المقالات

دماء ساخنة تزف بأعصاب باردة


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

تكثفت خلال الفترة الماضية حوادث الخروقات الامنية من قبل الشركات الامنية الاجنبية وكذلك من قبل القوات المتعددة الجنسيات لبعض سكان الاحياء والمناطق في العاصمة بغداد، وبالرغم من ان بعض هذه الخروقات كان قد حصل بطريقة رد الفعل أي عندما تتعرض بعض الارتال العسكرية او الدوريات المؤللة لاطلاق نار او لانفجار عبوات ناسفة الا انه حتى مع هكذا اسباب لا ينبغي ان يكون الشارع او الحي او الزقاق بما فيه هدفاً لاطلاق النيران العشوائية التي تحصد عشرات الابرياء وتتسبب بترويع الابرياء من النساء والاطفال وكل من ساقته ظروفه او الصدف لان يكون ضمن المحيط الجغرافي او المكاني الذي شهد الفعل ورد الفعل.

هذا الامر تكرر كثيرا في مناطق عديدة من بغداد ويأتي في مقدمة تلك العمليات احداث ساحة النسور وما تسببت به من ازهاق ارواح العشرات من الابرياء الذين فارقوا الحياة فيما جثثهم بقيت تشتعل داخل عرباتهم او ملقاة على الارصفة لعدة ساعات بعد ان وصلت حدود الانتهاك الى منع سيارات الاطفاء والاسعاف من الوصول الى تلك المنطقة. مدينة الصدر هي الاخرى شهدت حوادث مماثلة ان لم نقل بانها الابشع حيث ودعت هذه المدينة بيوم واحد اكثر من 55 ضحية جلهم من الاطفال والنساء فضلا عن الاضرار التي لحقت بالدور السكنية والممتلكات نتيجة لقصف الطائرات واستخدام الدروع وما تبع ذلك من عمليات حصار وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان.رغم ان مثل هذه العمليات لا يمكن ايجاد أي مبرر لها، لكننا لنفترض جدلا ان القصف الجوي او استخدام الدروع قد وسّع من دائرة الهدف دونما قصد او رغبة من هذه القوات الا ان عملية العطيفية الاخيرة التي تعرضت لها عائلة احد العاملين في حماية برلماني معروف بماذا يمكن تفسيرها وقد قتل فيها طفلان نائمان اعمارهما تتراوح بين العشرة سنوات والاربعة عشر عاما وأمام والديهما وقتل ثالث اخر من بيت مجاور مجرد انه اطل برأسه من شباك بيته لمعرفة ما يدور بالقرب منه بعد سماعه لاطلاق النيران.

نحن هنا نتساءل .. الى متى تستمر الحال هذه ومتى يمكن للعراق ان يستعيد امنه واستقراره وهو الخارج تواً من دائرة الرعب الصدامي والانظمة الشمولية التي جثمت على صدره عقودا طويلة.

نعتقد ان المنادات المتكررة من قبل البرلمان والعديد من رموزنا الوطنية والتي تطالب بتحديد صلاحيات النواب المتعددة الجنسيات والشركات الامنية باتت تشكل ضرورة اساسية مع تأكيدنا على دولة رئيس الوزراء ان يتدخل شخصيا لوضع حد لمثل هذه التصرفات وايقافها عند حدها بالتشاور والتنسيق مع قياداتها المادية العليا ومرجعيتها السياسية التي طالما ذهبت الى تأكيد ضرورة بناء الديمقراطية واحترام لوائح حقوق الانسان في العراق على وجه الخصوص.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك