المقالات

( الواد والعم ) يصيب الوهابية بالغم


بقلم : سامي جواد كاظم

كما اسلفت هنالك الكثير من الاقلام بدات تتحرك للكتابة عن الواقع الذي يعيشه ابناء وطنهم في الجزيرة العربية ومن المؤكد ان الكتابة عن الهموم يكون لها مغزيين اول الترفيه عن نفس المكبوت بالحكم الوهابي والثاني عسى ولعل ان يتحرك الشارع العربي في الجزيرة ليقول ما في نفسه من هم وهابي ويطالب بالتغير .

لقد صدرت قصة بعنوان ( الواد والعم ) تتحدث عن الواقع الوهابي للكاتب الحجازي ( مفيد النويصر) والتي تتحدث عن الواق المرير والالام التي يعيشها المواطن في مملكته والتي باتت تتفاقم يوما بعد يوم ودائما الشعب يدفع الثمن دون العائلة الحاكمة والمشايخ الوهابية . ولا اطيل عليكم ان هذه القصة من الممنوعات في المملكة والتي تعتبر بمثابة قصة مفخخة تؤدي الى اعمال ارهابية في المملكة تزحزح كرسي العائلة المالكة .

روعة القصة فكرتها التي جاءت من صلب الواقع وتتطرق الى قصص واقعية من اليأس والغضب التي يمر بها أبطال الرواية على مسرح الواقع ، حيث يسعى النويصر ببراعته الى اظهار الانحراف الفكري الشاذ لدى فئات معينة في المجتمع ومن مفارقات اجتماعية مثل التمييز على أساس اللون والعرق والقبيلة.

احد ابطال قصص الرواية هو سامي ( الراوي )ابن قبيلة معروفة تجرع كأس التفرقة العنصرية على أيدينا نحن، مجتمعه الصغير. ذاق سامي كل ألوان الظلم والعذاب على يد أبيه وأخيه مما جعله يرى مجتمعه مأساوياً كئيباً وكأنه سجن مظلم حتى أصبح لاجئاً في عالم لا يرحم. وتتكرر مأساة سامي عندما يفقد أباه فيتصالح معه وربما مع ذاته بعد مماته. كأن الراوي يقول إن لذة الانتقام لا تدوم سوى لحظة، أما الرضى الذي يوفره العفو فيدوم إلى الأبد. كذلك تبدو صورة حسام (المروي عنه) ابن الطقاقة وكأنه يحاول إيصال رسالة عن ذكريات أليمة وهو يحارب من أجل إثبات اسمه ونسبه وذاته.

ولم ينسى الكاتب الرائع من التطرق الى الواقع المأساوي للمراة هناك حيث كتب عن أحداث واقعية تخص قضايا المرأة والتحرش والقهر والعنف الجسدي وهروب الصغار من منازلهم وهي مشكلة تعاني منها المراة يومياً فينتهي بهم الأمر في الشوارع والحواري الخلفية. هناك أيضاً حكاية امرأتين، الأولى هرب زوجها العلة تاركاً لها إرث العار والثانية عاشت كل أنواع الذل بينما زوجها السرمدي يصول ويجول ويهجول لإمتاع ذاته. تتكرر صور الاضطهاد في أكثر من موقع لتعكس حقيقة اجتماعية مظلمة يتحكم فيها قلة من قطاع الطرق بشريحة كبيرة من (الأولاد) من صغار السن. تقدم الرواية صورة أليمة عن معنى كرامة الإنسان عندما يقدم على عمل ما مخطئاً أو (مجبر أخاك لا بطل).

وبسبب طرح ( الواد والعم )الجريء والواقعي واهتمام المواطن في نجد والحجاز بها مع كثرة الطلبات للحصول على نسخة منها وهذا لا يمكن تحقيقه على ارض المملكة لانها ممنوعة ، وحتى ان هنالك ردود افعال كثيرة ومثيرة على هذه القصة من خلال الصحف التي تطرقت اليها وكتبت عنها ، بسبب هذا الطرح فقد قررت دار النشر العربية للعلوم ترشيح رواية (الواد والعم) لجائزة (بوكر) العالمية. أعلم تماماً أن الترشيح يتم بعناية فائقة من قبل المتخصصين في الدار لاختيار الأقلام المبدعة.

فاعلم يا اخي الكاتب العزيز ( مفيد النويصري ) انك ازعجت الكثير من ال سعود ومشايخ الوهابية بقصتك هذه ، وما اتمناه عليك ان تتواصل مع قرائك والكتابة عن بقية الجوانب السلبية التي يعاني منها ابناء وطنك على يد الوهابية .

بقلم : سامي جواد كاظم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك