المقالات

شيبة بعطر الجنة..

2648 2017-03-07

رحمن الفياض مع تسارع الأحداث, وأرتفاع حرارة العراق, نتيجة لغزو البرارة أرض العراق, وأحتلالهم لمساحات شاسعة منه, والتي وصلت ذروتها في حزيران 2014 كان للشيبة كلمتها.
قد يختلف وأحياناً أخرى يتفق كثيراً من الناس أن طابع الشباب كان هو السمة السائدة في حربنا ضد الأرهاب, وأنا أتفق معهم الا أن للشيبة البيضاء المعطرة برائحة المحراب كان لها كلام أخرى.
ماأن أنطلقت الفتوى العظيمة بالجهاد الكفائي, من تلك الشيبة المباركة, حتى تسابق أرباب الثمانين والتسعين, الى سوح الوغى, يبحثون عن خاتمة عظيمة لحياتهم, والتي جائتهم على طبق من ذهب, قد لا تتكرر الى أمد كبير.
أبو غالي رجل سبعيني, من أطراف بغداد صادفته في اول يوم للفتوى, كان يتكأ على عكازة قديمة, يرغب بتسجيل أسمه ضمن المتطوعين للجهاد, في أحد الجوامع القريبة من سكناه, لفت أنتباهي من خلال أهازيحه الحماسية وبندقية "البرنو", التي كان يحملها على كتفه,طلبنا منه أن يستريح وقلنا له ياعم هناك من الشباب مايكفي للدفاع عن المقدسات, فرد علينا وبغضب شديد, أنا وجدت ضالتي, التي أبحث عنها منذ عقود من الزمن, فقلنا ماهي ياحاج قال الشهادة.
أنتظر دوره بهدوء وجلس يحدث الشباب عن الشهادة, وكأنه خطيب منبر, وما للشهيد من منزلة عظيمة عند المولى, قال ياأولادي يكفيكم أن الباري قال"أحياءاً عند ربهم يرزقون" اليس هذا قول المولى جل وعلا, أذن سأعيش حياتين حياة الدنيا التي عشتها تحت ظل هذا المنبر, وحياة الأخرة التي أبحث عنها, منذ عقود, تيقنت في نفسي أن سر هذا الحماس هو ثورة الحسين عليه السلام ومنبره.
الحاج أبوغالي لايغادر المكان حتى يسجل أسمه ضمن المتطوعين للجهاد, وفعلا شاهدته بعد أيام من بدء معارك العز والكرامة على أحدى قنوات التلفاز, وكان ذو طلعة بهية وشيبة يشع النور منها, رغم تعب السنين وغبار المعركة, والذي لفت أنتباهي أن الحاج قد تخلى عن عصاه التي يتوكأعليها, منذ زمن بعيد.
كان يتنقل بين جبهات القتال, وبين السواتر يبحث عن شيء ما, في نشاط وحيوية الشباب الذين يجدون في أحاديثه وأهازيجه متعة خاصة تشد من أزرهم,الأبتسامة لاتفارق محياه, حتى مع أزيز الرصاص, وفي صباح باكر لمعارك الفلوجة, وجدت الجنة ظالتها, وطلبت عريسها السبعيني الحاج ابا غالي يزف الى الجنان بعد أن قتل مايقارب خمسة أرهابين ببندقية البرنو, تدخل السيارة التي تحمل نعشه الى منطقة ويصر رفاقه أن يحمل على رؤسهم وينثروا الحلوى عليه ويعملوا له عراضة عريس عشريني , قصة نتذكرها لشيبة بعطر الجنة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
Azad : وهناك خيانة يقترفها مسعود منذ عام ١٩٩٢ والى يومنا هذا حيث قد جعل من الإقليم مستعمرة تركية ...
الموضوع :
مسعود البرزاني : العميل رقم ٤١
عبدالغني مرشد الحميري : سقف الحرية والجهل كحكومة ودولة مسلمة الاسلام دين لها وكتاب الله مرجعا لها وسنة رسول الله عليه ...
الموضوع :
السيد الملحد البخيتي وآليته في الجدال ونقاط ضعفه ة(البهيمية Zoophilia) أنموذجًا
مواطن : لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عجيب حين تخالف ارادة الانسان معتقده هو يرتجز باليقين انه ...
الموضوع :
لوحة الشمر بن ذي الجوشن ..  
رباب سالم شبيب : انا موظفة في مصنع اطارات الديوانية... خريجة دبلوم إدارة.... لي خدمة ٢٨ سنه.... بسبب قرار التسكين المجحف ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
هاني موسى : الاقليم الموردين يئوي المعارضين والمجرمين العراقيين كذلك ...
الموضوع :
مصلحة من يأوي الإقليم معارضي ايران وتركيا؟
منير حجازي : السلام عليكم . اتمنى من الحرس الثوري الإسلاميةالإيراني عدم تسليم الخاطفين المقبوض عليهم إلى الجهات الأمنية العراقية ...
الموضوع :
بينهم عراقيون.. إيران تعلن تحرير "رهائن" واعتقال الخاطفين
احمد محمد الصاوي : شكرا لكم ...
الموضوع :
اشارات قرآنية عن معارف الصحيفة السجادية للمؤلف الحسون (ح 1)
Salam Albader : لا تسلمون لحيه العراق للبنك الدولي كما فعلت مصر، البنك الدولي له اطماع خاصه بالدول الاستعماريه والمنظمات ...
الموضوع :
المالية تناقش مع البنك الدولي اولويات التنمية ودعم البرنامج الحكومي
سالم البدر : تحياتي د. جواد الهنداوي نعم كلامك حقيقي، الاصل ليس ان العراق لايملك المقومات او المشاريع العملاقه المزعمه ...
الموضوع :
مالذي يمنع العراق من الانضمام الى منظمة شنغهاي و منظمة بريكس؟!
فيسبوك