المقالات

نينوى بين التحرير وتقرير المصير||شهاب آل جنيح

1467 2016-10-22

شهاب آل جنيح سنتين من الخراب والدمار، لمدينة الموصل، التي احتلتها عصابات "داعش" فأجرمت بحق كل من يخالفها، في الدين أو المعتقد، أو الفكر، أو المذهب، فهجرت وقتلت الأيزيديين والمسيحيين والشبك، والكرد والشيعة وغيرهم،  حتى صارت أم الربيعين، ضيعة قابعة تحت وطأة العصابات الهمجية، بعد أن كانت مثالاً للتعايش، بين مختلف أطياف الشعب العراقي، من المسلمين والمسيحيين، والكرد والعرب، والشيعة والسنة، والأيزيديين والشبك والسريان، والآشوريين والتركمان وغيرهم.
"الدولة الإسلامية" لم تأتِ من فراغ، أو بدون أي ممهدات لتواجدها، بل على العكس، إذ أن التوتر الطائفي، وما يسمى بالربيع العربي، وانقسام منطقة الشرق الأوسط، مابين المحورين الروسي والأميركي، جعل من العراق وسورية، أرض خصبة "لداعش"، خاصة عندما نراجع بداية ظهورها -داعش- حيث تم دعمها، إعلامياً ومادياً، من قبل السعودية وقطر وتركيا، ودولٌ أخرى.
منصات الفتنة، نصرة أهل السنة، الجيش الصفوي، ثوار العشائر، قادمون يا بغداد، كل هذه الفعاليات والشعارات، مهدت لنشأت عصابات"داعش"، إضافةً للدعم العسكري والمالي للمعارضة السورية المسلحة،  من قبل السعودية وقطر وتركيا، والدعم الإعلامي، الذي قام بالتغطية على إرهاب هذه العصابات، وسوّق إجرامها على إنه مقاومة، من قبل المعارضين في سورية، وثوار العشائر في العراق.
تنظيم "داعش" كان يراد له، أن يكون معولاً، لهدم الدولتين العراقية والسورية، بالتالي القضاء على دور الدولتين في المنطقة من جانب، وإضعاف للمحور الروسي الإيراني من جانب آخر، في قبّال قوة المحور الأمريكي الخليجي التركي.
دخلت "داعش" الأراضي العراقية، وقتلت وهجرت وشردت الآلاف من العراقيين، وارتكبت مئات المجازر بحقهم، لكن بدأت نهايتها في العراق، مع إعلان فتوى المرجعية في النجف، فمنذ تلك اللحظة، والقوات المسلحة والمتطوعين العراقيين، يلقنون الإرهاب الهزيمة تلو الأخرى، كما حصل في حزام بغداد، جرف النصر، سامراء، تكريت، ديالى، آمرلي، بيجي، الرمادي، الفلوجة، الشرقاط، وغيرها من المدن، واليوم المعركة الأخيرة هي معركة تحرير الموصل.
الموقف الدولي إزاء القضاء على "الدولة الإسلامية"، كان متردداً في بدايته، لكن العمليات الإرهابية التي تبنتها "داعش"، كان لها أثراً بالغ، في التوجه الدولي للقضاء عليها، تلك العمليات التي ضربت قلب أوروبا، أي الهجمات التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس، والتي هددت العالم بأسره، وكشفت أهداف الإرهاب التي تستهدف كل دول العالم.
بعد القرار الداخلي العراقي، بالقضاء على "داعش" -أيّ فتوى الجهاد الكفائي- والقرار الدولي بعد الهجمات الإرهابية في مختلف دول العالم، ونهاية ولاية الرئيس الأمريكي اوباما، الذي يريد أن يغادر البيت الأبيض بانتصار لحكومته وحزبه، فان ورقة "داعش" احترقت، والقضاء عليها باتَ مسألة وقت لا أكثر.
معركة الموصل الأهم ستكون بعد تحريرها، فاردوغان بتصريحاته هذه، يريد موطئ قدم لتركيا في العراق، والكرد كذلك يشاركون بقوة ليضمنوا سيطرتهم على جزء من المحافظة، فهم يطالبون بتقسيمها لعدة محافظات، ليضموا بعضها لإقليمهم، واثيل النجيفي يريدها إقليم مستقلاً، ذو نفوذ تركي وسعودي، أما الحكومة العراقية وأغلب سكان المدينة فأنهم متمسكون بعراقيتها، وضرورة بقائها كما كانت في السابق، كمحافظة مستقلة تحت ظل الدولة العراقية، وبين هذه الرؤى المختلفة ستحدد الأيام القادمة، مصير ثاني أكبر محافظة عراقية.
shehab2z1991@gmail.co
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك