المقالات

حكومة التكنوقراط وحكومة الميدان


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

قبل الشروع بكتابة النافذة ارى من الملزم تحديد الموقف من حكومة التكنوقراط والتكنوقراطيين بشكل عام وفي هذا الاتجاه نؤكد ان أي حكومة في أي بلد من العالم ما لم تعتمد الكفاءات والنخب والتخصصات في شغل مواقع الدولة على صعيد رئاسة الحكومة والوزراء وقادة المشاريع من مدراء عامين ووكلاء وزارات فانها ستكون حكومة فاقدة لاسس النجاح والتطور ومواكبة العصر بكل تأكيد، هذه القاعدة لها استثناءاتها المهمة والاستراتيجية في انماط خاصة من التجارب السياسية التي عاشتها بعض بلدان العالم الثالث ومنها العراق على وجه التحديد.هنا لا نريد الخوض في اسباب هذه الاستثناءات لكن هذا لا يمنع من التذكير بالازمات والحروب الكارثية التي سبقت سقوط النظام مثلما لا يمنع ذلك من التذكير بالهجمة الارهابية المرعبة التي تعرض لها العراق ما بعد عملية الاسقاط تلك.

اذن في الحالتين عاش العراق ظروفاً استثنائية غير عادية وهذه الظروف دون غيرها تفرض على الدولة العراقية ان تعمل باستثناءات حكومية وقرارات سياسية تتماشى مع طبيعة الاستثناءات العسكرية والامنية والاجتماعية التي مرت بها البلاد خلال العقود الثلاث الماضية.

وقد يكون من محاسن الصدف ان الدولة العراقية الحالية عملت بالاتجاهين - أي - اتجاهات الاستثناء واتجاهات التخصص في آن معاً وفي المفاصل الخدمية والسيادية الاساسية في البلاد ومثالاً على ذلك فان وزارة الكهرباء ومنذ تأسيس الحكومة المؤقتة الى الانتقالية وحتى الدستورية قد استوزرها ثلاثة من اهم رجال التكنوقراط في العراق حيث كان الاول ايهم السامرائي الذي يمتلك محطة للطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة الامريكية والآخر الخبير المعروف محسن شلاش الذي يمتلك شهادة الدكتوراه بهذا الاختصاص وهناك من يراه بمستوى بروفسور واولئك غير مخطئين في تصنيف هذا الرجل والثالث كريم وحيد المهندس المتخصص بموقعه الحالي كوزير وقد شغل قبل ذلك مواقع هامة ضمن هذا التخصص من اهمها وكيل وزارة الا ان السؤال الاول والاخير كيف هي الكهرباء في ظل ثلاثة وزراء تكنوقراط تعاقبوا على شغل هذه الحقيبة الهامة ومتى بتقدير الشارع العراقي والحكومة في آن معاً ان يعيش المواطن العراقي كغيره من شعوب الدول المجاورة والفقيرة التي لا ترمش عندها الكهرباء طرفة عين.

السؤال الآخر هل هناك شك بالقدرة الفنية لهؤلاء الوزراء وهم بهذا المستوى الاكاديمي العالي المستوى؟ طبعاً الجواب يحمل اوجه متعددة لكن في مجال التخصص نعتقد ان الاجوبة كيفما كانت فانها ستأتي متطابقة.من هذا الوضع ننتقل الى وضع آخر ونقصد به الوزارة الميدانية التي تفرضها القاعدة الاستثنائية وهنا بالامكان الاستعانة بوزارة المالية كنموذج فالوزير الحالي وان كان مهندساً الا انه ليس متخصصاً في مجال الاقتصاد لكن الارقام والمعطيات التي سجلتها وزارته لم يعرفها التأريخ العراقي لا في زمن النهضة السبعينية ولا في زمن الازمة الحالية فالمالية العراقية لاول مرة ترفع سقف الدولة الى حافات الخمسين مليار دولار في ظل استيزار وزير ميداني غير تخصصي وهذا ما يدفعنا الى مطالبة رئيس الحكومة بمراعاة الجوانب الاستثنائية في عملية تشكيل الوزارة وهناك العشرات من الامثلة من نفس هذا الواقع التي قد تكون فيها معطيات وارقام تجنبنا الدخول في التأويل والتفسيرات المفصلة على مقاسات معروفة الاحجام والاشكال.نحن اكثر الجهات التي تدعو الى استثمار الطاقات والقدرات بغض النظر عن المصطلحات لكن نحن ايضاً مع ان تكون هناك قراءة واقعية لاوضاع البلاد وامراضها كيما تكون المعالجات سليمة ودقيقة بنفس الوقت.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك