المقالات

زيــــــــــــــارات ظاهرها مقدس .....وباطنها ارهــــــــــاب

1504 04:59:00 2007-12-04

( بقلم : عقيل النصار )

حزمت امتعتي للعودة الى ارض الوطن بعد فراق دام اربعة عشر عاما , فلم اعد اقوى على العيش في الغرب البارد التعيس , لاسيما ان الاصنام قد تكسرت والبلاد احسبها قد تحررت منذ سنتين وان الوضع في الجنوب افضل من غيره وهو بيد ابناءه, وطأت قدماي واقدام اطفالي وزوجتي ارض سفوان في نهاية الشهر الثالث من عام 2005 للاستقرار نهائيا , وداعا للغربة , بكيت وانا ارى من حظر من اهلي لاستقبالي وبعد العناق والدموع ركبنا منطلقين في قافلة صغيرة الى بيت الاهل المتجمعين لرؤية بطلهم الغائب .

الام وكالعادة تبكي وهي ترى ابنها من جديد في منزلها . كل شئ قد تغير الشوارع , الوجوه وحتى الطباع , لم يعد هو العراق , عراق عام 91 حين غادرته .بعدها عدت حيث ولدت , الى الفاو الحبيبة , الى شط العرب والاحواز والتمر والحناء وطيبة وبساطة اهلها , يالله اانا في حلم ام علم , اقدامي في العراق لارتوي من مائه والتحف سمائه وامشي في اسواقه.زارني الكثير للترحيب ولكن الوجوه يعلوها الاستفهام والاستغراب والبعض صرح بما لمح به غيره , مالذي أعادك , هل انت مجنون , تترك الجنة وتاتي للجحيم , ياالهي كيف اكشف لهم زيف الجنة المزعومة تلك !  بدات بترتيب وضعي للعيش والاستقرار , بنيت لي منزلا صغيرا واشتريت سيارة ( حيث تعودت على قيادتها ) وحصة في لنج ( مركب صغير لصيد السمك ) لاجل الرزق واستخرجت جميع الوثائق الرسمية لي ولاطفالي والبطاقة التموينية وبطاقة السكن وانا ادفع بسخاء !

بعد خمسة اشهر من المعانات مع الكهرباء والماء الارو وماء الاساله والغاز والى اخر القائمة قررت الذهاب الى ايران علني احصل على الاقامة هناك , فلم يعد بمقدورنا العيش في ارض العراق فكلها عناء وشقاء خاصة لمن عاش في بلاد يتوفر فيها كل شئ بيسر . فايران قريبة على العراق بكل شئ ,حاولت الالتحاق بالحوزة العلمية في قم المقدسة ,لكنهم رفضوني لكبر سني , فاقصى عمر للمبتدأ يجب ان لايتجاوز السابعة والعشرين فرجعت بخفي حنين , لكنني زرت غريب طوس ع .عمل على اللنج شاب غض العود لايتجاوز عمره العشرين , يبدو عليه التدين والاستقامة وحتى بقية البحارة يطلقون عليه كلمة الملا.أحب الشباب من هذا النوع , فهشام وأمثاله يدخلون قلبي دون استئذان !بدأت أراه كثيرا وأدخلته بيتي وقضيت معه الساعات الطوال في الحديث وظني أني أثبت قدمي هذا الشاب على درب الله وأوليائه , لكنه كان يحاول جر قدمي الى درب الشيطان واوليائه , لم اكتشف هذا الامر الا ب (زيارة المعرفة )كما اسماها ودعاني لها , فرحبت ووافقت حيث توجهنا من الصباح الباكر البارد جدا لاحد ايام الجمعة من شتاء عام 2006 الى ساحة سعد ومنها مشيا الى خطوة الامام علي ع في مدخل مدينة الزبير.

في ساحة سعد انتظرنا قدوم بقية الاولياء حتى نكمل طريقنا سوية ونحن نذكر الله ونسبحه ونذكر اوليائه ! اصبح العدد بحوالي الاثني عشر شخصا , غالبيتهم لاتتجاوز الثامنة عشر ومن ضمنهم ابن لاحد جيراني في السابعة عشر من العمر , تقريبا خمسة من اهالي الفاو والبقية غالبيتهم من الحيانية ومن مناطق اخرى من مركز البصرة .وبعد ان شربناالشاي وقضمنا لفات الفلافل توكلنا على الله وبدأنا المسير , لاحظت أن المجموعة قد انقسمت الى قسمين مع كل مجموعة ولي يرشد الغافلين , فكنت مع ابو فاطمة الاخ الاكبر لهشام وهو شاب في الثامنة والعشرين تقريبا .والاعلام الخضراء قد رفعها الصغار للدلالة على ذهابنا للزيارة , وابو فاطمة حفظه الله لاينفك عن الكلام والتوجيه والتلقين والذكر , ونحن كلنا اذان صاغية لهذا المسيح الجديد !أستصغرت نفسي وانا ارى الهمة والاخلاص والتفاني في هذا الشاب الذي يعمل بلاكلل من اجل بلده وهداية الشباب !وبدات اسائلها عما قدمت للبلد ؟ فبدأت أدعو له من كل قلبي , سائلا الباري ان يحفظه ويوفقه في دنياه واخرته !

