المقالات

هذيان العليان والفلوجي وأشياء الأخرى


( بقلم : د. عبد الله مجاهد العبد الله )

ليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها لمالكي صفعة لجبهة التوافق ولن تكون الأخيرة إذا استمرت الجبهة في نهجها المعادي لمصالح العراق.

مازلنا نذكر كيف واجه المالكي النائب عن الجبهة عبد الناصر الجنابي واتهمه بالارهاب، وثارت الجبهة حينها ولكن الأيام كشفت صدق المالكي فترك الجنابي العمل السياسي وانضم للمقاومة الشريفة جداً ولكن الجبهة لم تشعر بالخجل بل راحت تطالب باعتباره مستقيلاً لكي يحصل على حقوقه التقاعدية. ثم جاء انسحاب التوافق من الحكومة ليصدر المالكي بياناً كشف فيه للشعب العراقي ممارسات الجبهة الطائفية وزيف ادعاءاتهم.

ورغم ذلك دعاهم للعودة لمواصلة المسير معاً في بناء عراق جديد ولم يقبل استقالة وزراء الجبهة. وقتها قالت الجبهة أن الاستقالة تصبح نافذة خلال أسبوع استناداً إلى الدستور ولم يكن في الدستور مادة تخص الوزراء المستقيلين ولكنه الكذب الذي اعتادته الجبهة.

وهاهو المالكي يوجه صفعته الثالثة إذ فصل (ولم يقبل استقالة كما يشاع) وزراء الجبهة بسبب تجاوز الحد القانوني للغياب. ورغم أن الإجراء قانوني وبشكل واضح إلا أن الحقوق المالية هي الهم الأوحد للجبهة ولذا أقامت الدنيا ولم تقعدها. فخرج العليان بتصريحات ليست مستغربة من ضابط في الحرس الجمهوري الصدامي إذ قال أن قرار المالكي يتعارض مع الدستور الذي كفل حرية التعبير للمواطنين. ما هذا الهذيان؟ ما علاقة حرية التعبير للمواطن بفصل موظف حكومي متغيب عن العمل؟ ولكن العليان غير ملام فهو اعتاد الغياب من مجلس النواب دون أن يحاسبه أحد.

ثم خرج حسين الفلوجي الذي شارك في صياغة الدستور العراقي أو بالأصح عرقلة صياغته ليقول: (القرار مخالف للدستور بشكل صريح) موضحاً ان «على رئيس الحكومة بموجب المادة 72 من الدستور ان يقبل او يرفض طلبات الاستقالة التي تقدم من الوزراء خلال شهر واذا لم يصدر قرار خلال هذه الفترة تعد طلبات الاستقالة مرفوضة». وأضاف ان «قبول الاستقالة جاء بعد ثلاثة شهور، الأمر الذي يتطلب أخذ موافقة مجلس النواب»

المادة 72 من الدستور تنص على الآتي: اولاً :ـ لرئيس الجمهورية تقديم استقالته تحريرياً الى رئيس مجلس النواب، وتُعد نافذةً بعد مضي سبعة ايام من تاريخ ايداعها لدى مجلس النواب.ثانياً :ـ يحل نائب رئيس الجمهورية محل الرئيس عند غيابه.ثالثاً :ـ يحل نائب رئيس الجمهورية محل رئيس الجمهورية عند خلو منصبه لاي سببٍ كان، وعلى مجلس النواب انتخاب رئيس جديد، خلال مدةٍ لا تتجاوز ثلاثين يوماً من تأريخ الخلو.رابعاً :ـ في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية، يَحل رئيس مجلس النواب، محل رئيس الجمهورية في حالة عدم وجود نائبٍ له، على ان يتم انتخاب رئيسٍ جديد خلال مدةٍ لا تتجاوز ثلاثين يوماً من تاريخ الخلو، وفقاً لاحكام هذا الدستور. فلا علاقة لهذه المادة بالوزراء أو رئيس الوزراء من قريب أو بعيد فلماذا هذا الكذب أم أنه الجهل المركب؟

ويبقى السؤال هل يحتاج المالكي لموافقة مجلس النواب؟ المالكي لم يقبل استقالة ولكنه فصل الوزراء عن عملهم لكثرة الغياب والمفترض أن هذا إجراء إداري بحت ضمن صلاحياته القانونية وعلى فرض أن هذه الحالة تخضع أيضاً للمادة 75 من الدستور فإن الأمر أصبح بين يدي مجلس النواب إذ تنص على ( رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول التنفيذي المباشر عن السياسة العامة للدولة، والقائد العام للقوات المسلحة، يقوم بادارة مجلس الوزراء، ويترأس اجتماعاته، وله الحق باقالة الوزراء، بموافقة مجلس النواب.)

وتزداد وتيرة الهذيان حين يعتبر عدد من نواب الجبهة أن المالكي تعامل بازدواجية فقبل استقالة وزراء الكتلة الصدرية وأقال وزراءهم. وقد صدقوا فالمالكي قبل فوراً استقالة وزراء التيار الصدري لأنه لم يكن يريد لهم العودة إلى الوزراة بعد أداءهم المخيب للآمال. في حين تحمل وانتظر طويلاً لكي يعود وزراء الجبهة إلى عملهم كما فعل وزير التخطيط ولكن دون جدوى. لقد عامل المالكي وزراء الجبهة بطريقة أفضل من وزراء التيار ولكن الجبهة لا يهمها في هذا الموضوع لا مصلحة العراق ولا الوضع السياسي ولا المصالحة الوطنية ولا غيرها من الشعارات بقدر ما تهمها رواتب وزراءها التقاعدية. تماماً كما حصل يوم حاول مجلس النواب إقالة محمود المشهداني.

لقد أصرت الجبهة منذ سحبت وزراءها أنهم لن يعودوا أبداً واعتبرت استقالتهم نافذة وكل ذلك لم يكن في عرف الجبهة مدمراً للعملية السياسية ولكن عندما يطبق المالكي القانون على موظف حكومي فإن الأمر يأخذ بعداً آخر.

لقد أحسن المالكي في ما فعل والأولى بالسادة النواب من كافة الكتل بما فيهم الإئتلاف والتحالف أن يحذو حذوه ويقيلوا زملاءهم الذين يتمتعون بأموال الشعب العراقي دون أن يمارسوا واجباتهم في مجلس النواب بدلاً من أن ينتقدوا المالكي.

د. عبد الله مجاهد العبد الله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك