المقالات

ال الحكيم معي في غربتي ( 2 )

1452 03:47:00 2007-12-10

( بقلم : عقيل النصار )

النكبات والازمات التي مر بها هذا الشعب المظلوم طيلة ثلاث عقود كان وقعها مرا ثقيلا على النفوس ونتائجها كبيرة في تدميرها لبنية المجتمع وسلوكيات افراده وتفكيرهم, فأبسط ما تمخض عن ذلك العسر هو فقداننا للثقة بل الريبة والتشكيك في كل شئ من حولنا ولم نعد قادرين على التعرف أو تشخيص الواقع بصورة دقيقة تساعدنا على اتخاذ الموقف المناسب فيما يواجهنا من احداث .

هنالك نفوس كلت وتعبت ولاتعرف سوى الشكوى والانتقاد تعيش على الهامش ولاتقدم سوى الكلمة السلبية وهم كثيرون , ونفوس تفجر الغضب بداخلها لاتعرف كيف توجهه فتخبط خبط عشواء ضارة بكل شئ لاتملك بصرا ولابصيرة سهلة الانقياد لكل ناعق,ونفوس لاتعرف الا ذواتها كمثل ذلك الذي قال أن الصلاة خلف علي أثوب والاكل مع معاوية أدسم والجلوس على التل أسلم ! ونفوس تريد الخير لكن بصرها مشوش فلاترى طريقا واضحا تسلكه تقنع نفسها بفلسفة الانتظار السلبي لمخلص البشرية وهم مع الاسف كثيرون ايضا.وأناس قد فقدوا عقولهم !.فالشعب العراقي اليوم هو مزيج في الاعم الاغلب من هذه التصنيفات يوجه بعضه بعضا !.

فعلي ع ومالك الاشتر ومن تبعهم باخلاص كادوا ان يقضوا على جرثومة التاريخ الانساني ويحققوا اعظم نصر عرفته البشرية , لكن كما قالها علي ( لارأي لمن لا طاعة له ) وبتنا الى اليوم نتحسر باشد ما تكون الحسرة كلما مررنا بانظارنا على ذلك النصر الذي ضيعناه في صفحات التاريخ ! فعندما يهزم الموقف تتلوه الهزائم ولايظفر أهل الباطل الا بتخاذل أهل الحق . بل اننا لو كنا مطلعين على كل التاريخ الانساني ومنعطفاته الخطيرة لادركنا وفي العين قذى وفي الحلق شجى كم فوت علينا الهمج الرعاع من فرص الحياة السعيدة .

اللعبة لازالت قائمة لليوم مع معاوية وشياطينه , فبدل عمرو واحد هناك الكثير يصطف معهم حكومات وشعوب قومجية تمتد من الخليج الى المحيط قد شخصت جيدا خلال السنوات المنصرمة , أما أنتم فلكم الله يا شيعة العراق وأنفسكم ومن لايبغي ذبحكم على الهوية والمذهب, وأستطيع أن أشبه بكل ثقة أن ما يحدث اليوم هو نفسه ما حدث ايام خلافة علي ع , فلم يهدأ للقوم بال حتى عادت الدنيا لأحضانهم , وأعترف بذلك معاوية لع بقوله (( أني ما قاتلتكم لتصلوا او تصوموا ولكن لاتأمر عليكم )), فدين القوم هو دين معاوية وكل ما وصلهم من الاسلام هو الصفحة الاموية المنمقة ,افلاترون أن كل مقدس عندهم هو من قاتل عليا ع وأغتصب حق أهل البيت ع وقد بشروهم بالجنة ! وللرسول ص الكثير من الزوجات ولكن لاتذكر الا صاحبة الجمل حتى أن ثلث أحاديث البخاري عنها !

أما الخوض في واقع شيعة الجنوب هو كالسير على حبل مشدود بل أن واقعهم اليوم هو سير على حبل مشدود .وصدق رسول الله ص عندما يصف زماننا هذا بزمان ذهاب العقول .نرى اليوم الكثير من الناس قد فقدوا عقولهم وتاهوا في فوضى لاحدود لها , وهذا وحده مايفسر ظهور مهدي الزرقة ويماني البصرة ونائب الامام الذي خطب كريمته أو أخته لاأدري فقد نسيت وأستميحه عذرا وميليشيات فلان وعلان التي أصبحت مقدسة والموت بأنتظار من ينتقد هذه الذوات المؤلهة , والكثير من الاحزاب التي تتخذ من السبحة والتربة غطاءا لسرقاتها وفسادها المقدسين وهي تصول وتجول في بنايات المحافظات والاقضية والنواحي ودوائر الدولة ومراكز الشرطة , وشيوخ العشائر الذين تكاثروا وتناسلوا بشكل رهيب وبتمدد أفقي عريض حتى بات كل شيخ موقر يدفع بدلات اشتراك اعضاء مشيخته لا بل وصل الحال بأستئجارهم من أي مقهى !.

وسط هذه الفوضى هنالك السيستاني العظيم وقد تعرض له كل أفاك زنيم, وهنالك الحكيم الحليم الذي يسب( مبني للمجهول ) يوميا جهارا نهارا وفي كل مكان دون خوف أو وجل وهو الرجل الاقوى في عراق اليوم لكنه ليس بدموي ولايحمل الحقد بل الحب والخير للعراق والعراقيين ,يحمله الجهلة والمغرضون تردي وضع العراق وكأنه يملك خاتم سليمان ليصلح لهم ما أفسده صدام في عقود ومايفعله أزلامه اليوم مع قطعان الوهابية وماتكيده قوى البغي العالمي على أرض العراق, والله أن هذه الاشارة وحدها لكافية لمن يملك عقلا .كان الله في عونك أيها السيستاني العظيم وأيها الحكيم الحليم وأيها المالكي الصبور .وكان الله بعون كل عراقي شريف .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد العبادي
2007-12-12
وفقك الله استاذ عقيل لهذه الكلمات النيرة و هذا هو طريق ذات الشوكة الذي سار عليه السلف الصالح.نحن العراقيون المضحون نعرف حقيقة كل الفرقاء السياسين .ونبقى على عهدنا الذي قطعناه بالوفاء لقيادة السيد الحكيم و مبايعة السيد السيستاني حتى تتحقق الاهداف المنشودة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك