المقالات

هل شعب العراق مختبر لتجارب رجال الساسة ؟!!


بقلم : سامي جواد كاظم

انحسرت كلمة السياسي بكل فرد يمارس مسؤولية حكومية والاكثر شهرة هو من يكون على تماس مع ما يخص شعبه ودائما الخارجية تؤثر اكثر من الداخلية . وعليه لا بد من السياسي ان يكون من الحنكة التي يستطيع من ان يحقق انجازات قد تكون عامة لشعبه وقد تكون خاصة لنفسه وبين الخير والشر .

نستطيع ان نقسم السياسيين الى قسمين قسم يضم السياسي الخبيث والفاشل معا والاخر يضم الناجح ، الفاشل والخبيث يتفاوتون حسب ما يتمخض عنه نتيجة سياستهم ففي بعض الاحيان يكون الفاشل افضل من الخبيث والعكس احيانا، وفي العراق يكون على الدوام الفاشل افضل من الخبيث ، حيث الفاشل تاتي سلبيته لقلة خبرته اما الخبيث تكون سلبيته دموية وبتخطيط .

ولابد من التحدث عن السياسي المصبوغ بصبغة اسلامية حيث نجده يجد بعض الصعوبة في التوفيق بين الوسيلة والغاية في العمل السياسي ، نعم قد تكون الوسيلة غير شرعية الا ان الغاية شرعية فاذا ما تحققت الغاية سوف لن ينظر الى الوسيلة وما مدى شرعيتها اما العكس اذا اخفق في تحقيق الهدف الشرعي المنشود عندها ستكون النتائج وخيمة على السياسي الاسلامي اذا ما علم انه استخدم وسلة غير شرعية ، وفي بعض الاحيان يحصل العكس تكون الوسيلة شرعية فتتحقق اهداف غير شرعية قد تكون عن غير قصد عندها يقال عن هذا السياسي فاشل وقد تكون بقصد عندها يكون هذا السياسي منافق .

على المستوى العربي الكل يذكر قرارات الامم المتحدة فيما يخص القضية الفلسطينية عقب حرب او بالاحرى نكسة حزيران حيث القرار الاممي المرقم حسب ما اعتقد ( 242 ) والقاضي بمنح الفلسطينين اكثر من 60% من الاراضي الفلسطينية والباقي لليهود فرفضوا القادة العرب (المحنكين) باستثناء الرئيس التونسي الراحل حبيب بو رقيبة والذي اعلن تاييده للقرار اثناء زيارة له للاردن وفي حينها وصفوه بالمتخاذل والعميل حتى انه غادر الاردن بوداع طعمه مر ولونه اسود .

واليوم يكافح القادة العرب ( الفطاحل ) واولهم الفلسطينيون بدءا بحماس وعباس ونزولا الى ادنى عميل عربي للحصول على 13% من الاراضي الفلسطينية ولم توافق اسرائيل على ذلك ولا اعتقد ان هنالك مكان من جسد بوش او شارون المذلول بحكم الهي او اولمرت لم يقبله قادة العرب من اعلى راسهم الى اخمص قدمهم ، والنتيجة انهم سوف لم ولن يحصلوا على ما يريدون حتى وان وافقت حماس الاكثر تشددا ضد اسرائيل على اعلان البيعة لليهود كدولة معترف بها وان كان اعترافهم لا يغني اليهود بقدر ما يذل حماس ومن سار في ركبها من العرب .هنا اتذكر مواقف الائمة العملاقة والتي كانت بكلمة بسيطة يعتقدها البعض لو قالها الحسين (ع) لما جرى ما جرى له ولعياله ولا يعلمون ان هذه الكلمة لا تثني المجرم من ارتكاب جريمته وهذا يذكرني ايضا بموقف السيد الشهيد الوحيد لال الصدر محمد باقر الصدر عندما طلب منه الطاغية المقبور مطالب تافه تنجيه من الاعدام فرفض ذلك لانه يعلم لو حقق له ما اراد فانه يعدمه لا حقا وعندها تكون الميتة ميتة ذل على عكس ما حصل له بعد الرفض .واليوم في العراق وانا ارى السادة السياسين وهم يتخبطون طولا وعرضا وكلهم بين الفاشل والخبيث والمتخاذل واقل من 10% الناجحين ذوي الاهداف الخيرة والذين لا يمكن ان تبان نتائج سياستهم على الواقع العراقي مع وجود الاكثرية الخبيثة والفاشلة .

كل سياسي له اسرار وهذا امر معروف ولكن ماهية الاسرار هنا تكمن العبارة ، فاعلموا ان السياسي الناجح نعم له اسرار واذا ما اراد ان يكتب مذكراته بعد الاستقالة فان الكثير ستكون لهم الرغبة في قراءة هذه المذكرات للعلم والفضول ، اما السياسي الفاشل او الخبيث فانه لا مذكرات له وان اراد ان يكتب له مذكرات فان الذي يريد الاطلاع عليها يريد ان يعرف حجم خباثته ليس الا .

هنالك بعض ممن يسمون انفسهم ساسة في العراق نجدهم اذا مالاحت لهم فرصة خارج العراق بالتحدث مع قليل من المدح الاجوف والوعود الكاذبة من قبل عاقد المؤتمر او الندوة فانه سرعان ما يكشر عن انيابه هذا السياسي ( المخضرم ) ويفضح نفسه ويتحدث عن ما يدور في خلده من خبث والامثلة على ذلك كثيرة ولا يسعني ذكرها .ولكن لا بد من الحديث ولو بشكل مقتضب عن الرئيس الامريكي جورج بوش ، اعتقد لو اجري تصويت عن بوش هل هو سياسي ناجح ام فاشل بالنسبة للعالم والعالم العربي والدولة الامريكية فاعتقد انه يفشل في الجميع ويحصل على لقبين مناصفة بين الفاشل والخبيث ، ولا يحتاج ذلك الى دليل ويكفيه ان الاكثرية في الكونغرس الامريكي او مجلس النواب اصدروا اكثر من قرار ضد سياسته ولو لا الصلاحيات الممنوحة له حسب الدستور الامريكي باستخدام حق النقض لما استطاع الاستمرار بسياسته الهوجاء .

ومن المؤكد ان السيد بوش يعتقد نفسه انه حقق للشعب الامريكي اهداف لم يتمكن ولا رئيس امريكي سابق من تحقيقها بل حتى بالنسبة لمن سياتي من بعده يعجز من تحقيق ما حققه بوش ،ويتضح ذلك من خلال خطاباته التي يلقيها في الكونغرس الامريكي او اثناء لقائه باحبته ممن يتملقون للبيت الابيض . وهنا اوضح للقارئ الكريم وللسيد بوش انه ( اي بوش ) فاشل وخبيث ومن الدرجة الممتازة بدليل انه من خلال احدى لقاءاته مع السيد المالكي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة ابدى زعله على المالكي لانه لم يستطع تحسين الصورة الامريكية لدى الراي العام العراقي وهذا دليل واضح على الفشل ، مسالة اخرى ان السيد بوش يتحاشى من عقد لقاءات صحفية مع صحفيين يعملون في وسائل اعلام لا تتفق والسياسة الامريكية لانه سيجد نفسه عاجز عن الاجابة او تفسير كثير من الاعمال التي اقدمت عليها الولايات المتحدة الامريكية في زمن رئاسته .

اعود للشان العراقي ومن خلال جلسات البرلمان العراقي والذي اشبه بمزاد للبضاعة المستهلكة وعندما تتم عملية بيع يعني انه تم التصويت على قرار بين الهزيل والمهزلة ، اما البضاعة الجيدة والغالية الثمن فانها تبقى من غير ان يستطيع مزاد البرلمان من تسويقها وهي اشبه بالقرار الذي يصب في خدمة الشعب العراقي .الى اليوم نرى مثلا مطالبة كتلة التوافق دائما على المصالحة الوطنية واطلاق سراح المعتقلين وعدم اعدام مجرمي الانفال مع التنديد برئيس الوزراء عند انتقاده من يعطل العملية السياسية في العراق ، ولن تقترح الى الساعة هذه الكتلة قرار لمصلحة الشعب العراقي قاطبة بل تنادي بالغاء احتثاث البعث وما الى ذلك من امور تحقق لها مكاسب اقتصادية واهداف تؤدي الى اذية الشعب العراقي .

اما الائتلاف الذي يعمل على كسب ود الجانب الامريكي كونه الورقة القوية والمؤثرة على الساحة العراقية ، والتي لها كلمة الفصل في كثير من القرارات التي تريد اتخاذها الحكومة العراقية ، وانا اعتقد ان السيد المالكي يسير بنجاح ولكن ببطء شديد نحو ما يصبو اليه وسبب البطء هو لقلة الادراك السياسي لبعض مكونات الائتلاف واتفاقهم مع من لايريد للمالكي النجاح .

اما القائمة العراقية فان فهمها الخاطئ للعلمانية والتي تعتقد ان العلمانية هو مجرد معاداة من تميل سياسته الى الصبغة الدينية وهذا الذي فتح عليها جبهات وليست جبهة واحدة والنتيجة جعلت رئيسها يتعاقد مع شركة امريكية لتحسين صورته سياسيا وهذا ما اعتقده الخطوة التي تقود صاحبها للهاوية .

لا اعلم هل ننتظر الزمن لان يجد لنا سياسي ناجح من خلال فضح الفاشل والخبيث ، ام ان هنالك المزيد من التجارب التي يجب ان يخوضها السياسي لغرض النجاح والحالتين يكون الشعب العراقي هو الثمن في كلتا الحالتين .

بقلم : سامي جواد كاظم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك