المقالات

أمرىء القيس سني أم شيعي !!


منذ سقوط الطاغية وأنا في دوامة اختيار المكان المناسب الذي يمكن ان انطلق منه لخدمة المذهب والوطن الذي اثخنه الاوغاد بالجراح ومن نقطة أعتقدتها منطلقاَ جيدا ً الى اخرى انتقل اليها بعد ان ادرك ان كل نقطة التي أقف عندها غير مستقرة ولابد من نقطة اخرى قبلها ممكن ان تكون الاساس الذي أنطلق منه! بدات رحلتي .

البداية في دوائر الدولة كموظفة معتقدة انها المنطلق الا انني اكتشفت ان الارضية التي اقف عندها لا تستند الى الاخلاق فالاخلاق واصول المعاملة مفردات من الماضي السحيق ! وكلمتا حلال وحرام قد عقدتا صلحاً في دوائرنا !! فقررت الانسحاب الى نقطة تسبقها وهي محاولة غسل النفس البشرية من أي بقايا لافكار وترسبات للماضي التي ربما رفضناها قلباً الا انها اخترقت ضمائرنا لطول المدة فبتنا نشك بأنفسنا بعد ان سرنا خلف نعش المبادى الذي قتلها مجتمع تسوده قوانين غريبة وطارئة والاعتراف بهذا هو اول محاولات تحديد الخطأ للذات ولما كان اصلاح الذات مرتبط بأصلاح ذوات المحيطين صارت النقطة الجديدة هي محاولة الاصلاح.

باتت هذه النقطة هدف للكثيرين ممن حاولوا ولا زالوا يحاولون والذين كان لي شرف التعرف على احدهم لاعلم منه ان أي شيء ممكن ان يصدر مني قل أم كثر ويخدم مجتمعي سيكون مقبولا وما علي الا تبني فكرة ومن ثمة العمل عليها بشكل مفرد او جماعي وبحسب ثقافة العامل بها وثقافة المتلقي ومن هنا ابتدأت رحلة لاختراق افكار المقابل بالسؤال والنقاش وصولاً لدرء افكار خاطئة وتبني جديدة سواء لدى الداعي أم المتلقي فمن يأتي بالبرهان له حق افتراش واقع جديد.

ولما كان التعامل مع العامة فلقد غدا هذا المنطلق خطرا وربما كان الخطر يستحق المجازفة لو انه قد اثمر عن نتائج طيبة غير ان اغلب العقول قد اوصدت ابوابها باحكام على افكارها وتضمر الحقد لكل من يحاول حتى طرق تلك الابواب وهنا كان لابد من انسحاب اخر لنقطة اخرى !! فلماذا لا نبدأ من مناطق نضمن فيها عدم انفصال الراس عن الجسد !! وليس خوفا ً من هذه النتيجة التي طالت ريحانة رسول الله (ص ) وانما لايماننا بان هذه النتيجة تستحق العمل بها في حالة واحدة عندما تكون بعدها ثورة اعلامية لمبادىء الاسلام كما كان الطف مسرحا ً لعروض المظلومية الابدية فكانت تضحية حصدت قلوب الناس تضامناً مع تلك المظلومية هذا جانب ومن جانب اخر احتياج اخواننا للاصلاح كمنطلق اولى للعمل به .

وها انا ذا على ابواب نقطة جديدة سرعان ما صدمها واقع افكار الكبار ولانقول من المستحيل وانما من الصعب تطويعها لتقبل الجديد خاصة اذا كانت عقلية عراقية اشتهرت بالعناد المستميت!! وهنا تحديداً سئمت خط الانطلاق وبت ابحث عن نقطة الصفر المطلق !! ولم اجد سوى النشىء الجديد فهم اللبنة التي تستحق ان تتركز عندها الجهود كي لا تحيد عن الدرب على اقل تقدير ومن ثم صقل المواهب العالية منها لخدمة المذهب والمجتمع من خلال الايمان بالمبادى التي كان لابد من ان تكون من البديهيات وليس من المستحيلات التي نستقتل للوصول لها وزرعها في عقول الصغار الذين هالهم الوضع الذي يعيشون .

قررت ان اكون معلمة عسى ان يسحبني عالم الاطفال والشابات اليافعات عن التفكير بواقعنا المؤلم الذي جعل للدمعة مستقراً في مقلتي فضحكاتهن تملا قلبي سرورا وقطار الاطفال السريع متراصفين الواحد خلف الاخر وايديهم على اكتاف بعضهم لحظة تستحق التأمل فأطفالنا يستندون الواحد على الاخر بدون ان يتسابقون في الادوار لانهم يعلمون ان القطار كله سيصل الى مبتغاه وليس للدور أي اهمية !! بعكس عالم الكبار الذين غرسوا السكاكين في ظهور بعضهم وتدافعوا حد ان القطار ربما سينحرف عن سكته وليخسر الجميع .

غير ان ابواب مدرستي الجميلة لم تقف بوجه تيار الطائفية ومفردات القتل الذان اخترقا ابواب بيوتنا ولم تنجو منه مدارسنا فلقد فاجتئني تلميذة صغيرة قائلة ( ست صدك ..... مو زين ) مشيرة الى شخصية معروفة قد تلقفت اسمها من الافواه، لم اعرف ما اجيبها فلقد الهاني الالتفات يمينا وشمالا خوفا من ان يسمعها احد ويؤذي اهلها وربت على ظهرها سريعاً طالبة منها الاهتمام بدروسها !!!! .

وفي كل درس احضره وزميلاتي المدرسات لابد لطالباتنا من ربط واقعنا المؤلم بالدرس فان كان الحديث عن المقذوفات في الفيزياء تجد من تنبري للسؤال عن الهاون وزوايا انطلاقه وان كان في الكيمياء وجاءت سيرة حامض النتريك تجد من تخبر زميلاتها بانه ان هذا الحامض هو حامض صدام الذي يستخدمه لصهر الابرياء !!! وان كان تاريخ او جغرافيا فحدث ولا حرج فاعمال هولاكو متواضعة امام ما نراه !! وجغرافية البلد وموارده صارت مبكى كل متباكي ، كما اخبرتنا مدرسة مادة الاسلامية بأن هناك من تتذمر من خطبة عمر ولا تحفظها والعكس صحيح !! غير ان سؤال طالبة لزميلاتها اثناء درس اللغة العربية عن الشاعر امرىء القيس فيما لو كان سني ام شيعي ؟!!!!! سؤال ينفجر له المقابل ضحكا والماً بذات الوقت فالى أي نقطة وصل تفكيرنا ربما ارادت هذه الطالبة التاكد من مذهبية الشاعر ومن ثم تقرر ان تحفظ او لا !!!!!!!!!.

الى هنا اقف عند استعراض هذه الحالة دون الخوض في الطرق والاساليب التي يعتمدها من يشعر بالمسؤولية من المدرسين تجاه هكذا اشكاليلات والتي سوف يخصص لها سلسلة من المقالات اذا ما وفقنا الله لذلك فهو موضوع شائك ومهم جدا ويمس كل بيت عراقي في الخارج والداخل ، فهل نكذب على اطفالنا بنفي مفهوم الطائفية ونحن نعيشه ونؤمن به كواقع بدون ان يكون سكينا ً نذبح به بعضنا ؟ ام اننا سنلتزم الصمت لنخسر الجيل الجديد الذي شيشيب على معاناة اليتم التي لا نستطيع انكارها ؟ هذا ما سيكون محور المقالات اللاحقة حيث ان تحديد الخطا لايساوي شيئا ان لم ترسم الخطط لحله كذا هذا الامر لايساوي شيئا ان لم يطبق .

شكر لكل من علق على المقالة السابقة واشكر سؤالهم عنا كما اتقدم لهم بالاعتذار ان شعروا من جانبنا بالتاخير في ان نكون في خدمتهم ونسالهم الدعاء واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد واله الطيبين الطاهرين .

اختكم المهندسة بغداد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مقداد القطبي
2007-11-30
السلام عليكم لا تستغربي اختي العزيزه من هذا السؤال ربما هو سؤال بريء من فم طفله لاكن ماذا تقولين في احد الرفاق من جماعة العفالقة وفي محاوله منه لاظهارنا نحن الكورد باننا لانفهم في العشائر حيث سالني في حينها( شنهو عشيرة هارون الرشيد)...اليس هذه التلميذه تعيش الواقع وارهاصاته وهي حتما اذكى من ذالك البعثي الذي بسال عن هارون مع تحياتي
غريب الدار
2007-11-29
الاخت الفاضلة بغداد سؤال خطر ببالي عند قراءة عنوان مقالكم وهو هل امريء القيس سني ام شيعي ؟ ههه فقط للمزاح بارك الله بكم اختي وبكل جهد يبذل لخدمة شعبنا في العراق الجريح وكل شيء يبدأ صعب ولكن يتيسر قريبا ان شاء الله فتعبك وجهدك مع الاطفال سيعود اليك بكل خير ومحبة وهذا هو الكنز الحقيقي لجهدكم موفقين دائما ان شاء الله
ام منتظر
2007-11-29
تعود الينا العزيزة بغداد بمقالاتها الجميلة والتي تنبع من قلب طاهر وموالي ومحب للعراق وشعبه المظلوم عزيزتي حقيقة صعب التفاهم مع الكبار لان عندهم خط احمر لكل افكارهم فلايمكن تخطيها اما براعمنا ففيهم الامل والنور ان وجدوا القاعدة الصحيحة للعلم والمعرفة ومع ان المشوار صعب لان المعلمة مهما تفعل فربما هناك من في البيت يخطيء المعلمة وكل من يخالفهم الرأي اسأل الله لكم التوفيق والسداد وان يتقبل سعيكم هذا باحسن قبول انه سميع مجيب والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
ابنيه من العراق
2007-11-29
عاشت ايدج على هل المقاله الحلوه الي اضحك وبنفس الوكت اتبجي......... يا شيعه يا سنه البلد ده يحترك والناس ده تنذبح واحنه لسه اندور على شيعه وسنه هاي كلهه قمة التخلف والجهل الي وصل اليها الشعب العراقي والي بدت من صدام ومازالت مستمره . هيه الناس بالاخلاق مو بالشيعي والسني ....... الله يستر على الجميع ووفقنه ويوفقج ايتها الاخت العزيزه المهندسه بغداد . وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه اجمعين.
ندى
2007-11-29
بغدادي العزيزة واسمحي لي ان اناديك بهذا الاسم لانه ليس عندي اغلى من بغداد الذي فارقتها وكنت احلم بالرجوع اليها بعد سقوط الصنم لاعيش بقية حياتي والى ان ينقطع النفس هواء وشذى بغداد الحمدلله على كل حال وقدر الله وما شاء فعل..حقا عزيزتي مقالكٍ هذا رغم انه اضحكني من تفكير اطفالنا كذلك اعتصر قلبي حزنا والما بطرقة تفكيرهم وخاصة تلك التي قالت ( مو زين ) فذكرتني بالنكته التي راي طفل هدام وقال هذا بابا اللي يسبه من يشوفه بالتلفزيون فحمل الاب ابنه وقال من ضايعله ولد :) نسأل الله ان يحمي العراق واهله
أم زيد
2007-11-29
السلام عليكم أختي العزيزه. وصلى الله على محمد وآله الطيبين الأخيار. أنها التقيه اللتي أمر بها أأمتنا ألأطهار وهذه هي ضريبة حبهم وموالاتهم. لاأرى ضيرأً في أن نسير على ماسار أهلنا معنا نبين لهم عظمة أهل البيت بدون إقحامهم في المعركة لأن الباطل شرير. وصدقيني هم أذكى من ما نتصور وسيكتشفون بأنفسهم معنى التقيه وهذا الأمر سيبقى الى يوم ظهور القائم عليه السلام وهو من يفرق بين الحق والباطل. أستغرب هل فعلاً وضعت خطبة لعمر في المنهاج, أهي قوله(بخ بخ يا بن أبي طالب؟ أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة !!!)
جعفري
2007-11-29
بسمه تعالى والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .. تحية لاستاذتنا الفاضلة واسئل الله تعالى ان تكونين بخير وعافية .. موضوع هام وشائك لكن يستحق العناء والمتابعة .. واجب على الاباء والمدرسين للمراحل الابتدائية عدم زرع التفرقة بين الطلاب من خلال تداول كلمة شيعي وسني مع بيان وجود بعض الفوارق المذهبية العامة ..والمسؤولية هنا تقع عند الاباء بتوعية ابنائهم حسب مراحل عمرهم ، حتى لاينسوا عقيدتهم بمظلومية اهل البيت بحجة الوحدة الاسلامية ..لان المراد الوحدة بين الطوائف لاالعقائد .. والسلام عليكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك