المقالات

اذاعة العراق الحر ||محمد الشذر

1747 2016-10-24

محمد الشذر

"الفوبيا (من اليونانية ϕόβος بالمعنى ذاته) هو مرض نفسي يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة بهذا النقص".

المجتمع العراقي والمتعدد الطوائف والاديان، والذي تتباين رؤى افراده، والذي وصفه دكتور علم الاجتماع العراقي علي الوردي، بالمتناقض، وبعيدا عن علي الوردي فإن التناقض هو حالة الصراع الداخلي بين امرين، او اكثر، فتارة يكون التناقض مصدره تبدل الافكار، وتارة اخرى يكون التناقض مرضا ينعكس على الفعل والسلوك، ف ايهما يريد الوردي بذلك؟.

سير عجلة الحياة، والتطور الذي مهد لرقي الانسان، جعله يهندس حياته ويضع الخطى لتنظيمها، واحدى خطوات هذا التهندس هو تقسيمه لطريق العجلات، وفصله عن طريق المارة والمتجولين.

أرى في مدينتي وبعض مدن جنوب العراق، ان الفرد العراقي يزاحم السيارات في طريقها المخصص، حتى بات رصيف المارة يخلو منهم، وما يدعوني للفضول للأنتباه، لعدد السائرين بطريق السيارات؛ هو اكثر من الذين يتخذون من الارصفة مسارا لهم!.

ابواق السيارة وضعت لتنبيه غير بني الانسان، لابعاده عن الطريق، لكن الملاحظ هنا؛ ان ابواق السيارات تستخدم بكثرة، حتى يصل الشخص الذي يستقل سيارة ما، الى حد الصداع؛ اذا ما توقفت السيارة في زحام ما! فهل نحن نحتاج الى ثقافة مرورية؟ ام اسلوب لاحترام الشارع؟ ام ينقصنا التعامل مع هذه الالات التي نستخدمها؟.

تعايش الفرد العراقي والجنوبي منه خصوصا، وتأخر التقدم سواء على مستوى البلد، قياسا بالبلدان الاخرى، او الجنوبي بغيره، وطابع القبلية الذي يسوده، ربما منع تقبله سريعا لثقافة النظام، او ربما حد من فكره بأن يذوب سريعا، مع الفكر الجديد.

ترك الاشخاص رصيف المارة، وازدحامهم في الاسواق امام العجلات؛ يبقى مدعاة تساؤل، هل ان الارصفة سببت فوبيا لدى الاشخاص، فبات استقلالها يسبب الضجر والضيق لديهم؟ ام ان حبهم للمثل السائد "خالف تعرف" جعلهم ينسون الترتب والنظام، ليعيش الفرد العراقي ثقافة العشوائية، لتمتزج مع روحه، وتكون سببا في تكوين شخصيته وسلوكه؟.

 

اخيرا نقولها وعلى مضض، فأن ثقافة العشوائية والتمرد، والتي تشعبت في المجتمع العراقي، تدفعه الى الضياع، وتؤخر في مدى مسايرته لتقدم النظم العالمية، نحو الحضارة والرقي المجتمعي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك