقلها في افغانستان، اعتقدت انها وجدت ضالتها في العراق لاقامة جمهورية طالبان اللاإسلامية متجاهلة الارث الحضاري والعمق التاريخي للعراق، غير أن الكثير من الدول العربية والاقليمية اخذت تبدي ميلاً للتعاون مع الحكومة العراقية والتواصل لوضع الحلول لازمات قد تشابكت خيوطها، واتباع سياسية تسمح باستئناف التمثيل الدبلوماسي لتأكيدها الانفتاح على العراق الذي اكد على الدوام حرصه على عروبته، فنحن تواقون لتعزيز تلك العلاقات.

ومن ضمن الاستراتيجية العراقية تعزيز التواصل واعطاء الفرصة الحقيقية للدول الشقيقة والصديقة لتكون اقرب واكثر تفهما لواقعنا الوطني، وتبديد الهواجس من التجربة العراقية على مستوى افرازاتها السياسية احيانا، وعلى مستوى نتاجاتها العملية السياسية من حيث طبيعة التغيير، كما أننا نسعى للموازنة في العلاقات الاقليم - دولية والانفتاح عليها لاستثمار قدراتها بما يعزز التوازن الدولي والتنفيذ الشامل الذي نطمح له في العراق على الصعد كافة. اذا لماذا الايحاء بفشل العرب دائماً في اتباع النهج الديمقراطي السليم في حين ينجح آخرون كانوا وراءنا باشواط؟ لست وحدي من يطرح هذا التساؤل المحير، لكني اعتقد ان كثيرين يطرحونه، اذا لماذا يغيب اليقين الديمقراطي في بلادنا، ولماذا التصوير اننا نفشل في صنع قفزات ديمقراطية حقيقية، بينما نرى شعوبا ودول اخرى في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية قد قطعت اشواطا واسعة وبخطوات جريئة نحو الرقي والديمقراطية، الم يحن الوقت لاتخاذ قرارات جريئة تخرج العراق من حالات التعويم والتشويش على المشاريع الحيوية التي من شأنها اخراجه الى دائرة الضوء؟

 ان مفتاح حل الازمات العراقية يكمن في ترسيخ مفهوم المواطنة وتعزيزها، ففي الوقت الذي تعوم فيه دول في موجات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية، نرى عمق التجربة الديمقراطية الفيدرالية في الهند رغم تعددها الاثني والقومي واللغوي والثقافي والديني تمثل تجربة واعدة في تجاوز الابعاد التكوينية البنيوية، اذ ان الفيدرالية ارتبطت باسم العراق الفيدرالي، فهي تحقق اوسع الفرص للمشاركة الحقيقية في صنع القرار الوطني، فلابد من تغيير المسارات التي تعمل على مركزت القرارات وما تركته من تراكمات على الواقع العراقي، والتوصل الى التوصيف النهائي للاجراءات التنفيذية للفيدرالية من خلال الشعب وخلق التوازنات الاقليمية لمناطق العراق كافة، وقبر الخطاب التحريضي لبعض وسائل الاعلام التي تحاول التأثير على الرأي العام، فضلاً عن النبرة التحريضية الانقسامية التي تحاول استحضار تعميق الفجوة بين المكونات الوطنية منطلقة من خلفيات فئوية لا طائل منها، لذا يجب الشروع بتأهيل النخب العراقية لتكوين نضج جماهيري يتفاعل مع المعطيات الاستراتيجية وتوظيفها للبدء في صفحات البناء والاعمار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عدنان اكوش
2007-12-11
بيت الحكيم خيمة للعراق وشوكة في اعين الحاقدين وسند للمرجعية شهدائهم في الجنة ومبغضيهم لهم الذل والهوان في الدنيا والأخرة اللهم احفضهم فهم سادتنا وبر اماننا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك