المقالات

أثار أقدام..

2101 2016-11-15

رحمن الفياض

عذرا سيدي الفياض, فقد أنكسر القلم وجف حبره, وتلاشت الأفكار, أمام تضحياتك وشجاعتك وبطولاتك وأيثارك على نفسك, وتقديمها فداء للوطن والمقدسات.

 العذر كل العذر منك, ان قصرت في الكتابة, فكلما أمسكت قلمي وشرعت أن اجد مايوازي تضحيتك, وخجلت وأنسابت دموعي الحارقة, مع أنني لم اذن لها بالنزول.

الكلمات تقف حائرة في محضرك سيدي  ابا هاشم, لقد رأئيتك في عيون محبيك ومشيعيك, جبلاً شامخاً كبيراً, كم كنت أتمنى أن أوفق لخدمتك وتمجيد وتوثيق بطولاتك, ولو الجزء اليسير منها, فأنت الذي أثرت ايقاف نزيف وطن مجروح عانى من الحروب والدمار, على جرحك النازف, فخلدت بدمك كل ذرة من تراب العراق, وجعلتها ترقص فرحى, بأثار قدميك فيها, فالكلمات تبقى عقيمة دائماً, ولن تبوح مافي داخلها, لأنها عاجزة في محضرك.

قد تكون تلك الأثار تمحى بفعل عوامل الطبيعة وظروفها, لكن يبقى أثرها في قلوبنا مابقي الدهر, فكثيرة تلك الأحلام التي تحطمت أثر الأصطدام, فلقد كان حلمنا كبير,حتى تناسينا أن الشهادة هي حلمك الأكبروهدفك الأسمى, الذي تنشده في في تهجدك وتأملاتك وتسبيحاتك, فلقد بالغنا كثيرا في أحلام اليقظة وتناسينا عقدك مع المولى عز وجل.

لازلت أثار تلك الدماء الطاهرة , تبكي على وطن جريح, تلامسها نسمات عليلة تلطف جرحها,تحكي لها قصة عنوانها أثار أقدام, تحكي للأجيال أن هناك رجالاً ضحوا بحياتهم لتبقى الضحكة مرسومة على وجوه أطفالنا, وتعود تلك المراءة المسبية الى ديارها بعدما فقدت عذريتها في بيت طين دنسه الغرباء, في بلاد يونس وحوته الذي يبكي لهول الجريمة.

لك أثار في كل زويا منازل محبيك, يحكي يتكلم وأحيانا يتنفس بحسرة على ما الم بنا من فاجعة بفقدك, ويخيل لي أحيانا أني أسمع تلك الكلمات التي كنت ترددها دائما, اللهم أرزقني الشهادة, وأي شهادة تلك التي نلتها, فبعد أن أدركت كل معارك التحرير, كان لابد من نهاية سعيدة لتلك القصة والسر بين العاشق والمعشوق, هي سعيدة لك بلقاء محبيك ولكن الم فرافقك يمزق دموع عيوننا, فتلك النظرات والبسمة البرئية لازلت تحكي قصتك فأثار أقدامك في مسير الأربعين لازال في مكانه يحكي ويتنظر قدومك هذا العام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
فيسبوك