المقالات

اسدال الستار على مسرحية الزرقاوي(2


الارهابيين العرب وجدوا في الجوامع والمساجد في المناطق الغربية في العراق وبعض مناطق ديالى ملاجيء امنة لهم , واصبحوا تحت سيطرة الارهابيين من اجهزة الطاغية صدام بصورة وبأخرى ............ ( بقلم المهندس بهاء صبيح الفيلي )

لكي تستمر مسرحية الزرقاوي كان لابد  لها اخذ حيزاً كبيراً في حياة العراقيين وقلقاً حقيقياً على النتائج المرعبة من عملياته الشيطانية القذرة , فالقتل والذبح اليومي والتفجيرات اصبح رعباً يسيطر على الناس في تحركاتهم وسكناتهم في اعمالهم وفي بيوتهم , ولو قارنا حجم العمليات الارهابية والتي اصبحت شبه يومية مع حجم الشيطان زرقاوي لوجدنا اختلاف كبير بين حجمه وحجم العمليات الارهابية التي كانت وماتزال تعصف بالعراق , ولو نحن تصورنا ان مجموعة من الارهابين يريدون دخول العراق للقيام بعمليات ارهابية فهل تلك العملية سهلة في التنقل والوصول الى غاياتهم ان لم يكن هناك دعم لوجستي داخلي , وخصوصاً ان جل الارهابيين العرب ليسم سوى خراف تذبح نفسها وتذبح معها الابرياء من العراقيين , والتخطيط لهذه الاعمال الاجرامية اكبر بكثير من حجم الشيطان زرقاوي وتنظيمة العفن , هنا علينا ان نبحث وبصورة منطقية من كان وراء الزرقاوي وتنظيمه , ومن كان يساعده ويخطط اين ومتى تنتحر خرافه ؟

الارهابيين العرب وجدوا في الجوامع والمساجد في المناطق الغربية في العراق وبعض مناطق ديالى ملاجيء امنة لهم , واصبحوا تحت سيطرة الارهابيين من اجهزة الطاغية صدام بصورة وبأخرى . وحقيقة الامر ان الكثير من السياسيين من الاخوة في المناطق الغربية وديالى واجه او لنقل ممثلين عن هؤلاء الارهابيين , وماينفكوا يدافعون عنهم وعن اعمالهم القذرة تارة بالمقاومة وتارة بالوقوف ضد اي عمل قد يؤدي الى التخلص منهم , الامور باتت واضحة للعيان من يقف مع الارهاب ومن هم الارهابيون ومن اين يأتي الارهاب . لنأتي الى دور امريكا في هذه العاصفة التي تجتاح العراق , فليس من السهل ان تتخلى امريكا عن مطامعها في العراق وخصوصاً انها تنفق عشرات المليارات من الدولارات على حد زعمها سنوياً اي بعنى اخر انها لا تريد ان تفشل تجربتها في العراق , وقد تجلى هذا التدخل في حكم بريمر وكذلك زلماي خليل زاده ولشد ما كنت استغرب من بعض الاخوة ان يتهموا خليل زادة بالطائفية , فهذا الرجل مهما كانت طائفيته فأنه وبالنتيجة يخدم المصالح الامريكية وهو ممثل للأرادة الامريكية ولم يكن وقوف خليل زادة مع زعماء السنة الا تنفيذاً لهذه السياسة .

امريكا ارادت وتريد خلق عراق تابع ومنصاعاً لأمرها , وتريد خلق ديمقراطية الجيش اي بمعنى اخر ان خرجت الديمقراطية من السيطرة الامريكية فالعسكر تعيدها الى احضانها , كما هي الحال في الديمقراطية التركية , امريكا اعادت جهاز المخابرات العراقية بضباطها السابقين ومنتسبيها المجرمين ولكن هذه المرة ولائها لأمريكا صاحبة الدين عليهم , وبدئت بوضع لبنات امريكية في الجيش العراقي ووزارة الدفاع . ان امريكا لم تلاحق قتلة الشعب العراقي من المنتسبين للأجهزة الامنية الصدامية ولكنها اكتفت فقط برموزها القذرة , وتركت افراد هذه الاجهزة القمعية كما تترك الكلاب السائبة وبدئت هذه العصابات بالفتك بالشعب الاعزل كما كانت تفعل في سابق عهدها , وغضت امريكا الطرف على اجرامهم لكي توصل الحالة الى التي وصلت له اليوم من تردي في كل النواحي واشدها من الناحية الامنية , وبعد ان استفحال حالة الارهاب ووصولها الى ذروتها تريد الان ان تقوم بدور البطل دور المنقذ الامريكي الذي ينقذ الناس في اللحظات الحرجة , وحقيقتاً كنت متوقعاً ان يزور رامسفيلد العراق وليس بوش الابن , والظاهر ان دور رامبو يستهوي الساسة الامريكان ان يظهروا به , ولو نتخيل بالضبط ماذا يقول جورج بوش في داخله واي رسالة يريد ان يوصله للشعب العراقي , وانا تخيلت انه يخطب بالعربية في جموع غفيرة من سواد العراق ويقول { ايها الشعب العراقي المسكين , نحن كنا لكم منقذين , من هذا البلاء اللعين , وعليكم بطاعتنا والا ... سنكون عليكم غاضبين ,  انتم لا تعرفون بمكرنا وقوتنا ايها المساكين , ان خالفتم امرنا سنعيد عليكم ما هو العن من اللعين , فالزرقاوي وغيره نحن لهم صانعين } .

حقيقة الامر ان امريكا اوصلت هذه الرسالة الى العراقيين بقتل الزرقاوي , ووصول جورج بوش الى العراق  لم يكن الا اظهار لصورة البطل الامريكي القادم من وراء المحيطات لأنقاذ ابناء العراق من الظلم والطغيان الزرقاوي وتنظيمه العفن .

نهاية يستحقها المجرم زرقاوي , وبطل امريكي متآمر ومخادع , وشعب متعب , مثقل بالجراح , وانين آلامه قد وصل السماء , وساسة العراق يتصارعون على الكراسي والجاه , وبرلمان يفكر في تحسين وضعه المادي , وسراق يحدون اسنانهم لولائم السرقات , واعلام فاسد لا يعرف الحياد , والعراق ضاع ,  ومن مهازل الحياة ان نعيش مسرحيات العم سام في كل مكان . المهندس بهاء صبيح الفيلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك