الارهابيين العرب وجدوا في الجوامع والمساجد في المناطق الغربية في العراق وبعض مناطق ديالى ملاجيء امنة لهم , واصبحوا تحت سيطرة الارهابيين من اجهزة الطاغية صدام بصورة وبأخرى ............ ( بقلم المهندس بهاء صبيح الفيلي )
لكي تستمر مسرحية الزرقاوي كان لابد لها اخذ حيزاً كبيراً في حياة العراقيين وقلقاً حقيقياً على النتائج المرعبة من عملياته الشيطانية القذرة , فالقتل والذبح اليومي والتفجيرات اصبح رعباً يسيطر على الناس في تحركاتهم وسكناتهم في اعمالهم وفي بيوتهم , ولو قارنا حجم العمليات الارهابية والتي اصبحت شبه يومية مع حجم الشيطان زرقاوي لوجدنا اختلاف كبير بين حجمه وحجم العمليات الارهابية التي كانت وماتزال تعصف بالعراق , ولو نحن تصورنا ان مجموعة من الارهابين يريدون دخول العراق للقيام بعمليات ارهابية فهل تلك العملية سهلة في التنقل والوصول الى غاياتهم ان لم يكن هناك دعم لوجستي داخلي , وخصوصاً ان جل الارهابيين العرب ليسم سوى خراف تذبح نفسها وتذبح معها الابرياء من العراقيين , والتخطيط لهذه الاعمال الاجرامية اكبر بكثير من حجم الشيطان زرقاوي وتنظيمة العفن , هنا علينا ان نبحث وبصورة منطقية من كان وراء الزرقاوي وتنظيمه , ومن كان يساعده ويخطط اين ومتى تنتحر خرافه ؟
الارهابيين العرب وجدوا في الجوامع والمساجد في المناطق الغربية في العراق وبعض مناطق ديالى ملاجيء امنة لهم , واصبحوا تحت سيطرة الارهابيين من اجهزة الطاغية صدام بصورة وبأخرى . وحقيقة الامر ان الكثير من السياسيين من الاخوة في المناطق الغربية وديالى واجه او لنقل ممثلين عن هؤلاء الارهابيين , وماينفكوا يدافعون عنهم وعن اعمالهم القذرة تارة بالمقاومة وتارة بالوقوف ضد اي عمل قد يؤدي الى التخلص منهم , الامور باتت واضحة للعيان من يقف مع الارهاب ومن هم الارهابيون ومن اين يأتي الارهاب . لنأتي الى دور امريكا في هذه العاصفة التي تجتاح العراق , فليس من السهل ان تتخلى امريكا عن مطامعها في العراق وخصوصاً انها تنفق عشرات المليارات من الدولارات على حد زعمها سنوياً اي بعنى اخر انها لا تريد ان تفشل تجربتها في العراق , وقد تجلى هذا التدخل في حكم بريمر وكذلك زلماي خليل زاده ولشد ما كنت استغرب من بعض الاخوة ان يتهموا خليل زادة بالطائفية , فهذا الرجل مهما كانت طائفيته فأنه وبالنتيجة يخدم المصالح الامريكية وهو ممثل للأرادة الامريكية ولم يكن وقوف خليل زادة مع زعماء السنة الا تنفيذاً لهذه السياسة .
امريكا ارادت وتريد خلق عراق تابع ومنصاعاً لأمرها , وتريد خلق ديمقراطية الجيش اي بمعنى اخر ان خرجت الديمقراطية من السيطرة الامريكية فالعسكر تعيدها الى احضانها , كما هي الحال في الديمقراطية التركية , امريكا اعادت جهاز المخابرات العراقية بضباطها السابقين ومنتسبيها المجرمين ولكن هذه المرة ولائها لأمريكا صاحبة الدين عليهم , وبدئت بوضع لبنات امريكية في الجيش العراقي ووزارة الدفاع . ان امريكا لم تلاحق قتلة الشعب العراقي من المنتسبين للأجهزة الامنية الصدامية ولكنها اكتفت فقط برموزها القذرة , وتركت افراد هذه الاجهزة القمعية كما تترك الكلاب السائبة وبدئت هذه العصابات بالفتك بالشعب الاعزل كما كانت تفعل في سابق عهدها , وغضت امريكا الطرف على اجرامهم لكي توصل الحالة الى التي وصلت له اليوم من تردي في كل النواحي واشدها من الناحية الامنية , وبعد ان استفحال حالة الارهاب ووصولها الى ذروتها تريد الان ان تقوم بدور البطل دور المنقذ الامريكي الذي ينقذ الناس في اللحظات الحرجة , وحقيقتاً كنت متوقعاً ان يزور رامسفيلد العراق وليس بوش الابن , والظاهر ان دور رامبو يستهوي الساسة الامريكان ان يظهروا به , ولو نتخيل بالضبط ماذا يقول جورج بوش في داخله واي رسالة يريد ان يوصله للشعب العراقي , وانا تخيلت انه يخطب بالعربية في جموع غفيرة من سواد العراق ويقول { ايها الشعب العراقي المسكين , نحن كنا لكم منقذين , من هذا البلاء اللعين , وعليكم بطاعتنا والا ... سنكون عليكم غاضبين , انتم لا تعرفون بمكرنا وقوتنا ايها المساكين , ان خالفتم امرنا سنعيد عليكم ما هو العن من اللعين , فالزرقاوي وغيره نحن لهم صانعين } .
حقيقة الامر ان امريكا اوصلت هذه الرسالة الى العراقيين بقتل الزرقاوي , ووصول جورج بوش الى العراق لم يكن الا اظهار لصورة البطل الامريكي القادم من وراء المحيطات لأنقاذ ابناء العراق من الظلم والطغيان الزرقاوي وتنظيمه العفن .
نهاية يستحقها المجرم زرقاوي , وبطل امريكي متآمر ومخادع , وشعب متعب , مثقل بالجراح , وانين آلامه قد وصل السماء , وساسة العراق يتصارعون على الكراسي والجاه , وبرلمان يفكر في تحسين وضعه المادي , وسراق يحدون اسنانهم لولائم السرقات , واعلام فاسد لا يعرف الحياد , والعراق ضاع , ومن مهازل الحياة ان نعيش مسرحيات العم سام في كل مكان . المهندس بهاء صبيح الفيلي
https://telegram.me/buratha