بعد ساعة ونصف من مشي الهوينا اجبرنا على الاستراحة والجلوس في بجنب الطريق , حيث فرش احد الشباب بطانية على الارض , لكن المولى ابو فاطمة والمولى الاخر ابو حسين لم يجلسوا عليها بل على التراب تأسيا كما زعموا بأبي تراب ع , وبدأ الداعية الاخر يردد ماسمعناه طول الطريق وكأنه شريط مستنسخ عن صاحبه !نفس المعلومات ونفس الكلمات والامثلة والاحاديث عدا ان عربيته لم تكن بجودة الاخر ,فكان يعاني من لكنة المعدان , بدأ الشك يساورني ولكني ملتزم الصمت , قمنا لنستأنف المسير وتفرقنا لمجموعتين من جديد وابو فاطمة البطل يوليني اهتماما اكثر من البقية فربما كنت صيدا ثمينا لهم , وبدأ يردد وللمرة الثالثة نفس الشريط حتى كلت اذناي وتعب فؤادي وبدات بالاسترجاع ! عندها سالته هل هذه محاضرات تحفضونها ؟ فابتسم بعفوية ورد بالنفي .وصلنا الى جسر الزبير حيث حططنا رحالنا من جديد , وعاد ابو حسين تشغيل كاسيته من جديد فلاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم على هذه الورطة .والغريب ان اولئك الشباب بنفس التركيز والانتباه.حضر وقت صلاة الجمعة والمولى ابو حسين على حماسته وطلاقة لسانه كانه ببغاء مزعجة لاتهدا ولاتصمت , انتظرت اي شخص بهم للتنبيه على الصلاة فلم يفعل وقد مضى عليها ربع ساعة , فاضطررت ان اقاطع محاضرته القيمة وانبهه للصلاة , عندها نظر لي باستغراب ولكنه قطع حديثه وقمنا نصلي اما هو فقد اخذ قسم من الشباب بعيدا ودارت بينهم احاديث جانبية وخبأوا اشياء معهم لاادري ما هي وقضوا وقتا ليس بالقصير لكنه عاد وصلى على استحياء !اكملنا مسيرنا وبعدت عنهم فلم يعد بمقدوري سماع نفس الكلام وعندما طلب مني الانظمام اليهم بالمسير بدأت أجادله وارد على تفاهاته التي يظلل بها المراهقين واعتزلتهم بعدها حتى وصلنا لمسجد الخطوة تقريبا الرابعة عصرا , وقد أخذ مني التعب كل مأخذ وندمت على استغفالي من قبل اطفال مراهقين لايملكون اي رصيد علمي او ثقافي او حتى ادنى درجات التعليم, عند مراجعتي لكلامهم فانهم كانوا يركزون على نقاط ثلاث 1_عدم الخوف2-الطاعة العمياء3_انهم بامكانهم الوصول الى درجات الانبياء والمعصومين

اما هشام فكانوا يعدونه ليكون ملقنا , واما جاري الصغير فقد حذرته منهم وشددت عليه بمقاطعتهم وبانهم ينتمون لتنظيمات لااعرف طابعها.بعدها بيوم توجهت الى مسجد الامام علي وحدثت الشيخ هناك بما جرى دون ان اذكر له الاسماء وطلبت منه تنبيه اولياء الامور على ضرورة ان يبعدوا اولادهم عن هكذا اناس تملكهم الشيطان , ففعل جزاه الله خيرا .قصصت ما حدث لي على رجل كبير كان ينتمي لحزب البعث لكنه تركه عام 79 مع وصول صدام للسلطة فاكد لي بانه نفس اسلوب البعثيين في تجنيد اعضائهم قبل استلامهم للسلطة ,فالظاهر زيارة او سفرة ولكن الباطن لايعلمه الا اللهلهذا وذاك عدت من جديد لارض المهجر والغربة التي كرهتها بعد سنتين وربع في العراق والايام تمر علي وهي تسحقني ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
*أبو منتظر*
2007-12-09
هناك جهات عديده تبدء بجذب الناس بطرق مختلفة ولكن ما غايتها العلم عند الله هنا يجب على الجميع ان يحذرو من اي حركة تكون ادافها مبهمة اعان الله العراق على ما ورده من افكار ومن تنظيمات
HASSAN HABEEB
2007-12-08
عزيزي عقيل نصار ساعدك الله على غربتك, تذكر غربة الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام يقول الإمام علي عليه السلام(خير الأوطان ما حملك)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك