المقالات

الانبطاح سلوك حضاري !

2848 2017-02-06

عمار جبار الكعبي  الاطلاع على التجارب البشرية لمختلف الحقب التأريخية ، يمكننا من ان نصل الى رؤية نقدية لجميع النهضات والحركات الإصلاحية ، حيث انها اشتركت رغم تباين زمكانيتها في استهدافها اصلاح الانسان الفرد ، حيث كان الفرد وسيلة النهضة وغايتها ، وهو الامر الذي لا يمكن التغاضي عنه بأي شكل من الاشكال ، لانه بخلافه الحركات تكون اما ظالة ولا تعرف من أين تبدأ ، او انها تتظاهر بالضياع بينما هي حركة ظلامية لا تبحث عن ارتقاء !  الديمقراطية سلوك قبل ان تكون شعار لنظام سياسي ، قد يصدق تارة بشعاره ، وقد يستخدمه وسيلة لإسكات المخالفين تارة اخرى ، تظهر من خلال تقبل الاختلاف بين فئات المجتمع ، وبين الحكومة والمجتمع المؤسس لها ، وهذا ابرز ما يجب التاكيد والتركيز عليه ونحن نمر بمرحلة يرفع الكثير فيها شعار الاصلاح ، بغض النظر عن صادقهم ومخادعهم ، مالم تطرق أبواب العقول الافكار النهضوية الدافعة للعمل ، وننطلق من مفردتي المعرفة اولاً بحلول المشاكل ، والفاعلية في تطبيقها ثانياً ، سنكون كمن ينظر لجرحه النازف ولكنه لا يحرك ساكناً سوا انه يعرف بذلك !  العسكرة التي غزت المجتمع وان كان بعضها مبرراً ، وان الوطن احوج الى البندقية من القلم على حد تعبير احد الاصدقاء ، وكأننا مجبرون على المفاضلة بينهما ! ، الا ان العسكرة باتت تقتل فينا الروح المدنية ، وننفر بسببها من أسس التفكير الديني العقلاني ، القائم على أساس التعايش السلمي ، والحوار المتسامح الذي ينتج اتباع احسن القول ، وتقبل النقد والملاحظات بروحية متوازنة لا تخشى ان تكون مخطئة ، لنغمض اعيننا ونفتحها على أصوات طبول الملحمة الديمقراطية ، ليكون معيار المجتمع في اختيار الاصلح للسنوات القادمة ، لا لمشروع او رؤية او خبرة سياسية في ادارة الأزمات الا لانه يرفع الشعارات العسكرية ، لنكون امام حقبة يدار بها البلد بلغة عسكرية غير مباشرة  اصلاح المنظومة الفكرية يجب ان تكون على رأس الاولويات التي تبتغي الاصلاح ، فكل ما ينتج من سلوك ومواقف لا ينبع من فراغ ، وانما ينبع من متبنيات فكرية قدمت سلوكاً على اخر ، لنعرقن ثورة الكاسيت ، او نعرقن نظرية العقد الاجتماعي ، ونبدأ ببناء الذات العراقية بناءاً فكرياً ، يجعله يرى بعين يومه لا بعين أمسه ، ليرى التعايش وتقبل الآخرين سلوكاً حضارياً ليس انبطاحياً ! .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك