المقالات

التحالف الوطني اخفاقات ومسؤوليات

1498 2016-12-11

واثق الجابري ظواهر سلبية؛ أنتجت سلبية الإعلام والثقافة الإجتماعية، وضاع في ضجيجها  ملامح دولة المواطنة؛ ببروز المواطن والحزب والطائفة والقومية والعشيرة، وما أفراد الشعب المجتمعين؛ إلا توابع متفرقة لحلقات أضيق تنطوي على عناوينها، وتمنع طبيعتها إكمال سلسلة الموطن، وتفترق لتبعد في أدنى حدود المشتركات؛ الى مكنونات راغبة بالإنفصال والإحتراب، وتُقسم المجتمع الى رغبات ذاتية؛ تدفع المجتمع الى شتاته بصورة لا إرادية.
الحديث عن يوميات السياسة يشعرك بالملل؛ عندما لا يحلو لمعظم العاملين  في مجالها؛ إلا الطعن بذاتهم وذاتها، وكأن الديموقراطية عالم غرائب وأنجحها الشواذ.
يدّعون حب الوطن وأياديهم تهدم جدرانه، ويتحدثون عن الوحدة وأفكارهم شتى؛ يتلاعب فيها جملة المفلسين والكالحين، اللذين يغيضهم أن يكونوا مفردة من جمع مشارك في بناء دولة مواطنة؛ تساوي الحقوق وتُقسم الواجبات، وبذلك لا يستسيغون إلاّ لغة التخوين والتشكيك وإشاعة نظرية المؤامرة وسوء الظن.
ما نتحدث عن قوى فقدت بوصلتها وشعبيتها؛ فيقع الحاكم بدور المعارض، والمعارض بدور المخرب، والمسؤول بلباس الدكتاتورية والشخصنة والحزبية؛ دون إدراك أن القوة الأكبر مُطالبة بالنجاح ومسؤولة عن الفشل، ولها أكثر تمثيل شعبي له مطالب، وعليها واجبات أكثر تمثيل سياسي، وفي العراق يتحمل التحالف الوطني تلك المسؤولية؛ في دولة كادت تفقد ذاتها وشعبها وحدودها وسيادتها، وهاجمها الفساد والإرهاب، وما يجعل التساؤل أكبر حين لا يجتمع التحالف من عام 2010 الى 2016م؛ إلاّ حين الإنتخابات ويتفرق بعد توزيع السلطة.
دعونا نبحث عن أسباب الخراب والدمار، ولا طرف من حقه التنصل من المسؤولية وإلقاء كرته في ساحة الآخر، ويتفنن الساسة وإعلامهم على إجادة اللعب بمشاعر البسطاء، وكيف يتحدث قادة التحالف الوطني عن الفساد  وتغلغل الإرهاب وبيدهم نصف السلطة والبرلمان؟! أو كيف تجد القوى الآخرى أكبر قوة متفرقة تجذب لطرف منها وتترك آخر، ومن يتحمل ضياع ثروة العراق والأرامل والأيتام التي خلفها الإرهاب والفساد، وإذا كنا نُقر بالمسؤولية فالخلل بالأكثرية الحاكمة، التي سعت بعض أطرافها الى تفرق المصالح المشتركة ومسؤولية حفظ سيادة الدولة وبناءها؛ على مصالح دونية؛ من شأنها تحقيق رغبات من لا يُريد للعراق خيراً؟!
إن التحالف الوطني أمام مسؤوليات كبيرة وفرصة لا يمكن تحقيقها؛ إلا من خلال توحيد صفوفه وخطاباته، ورسم رؤى مستقبلية تضمن سلامة وأمن العراق،  وإحتواء المكونات، وتعويض ما فاته من فرص بناء الدولة التي شتتها فرقته وتناحره.
إلتئام التحالف الوطني يُشكل ضغطاً سياسياً على مركز القرار، وتحديد مشتركات الخروج من الأزمات؛ بإستخدام وسائل ديموقراطية لتفعيل العمل الحكومي والبرلماني.
عندما إختار الشعب ساسة يمثلوه؛ فأن خياره بحث العقلانية والوحدة وبناء الدولة، وما على القوة الأكبر إلا تنظيم نفسها وخطاباتها، وإدراك أن العراق يحمل مقومات النجاح وتجاوز الأزمات؛ في حال تجاوز ساسته حساباتهم الضيقة، وعلى هذا الأساس لابد  على تفعيل عمله المؤسسي ولجانه التي  تشكلت، وتلافي الأخطاء السابقة، وعندما يتوحد الممثل الأكبر للشعب؛ حتما ستلتأم بقية الأطراف، ويدور فلك العمل السياسي حول محور الوطن، ونحو رغبة وأمنيات المواطن، وتنتهي تلك السلبية السياسية والإخفاقات، التي جعلت الشعب شتات متناحر؛ بإعلام سلبي روج لثقافة الإنقسام.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك