ما ان طرق شهر ذي القعدة أبواب أيامنا حتى استهل ايامه بذكرى ولادة بنت ولي الله واخت ولي الله وعمة ولي الله السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في اليوم الاول من الشهر، تلك السيدة التي ضربت ارقى أمثلة المعارضة الهادفة ضد الطاغوت وهي تجوب ارض الله الواسعة بين الجبال والاودية طالبة رؤية امامها واخيها الامام الرضا عليه السلام بعد ان ادركت الخطر الذي قد احدق به عليه السلام في صورة مزينة بثوب ولاية العهد الزائفة ممن اضمر له دس السم في العسل ولم يدرك ذلك الا الامام عليه السلام واهل بيته فلا يخفى عليهم مكر ذاك الماكر الذي نُصب على المؤمنين أميرا!!!!!!
واليوم والثلث الثاني للشهر الكريم يطرق ابوابنا ثانية بمناسبة سعيدة وهي ذكرى ولادة شمس الشموس وانيس النفوس سلطان طوس الامام الثامن واجب الطاعة الامام علي ابن موسى الرضا عليه السلام في الحادي عشر من ذات الشهر فلقد اشرقت الدنيا بولادة أمامنا وقرت به عين الامام موسى ابن جعفر عليه السلام والسيدة الجليلة تكتم أم الامام الرضا ع والسيدة فاطمة المعصومة والتي كانت للامام الرضا كما كانت عمتها السيدة زينب عليها السلام لاخيها الحسين ع فلقد شاركته ثورته الصامتة الناطقة الهادفة والتي حافظت على مذهبنا المقدس ليصل الينا مع كل الفخر الذي يحيطه كهالة رسمها ال محمد حوله بتضحياتهم حفاظا عليه .
وليس لي في يوم كهذا الا ان اغترف واخوتي من منهل تلك الاخوة وعمق الولاء للمذهب الشريف في زمن هو الاشبه بالفترة التي عاشها الامام الرضا عليه السلام ، زمن سُمح لشيعة امير المؤمنين بالبوح بما في نفوسهم واظهار محبتهم لمن يستحق العشق والحب وما كانت هذه الفرصة الا مسايرة من جانب من احس ان الامر قد يخرج من يده وادله مكره الى الانضواء تحت راية عشاق الحسين عليه السلام !!! وقدم ولاية العهد تفضلا الى من خصه الله بولاية المؤمنين !!! وما كان امر الخديعة خافياً عن ثامن الائمة فلقد ادرك ان خروجه من طيبة سيكون الاخير وقد ارتضى ذلك خدمة لمذهبنا فاي تضحية قد قدم هذا الامام المظلوم الغريب ، لقد ارتضى الغربة والبعد عن قبر جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، ارتضى مجاورة اللئام دون الكرام لا لشيء الا لتظل هامة الاسلام الحقيقي مرفوعة .
ها هي الايام والاحداث تعيد نفسها في بلدنا الذي ما ان تخلص من شر خلق الله التكريتي المجرم صدام واعوانه حتى التفت عليه ذات الفئة الخبيثة بثياب اخرى بسمتهم فيها الى خيار الناس ما هي الاحرب باردة تخفي انياباً مخيفة يتتوق اصحابها لغرسها في اجساد الموالين حقدا عليهم ويدهم تصافح الاخيار بينما تخفي الثانية سكينا يوجه لظهور من يمثلنا قوما لم ارى وصفا ادق من كلام الله في كتابه العزيز في وصف المنافقين ، انها ذات المحنة التي عاشها الامام ع واصحابه فظهور المذهب الشيعي شاخصاً للعوام انتصار يواجهه منحنى خطر وهو محاولة تشويه صورته في فترة ظهوره اما من الجانب المعادي أو من الجانب الجاهل ممن ينتمي الى هذا المذهب السامي أو من الجانب المنافق الذي يقصد ما يفعل ويستخدم الغافلين اداة لرغباتهم الدنيئة وبين كل هذا نجد انفسنا محظوظين بمرجعية رشيدة تتصدى ببسالة منقطعة النظير لدرء الخطر وفئة خيرة تحيط بعباءة المرجعية شغلها الشاغل السير على درب توجيهات المرجعية خدمة لهذا الوطن والشعب الجريحين غير ان السؤال الذي يطرح نفسه ماذا عنا نحن ؟ هل نحن مستضعفون حد اننا لا نستطيع فعل شيء ؟ ام ان مفاتيح كل شيء في ايدينا ؟
نعم ان نجاح أي امر في بلدنا هو رهن ايماننا نحن بمذهبنا اولا وبقضيتنا وبمن يمثلنا وبانفسنا وبهذا نبني صرحا ضد كل من يقتات على فرقتنا ونزاعاتنا ويحاول النيل من مذهب قدم له الائمة وقبلهم رسول الله الغالي والنفيس ليستمر وها هو بين ايدينا الان يعاني من طعنات من لا يرحم فهل نصمت ! وان كان جوابنا لا فما العمل ؟ وهو سؤال يساله الكثيرون وجوابه واضح وضوح الشمس في كبد السماء ان عقد النية لخدمة المذهب كافية لنصرة المذهب ووصلا الى كل ما يمكن ان يقدمه الفرد من موقعه بما يرضي ضميره من دعاء وصدق وقول حق والتصدي بالالسن والعمل ضد كل من يريد بهذا الفخر والعزة وهو مذهبنا بشيء من الاذى .
دعائنا سلاحنا ضدهم دعائنا لاولياء امرنا بالنصر ولهم بالخذلان وهو افتك الاسلحة يلية العمل الجاد لخدمة وطننا الجريح ولا اجد قولا يجسد هذا المعنى بدقة غير قول امامنا الرضا عليه السلام والذي قراءته في محطة قطار مدينة مشهد المتشرفة بالامام الرضا اثناء تشرفي بزيارته منذ اشهر مضت وكان القول مكتوبا على طول القاعة وكان اعجابي بالقول يوازيه اعجابي بأناس تحيط نفسها من كل جانب باقوال الائمة واينما تذهب في هذه المدينة تجد اقوال الائمة امامك في ولاء رائع وحب حقيقي لمحمد وال محمد وكم اتمنى ان نرى مدننا على هذه الشاكلة وان كانت كربلائنا ونجفنا تعيش حالة من التغيير الا انها متواضعة وبطيئة نوعا ما والسبب معروف !! ورجوعا للقول قال الامام الرضا ع ( لا تدعوا العمل الصالح اتكالاً على حب ال محمد ولاتدعوا حب ال محمد اتكالاً على العبادة ، فانه لا يقبل احدهما دون الاخر ) صدق ابن رسول الله ولعمري لم ارى معادلة دقيقة كالتي كتبها الامام في هذا القول الذي هو فيصل لنا في تحديد اهدافنا وحياتنا .
والى اختي الموالية اتوجه لها بالتهئنة الممتزجة بالدعوى الى تأمل حياة السيدة الشابة الجليلة فاطمة المعصومة ابنة الثامنة والعشرين عاما وصاحبة الاثر الذي امتد مئات السنين انهن قدواتنا انهن الشموس التي نستنير بها ونحن نقف جنبا الى جنب مع ازواجنا واخواننا وابنائننا فهنيئا لمن جعلت من الزهراء عليها السلام وبناتها وحفيداتها نبراسا لها ، وانقل حادثة لمن تتسائل هل لدور المراءة اهمية ؟ اقول اسال الله لك يا من تتسائلين ان يوفقكي الله لزيارة السيدة زينب عليها السلام والسيدة معصومة لتدركي الجواب جليا واتمنى ان تصلي الى دار دلني عليها بعض الزوار ممن سبقوني لزيارة السيدة معصومة وهي لاربعين علوية ممن ينتهي نسبهن الى الامام الجواد عليه السلام وكذلك صبية معهم تم طمرهم احياء في دارهم الذي هدم فوق روؤسهم لا لشيء الا ليطمر صوت الحق معهم لكن هيهات منا الذلة وهيهات ان نشعر ان ما نقدمه هو كبير فالنتأمل دور هؤلاء الصبية . قلوبنا تبكي دماً على قبة العسكريين فما بالنا ودار تهدم على روؤس العلويين ما جواب الامة لرسول الله عندما يسال يوم القيامة ؟؟؟.
نسال الله ان يوفقنا لان نجعل مظلومية ال محمد نصب عيننا وان لا يشغلنا عنها شاغل حتى لا نضيع في غياهب الدنيا التي لا تضمن لنا اخرة تجمعنا بمن نحبهم واسال الله لي وكم ان يكتب لنا زيارة الامام الرضا والسيدة معصومة عليهما السلام في كل عام وان لا يحرمنا شفاعتهم في الاخرة .
واخيرا وليس اخرا اتقدم الى امام زماننا وقرة اعيننا الذي لا نمل انتظاره والدعاء له بالفرج الامام الواجب الطاعة الامام المهدي عليه السلام بأزكى التهاني والتبريكات بهذه المناسبة كما وازف التهاني الى مرجعيتنا المهيبة وعلى راسها السيد المفدى علي السيستاني ( دام الله ظله الوارف ) والسيد محمد سعيد الحكيم والشيخ اسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي حفظهم الله تعالى لخدمة المذهب كذا الى علماءنا وشيوخنا الافاضل وجميع الموالين والمواليات واسال الله ان يعم الفرح بلدنا العزيز ببركة حب رسول الله واله الاطهار والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اله الغر الميامين وسلم تسليما كثيرا
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha
