المقالات

الموصل ليست الإسكندرونة !...||رحيم الخالدي

1734 2016-10-27

رحيم الخالدي

تاريخ الإحتلال العثماني ومن بعده أحفادهُ اليوم، الذين يريدون إرجاع هيبة الدولة العثمانية، وكأنهم يعيشون في العصور الوسطى، وخدمتهم الصدفة في ذلك التاريخ المخجل للمنطقة العربية حينذاك، على إثرها تم إقتطاع مدينة الإسكندرونة من سوريا، ساعدتهم حيثيات ومراكز القوة والنفوذ، الذي تتمتع به تركيا في ذلك التاريخ، مع السكوت المطبق من قبل العرب! ولا يتجرأ أحد ليقول كلمة الحق أمام دولة مصفى أتاتورك مؤسس الدولة التركية، ومعروفة تلك القصة التي عملها الفرنسيون والأتراك، بكيفية الإستيلاء على لواء الإسكندرونة، بعد وضعه تحت الوصاية التركية، ومن بعده ضمه إلى تركيا بخديعة يذكرها التاريخ بكل تفاصيلها المرة، واليوم يريد أردوغان خليفة أتاتورك، إعادة أمجاد الدولة العثمانية  التي لم تقبلها أوربا كعضو فيها !.

الموصل عراقية وبإعتراف الأمم المتحدة، وهذا الوقت ليس كوقت صدام، عندما تنازل عن مساحات كبيرة ليبقى بالحكم، وفي أيام الإحتلال في عام ألفين وثلاثة، كان مستعد ببيع العراق كله في سبيل البقاء على كرسيه اللعين، حاله كحال ملوك الخليج، الذين يأتمرون بأمر أسيادهم، وها هي السعودية متورطة بحرب مع اليمن، خسرت أموالا طائلة، كان من الممكن أن يتنعم أهل نجد والحجاز بها، وكل هذا في سبيل إرضاء الإمبريالية العالمية، التي تريد السيطرة على مقدرات الشعوب، وهاهي اليوم تقبل الأيادي للتخلص من تلك الورطة، التي أدخلت نفسها بها، وكان عليهم الرضا بما حباهم الخالق بالبيت الحرام، وخدمة الحجاج والاستفادة من التجارة والخدمة، لينالوا رضا الخالق .

الحشد الشعبي المقدس تلك الصخرة التي لا يمكن مجابهتا، وهي السيف المجرب، والمعارك التي خاضوها كثيرة، وإفتتاحها كانت جرف النصر، التي أعطت أمريكا بجيشها الذي لا يقهر درساً، والذي يعتبر من الجيوش المتقدمة! المزودة بأحدث الأسلحة، ترافقه التقنية الاليكترونية، وقنوات التجسس والطائرات الحديثة والمسيرة، مهلة ستة أشهر لتحريرها، إستطاع الحشد و بمدة أسبوع من تحريرها كلها، بهمة المجاهدين ممن لبوا نداء قائدهم، وافوا بالنذر الذي عاهدوا عليه، بتحرير كل شبر من أرض العراق، وطأت عليها أقدام داعش التكفيري، وما قدمه المجاهدين من المتطوعين بالدفاع عن العراق أرواحاً ودماءاً، ليس لأجل المادة، أو لينالوا وسام يضعونه على صدورهم، بقدر ما تلبية النداء .

لو لم يكن هنالك ضوء أخضر لما تجرأ رئيس الوزراء التركي، وأصر على البقاء في شمال العراق، والموصل تحديداً، وبما أن السيناريو الذي جربه على الشعب التركي، وإنطلت عليهم تلك الأكذوبة، بأن هنالك إنقلاب ضده، فعلى العراقيين لا ينطلي! لأنهم يراقبون الوضع عن كثب، وما إقصاء الأنداد الذين يشكلون العقبة أمام أردوغان، إلا للتخلص منهم بهذه الحيلة، التي تحمل بين جنباتها ألف سؤال وسؤال؟ وكذلك لإلهاء الشارع التركي، وتوجيه الأنظار صوب الموصل، كذلك إهانة الجنود الأتراك في وسط الشارع التركي، وإعطاء الضوء الأخضر للعصابات الإخوانية بالنزول للشارع، وقيامهم بضرب الجنود بكل المتاحات وإهانته، فهذا لا يمكن أن يمر مرور الكرام، وليت الأمر يتوقف على ذلك، بل طال كل الكفاءآت من الجيش والشرطة والقضاة والتعليم، ولم تسلم أي مؤسسة من مؤسسات الدولة التركية .

المفيد في الأمر وبالذات في هذه المرحلة الراهنة، والتي يمكنها أن تحدد المصير للأيام القادمة، تلاحم وقوة التحالف الوطني بقيادة السيد الحكيم، الذي استطاع وبأيام قلائل جمع شتات التحالف، مع العدد الذي لا يستهان به، وجعل منه رقم صعب، مما حدا بالأنداد أن يحسنوا التصرف ويخشوا من الأيام القادمة، سيما أولها الإنتصارات المتحققة، والموصل على أعتاب التحرير، والتبدل بالسياسة التركية، وإرسال وفد لبغداد يبدوا أنه أعطى نتائجه بأول الغيث، وزيارة مسعود بارزاني منتهي الصلاحية، أراد بذلك تعاطف التحالف معه، بعدما يأس من المماطلة، علّه يحصل على مكسب يبيض به ماء وجهه، ويكسب رضا المواطن الكردي، الذي ملّ من سياسة حكومة الإقليم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك