( بقلم قاسم محمد الكفائي )
ما حَدثَ يوم امس من تفجير في مسجدِ بُراثا في بغداد كان أقلّ مما هو مُتوقع لأن العدو يحاول جاهدا أن يُلحِق بخصمه أكثر دمارا في أعز وأقدس وأنفس موجوداتِهِ الدينية والحضارية والأجتماعية . مسجد براثا المقدّس هو تحفة المساجد في العراق الذي شُيّدَ في عهد الخلافة الأسلامية ، وصلى فيه إمامُنا أميرُ المؤمنين عليُ بن أبي طالب – ع - . كانت حصيلة الأنفجار المروع مؤسِفة جدا ، ولا يسعنا إلا أن نُعلن مشاطرتنا لأهلنا في العراق ممن فقدوا عزيزا لهم وإنه مصاب أليم . ولنا وقفة عتاب مع أخوتنا المسؤولين على حماية المصلين والمكان المقدس لأن التأسي لا ينفع لوحده وغير مجدي دائما . فلو نريد أن نستعرض هنا الوسائل الناجحة والصحيحة مع الأجراءات الروتينية والمهنية التي من شأنها حماية أرواح الناس الآمنين فهذا بالضبط سيكون الرابح فيه الأول هو الخصم ، لأنه سيعرف أساليب قد يكون هو بحاجة لمعرفتها، وبهذا عرف قوتنا ونقاط ضعفنا . لكن ما نستطيع طرحة هنا ومن خلال فهمنا للأخطاء التي أرتكبتموها مما تسبب في نجاح وصول المجرم الذي فجّرَ نفسهُ القذرة وسط المصلين الأبرياء . ويكون كالتالي :@ العمل على إحاطة سياج المسجد ب ( الشرك ) بالطريقة التي لا يمكن فيها الأجتياز ومكهرَبه ولو أمكن لساعات معلومه .
@ نصب أربعة نقاط حراسة على أربعة زوايا المسجد بأرتفاع عالي جدا ومحسوب .
@ نصب نقطتي تفتيش خارج بناية المسجد لمسافة لا تقل عن خمسين مترا كل نقطة تقوم بالعمل المخصص لها ، والنقطة الثالثة وهي الأقرب الى المسجد يتم فيها أيضا تفتيش الوافدين مع تسجيل أسمائهم وعناوينهم وأرقام هواتفهم مع تسجيل رقم آخر لصديق له أو قريب . تدوَّن هذه المعلومات في الحاسوب للأستفادة منها في أيام الجُمع الأخرى أو المناسبات . كذلك يُراعى في هذه السيطرة أن يكون القائمين عليها منهم مَن له أختصاص في علم النفس والتحقيقات الجنائية وهناك إشارات و ظواهر أخرى وهامّة تصدر عن الأنسان الذي يريد أن يفعل شيئا وهو يدري بعد لحظات سيموت ( ؟؟؟؟؟؟؟ ) فلو حصل أي شك في أحد الوافدين من خلال أسباب كثيرة يفهمها المحقق نفسة فيمكن أن تصدر إشارة متفق عليها من قبل الآمر لأعتقاله فورا بطريقة محسوبة .
@ هناك إجراءات أخرى مهمة وفورية يجب أن يقوم بها كادر آخر عملا بمصلحة البلاد والعباد في متابعة المعلومات التي في الحاسوب0000 وفي حالات لا نفصح عنها عندما تحدث لا بدَّ من متابعتها بأجراءات أخرى ، ولو عملتم بهذا الأجراء يمكنكم مراسلتنا على جميع الأيميلات وسنقدم لكم التفاصيل الثمينة .
@ نصب كاميرات في أماكن منتخبَة مع التركيز على تصوير كل وافد يقف أمام السيطرة التي فيها جهاز الحاسوب ويدلي بالمعلومات الشخصية . يُحتفظ بالقرص لمدة لا تقل عن الشهرين لأستخدامه مرة أخرى بعد إنتهاء المدة المقررة .
@ في نقاط التفتيش هناك كادر آخر يعمل على ترتيب المجاميع الوافدة للمسجد بعدم تكديسهم أعدادا في مكان واحد عند السيطرة للقيام بالأجراءات الروتينية فيكونوا متفرقين لمسافات لا تقل الستة أمتار . مع مراعاة المهارة لدى الكادر في ممارسة الأجراء والسرعة والدقة ( وهذا ممكن ) .
@ تطبيق عملية التفتيش وأمام الوافدين على سماحة الشيخ جلال الصغير والذين معه وحرسه أيضا . وهذا الأجراء أخلاقي يوضِّح مدى مصداقية إدارة المسجد مع الناس على السواء ، كذلك والأهم هو أن لا ينفرد شخص ويقول لا أحد يستطيع تفتيشي على طريقة ( أنا تكريتي ) وهذا خطر عظيم على سلامة الآخرين ولو بعد عشرة أعوام .
@ الأهم أيضا هو عمل برنامج أكثر دقة في الباب الذي ينفذ منه الوافد الى حرم المسجد بأن يقف عليه أحد عناصر الحراسة فلا يسمح للوافد بالخروج من المسجد ما قبل إنتهاء المراسيم ، ولا يسمح أيضا بدخول عناصر الحراسة بدون تفتيش ولو جزئي . وحتى العنصر الذي في الباب لا يدخل المسجد بدون مناداة عنصر آخر لتفتيشة .
@ الصفان الأول والثاني لصلاة الجماعة يكونان محجوزان دائما وبشكل مُحكَم لعناصر موثوقة ، ويمكن نشر عناصر كثيرة موثوقة في كل الصفوف .
أما الثالث فلا يُشترَط فية الألتزام بدِقة .
@ الأحذية كذوق وأخلاق وطهارة يجب أن تكون خارج المسجد في مكان مخصَّص يبعد عن الحرم بما لا يقل عن خمسة عشر متر .
@ إمام الجماعة والأدارة والأعلاميين في المسجد عليهم أن يكرسوا في أذهان الناس وعقولهم أن الأجراءات الصارمة هي من أجل سلامتهم ، ومن أجل ضرب المنافقين والأرهابيين . إمام المسجد وفي خطبته يجب أن يكرسها فيهم كثقافة وليس إجراء على أحد دون آخر ، ويطلب تعاونهم في هذا الأمر ، فليس هم بمعزل عن الجهاز الفاعل في إدارة شؤون المسجد .
@ مع كل هذا يجب أن تكون هناك إجراءات دقيقة أخرى ما قبل إقامة المراسيم ب 24 ساعة وحتى نهايتها . هذه الأجراءات خارج حدود المسجد وعلى أربعة محاور بمسافة واحد كم .
@ ساعدكَ الله يا شيخنا المفدى جلال الدين الصغيرعلى كل الأبتلائات التي يمارسها الوهابيون والصداميون للقاص منكم ، نعرف قدرَك ونحن معكم على الدرب لبناء وطننا وخدمة شعبنا ، وعظم الله أجوركم .
الى هنا نكتفي بهذا القدر عسى أن تستفيدوا منها ولو ببند واحد أو كلمة واحدة . ونختمها بملاحظة هامة هي أن ليس هناك تكلف كبير وعظيم في هذا الأجراء لأنه إجراء يختص بسلامة العباد وليس برئيس موقع أو رئيس عشيرة ، أيضا ، الخطر الوهابي يبقى مستمر ولو هملناه سيأتي اليوم الذي فيه نخسر كل شيىء ، مئات المصلين ، ونخسر مَعلمَا مقدَّسا عندما يصبح أطلالا كالتراب . مع أن المصلحة الوطنية العليا تستوجب هكذا إجراء وأشد .
https://telegram.me/buratha