المقالات

إنتظار في طوابير الموت

1960 2017-02-19

 ثامر الحجامي

 دماء تملأ الشوارع, تصارع رجال الإطفاء, الذين يحاولون إزالة آثارها, وجثث تحمل في عربات الخضار, فسيارات الإسعاف عالقة في زحام لا ينتهي, ورائحة الشواء تعود عليها المارة, فما عادت تزكم انفوهم .

    رجال يخرجون لجلب رزق عيالهم, بعد معاناة في عملهم, وأطفال ذاهبون الى مدارسهم, للحصول على نتيجة التفوق والنجاح, ونساء يحدوهن أمل, بجلب الفرحة لعوائلهن, بعد جولة في السوق,  وشوارع تكتظ بالمارة, وكلها يحدوها أمل, بان تعود الى عوائلها آمنة, لا يعكر صفو يومها, هم ولا حزن .

   ولأن أعداء الحياة والإنسانية, قد جندوا أنفسهم لقتل البراءة, وزراعة الألم والحرمان وإسالة الدماء, التي لا يستطيعون العيش, بدون أن يروها تسيل أمام أعينهم, وان يسمعوا صرخات الأطفال ونحيب الأمهات, فما هان عليهم, أن يروا بغداد وأهلها آمنين مطمئنين, ترتسم الابتسامة على وجوهم, ولا تفارق الضحكات ثغر أطفالهم .

   وهكذا قاموا بأفعالهم الخسيسة, من تفجيرات استهدفت الأبرياء, في الحبيبة والبياع, في طريقة مدروسة, لا تغيب عن ذي لب, مستغلين الوضع السياسي المرتبك, وغياب فرض القانون, في شوارع بغداد, وغفلة القوات الأمنية, التي بات يشغلها شيء آخر, غير حماية المواطنين, والدفاع عن مصالحهم وممتلكاتهم .

    ووسط الفجيعة؛ بما أصاب أبناء شعبنا من أحزان وآلام, يدهشنا غياب المعنيين, عن حماية أبناء بلدهم, ووضع رؤوسهم في الرمال كالنعام, وكأنهم أعيتهم الحيلة وأصبحوا عاجزين, أو كأن الأمر لا يعنيهم, فخشبة كراسيهم ستنكسر, إذا لم ترتوي من الدماء, التي تسيل في شوارعنا .

    يدرك الجميع؛ أننا في حرب مع الإرهاب, الذي يتحين الفرص, لجعل نهار بغداد والعراق أسودا كعلمه, ويعلم الإنسان البسيط, أن منابع الإرهاب هي أطراف بغداد, التي يعشش فيها ويفقس أفراخه, التي تتسلل الى داخل بغداد كأفراخ العقارب, دون أن تحرك القوات الأمنية قدما واحدة, للقضاء على هذه الأعشاش وحرقها, حتى لا تنفذ سمومها في جسد الوطن, الذي ما عاد يحتمل, انهار الدماء التي تسيل .

   متى يدرك القائمون, على الوضع الأمني, أن أرواح المواطنين, أهم من كرسي الحاكم, وأن الأمن لا يتحقق بتغيير وزير, وسط منظومة أمنية بائسة, أصبحت كروش قادتها, اكبر من مكاتبهم, التي لا يتزحزحون عنها, والى متى يبقى العراقيون, ينتظرون في طوابير الموت, سيارة مفخخة, أو عبوة ناسفة ؟ .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك