المقالات

الفدرالية مطلب العشائر العراقية


( بقلم : عمار العامري )

أن للعشائر العراقية دور فعال في رسم معالم الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها في مطلع القرن العشرين مرورا بالتطورات والإحداث التي طرأت على الساحة السياسية إثناء تعاقب الحكومات وصولا للتغيرات الجذرية التي حدثت في العراق مطلع القرن الواحد العشرين ورغم النكسة التي لحقت بالعراق أبان حكم البعث الفاشستي 1968 – 2003 ألا أن العشائر بقت محافظة على نسيجها الاجتماعي متواصلة مع باقي الشرائح الأخرى في صنع المستقبل الذي حاول المجرم صدام التلاعب فيه من خلال محاولاته البائسة بدا بمنع استخدام اللقب الشخصي والذي استهدف فيه ابن العشيرة والقبيلة وأيضا صنع بعض أتباع النظام السابق بمثابة زعماء عشائريين بديلة عن الزعماء الأصليين والذي حاول الطاغية المقبور القضاء عليهم آذ حاربه أبناءهم وتشريدهم وإعدام الكثير منهم وخاصة أحفاد ثورة العشرين ألا أن العشائر ورغم كل هذا أثبتت وقفتها الصارمة بوجه التحديات القاسية.ومع تغيير الذي حدث على اثر سقوط الفاشية الصدامية في نيسان 2003 وما اتبعها من محاولات من قبل مخابرات دول الجوار والتي زجت بعصاباتها الإرهابية وجماعاتها المسلحة وبتمويل منقطع النظير مدعومة بفتاوى التكفير وعلماء الطائفية إذ أريد منها السيطرة على مقدرات وثروات العراق فاكتشفت هذه النوايا وانتفضت العشائر العراقية لدفاع عن الوحدة الوطنية التي تعرضت لخطر الإرهاب والمتآمرين على بناء المشروع العراقي الفدرالي الديمقراطي الموحد فكانت لمجالس الإنقاذ واللجان الشعبية في المدن العراقية الساخنة ونخوة العشائر الدور الجلي في ردع مخططات القاعدة والعصابات التكفيرية وإلحاق الهزيمة فيها خاصة في المناطق المتوترة امنيا وطردها من حواضنها فكانت هذه المواقف صفحات مشرقة في تاريخ العراق الحديث ومساهمة لا يمكن إنكارها بأن للعشائر التأثير الكبير في وضع البصمات الصحيحة على البناء السياسي في البلاد والذي يؤثر في كل مجالات الحياة الأخرى للمواطن.

فكان مؤتمر نخوة العشائر الذي عقد في مدينة السليمانية وبحضور اغلب زعماء ورؤساء العشائر والقبائل العراقية ومن كل محافظات البلاد ألا مهرجان سياسي عشائري يناقش دور العشيرة في الوحدة الوطنية ووقوف أبناءها بوجه المشاريع الرامية لتقسيم العراق من خلال المخططات الخبيثة التي لم تجد من يشاطرها الفكرة فطالب رؤساء العشائر العراقية بإقامة النظام الفدرالي والعمل فيه معتبريه من أولويات الاستحقاقات الدستورية التي يجب أن يتمتع فيها المواطن العراقي الذي خرج متحديا الإرهاب ليصوت على مستقبلا حافل تتضافر فيه الجهود من اجل تطبيقه على الواقع العملي وذلك بإقامة الأقاليم التي لا تنشى على أساس طائفي والتي تضمن بناء دولة اتحادية ديمقراطية بعيدة عن النفوذ الفئوي والإطماع المريضة كما أعلنت العشائر التصدي للبقاء القوات الأجنبية في العراق معتبرين ذلك خرق سافر للسيادة العراقية فيما ساندت العشائر مساعي بعض الأقطاب السياسية العراقية في حشد الجهود السياسية والشعبية والمهنية للوقوف أمام الأصوات الداعية لإخراج متعددة الجنسيات قبل أكمال تسليح القوات الأمنية العراقي والذي يعتبر مطلب جماهيري للحد من تحركات العصابات الخارجة عن القانون وغير المنضبطة العشائر العراقية أكد الوقوف أمام كل التحركات التي يدبرها بعض السياسيين والتيارات المأجورة بهدف إجهاض الحالة الدستورية والبناء المؤسساتي والسطو على القانون والنظام من اجل العودة بالعراق إلى الخانة الأولى من العملية السياسية وشراء بعض ضعفاء النفوس ومرتزقة المحسوبين على الطيف العشائري والذين رفضوا من قبل كبار زعماء العشائر في العراق معتبرين هولاء ليس سوى أذناب لكل نظام يلبي مطامعهم الرخيصة ويحقق مكاسبهم المبتذلة رؤساء العشائر وفي مؤتمرهم هذا طالبوا بانتخابات نزيهة لمجالس المحافظات على أن يكون الأعضاء فيها ولاءهم للوطن والهوية العراقية لا للفئات والجماعات التي ترشحهم ساعين من اجل توفير الخدمات للمواطنين و مساهمين في أعمار مدنهم ومحافظاتهم وفتح وتشجيع الاستثمار الذي تعكس الصورة الباهرة له ما تشهده محافظات إقليم كردستان والسليمانية خاصة.

أن وقفة العشائر العراقية هذه وتلبيتها لعقد هذا المحفل الكبير ما هو ألا إيمانا منها في تحقيق مطالبها التي طالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف معها من اجل نيل المكاسب الإستراتيجية وخاصة التشجيع في تسريع قيام الأقاليم في المناطق الآمنة والسعي بدفع العملية السياسية إلى الأمام بدون وضع العراقيل أمام تطلعات القوى السياسية الفاعلة على الساحة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك