المقالات

أحلام مبعثرة على سرير "أتاتورك"..!||وليد كريم الناصري

1463 2016-10-19

وليد كريم الناصري   إستفاق الأمير الحالم من غفوته، متكئأً على عرشه الذي بدى متآكلا، تنخر أركانه أصوات الفقراء، وهو يعالج عيناه بيديه الملطختين بدم الأبرياء، كانت رحلة حلم جميل، وهو يعيش فيه زمن السلاطين والقياصرة والأباطرة! تارة يرى نفسه السلطان "عبد الحميد العثماني"، وتارة يرى نفسه بملابس "سليمان القانوني"، صنع لنفسه مجداً ما كان ليفكر به حتى "الذئب الأغير- أتاتورك" (أبو الأتراك)، قائد الحركة التركية الوطنية، أعقاب الحرب العالمية الأولى. يرى الأمير الحالم بنفسه "سليمان النبي" بُعثَ لينقذ الأتراك مما هم فيه، ويعيد لهم شرف الخلافة على الأمم العربية والإسلامية، وإنه قادر على قيادة الحروب والمعارك ضد جميع تلك الدول، وإرضاخها تحت سطوة حكمه كما فعلها أبو الأتراك، ( مصطفى كمال) من قبل، وأنتصر على اليونان عام 1922، وعمل على ترحيل تعاليم الدولة الإسلامية من تركيا، ليحل محلها الدولة العلمانية! والتنكر حتى للغة القرأن "العربية" وإستبدال الأحرف العربية، التي تكتب بها اللغة التركية، بأحرف لاتينية، وتحويل نظام الحكم الى جمهوري دكتاتوري بالقوة.
الشيء الخطير الذي لم يدركه ذلك الأمير إنه "كان يحلم"! وأن عصر القياصرة والسلاطين ولى منذ زمن، وحل محله عصر الحكومات والديمقراطية, والسلطة التي مصدرها الشعوب، وإذا ما كان "لسليمان القانوني" أو "أتاتورك" كلمة على حلفاءه في العالم فأن "أردوكان" الحالم ليس له كلمة حتى على شعبه وخواصه ممن حوله، خصوصاً بعد كثرة المعارضين لحكمه ليلة الإنقلاب في تركيا، وعليه أن يتهيأ للمصير الذي إنتهى إليه رؤساء الدول في المنطقة، "صدام" و" القذافي" و"مبارك" و "مرسي" وغيرهم.
بدى لبعض المتابعين للشأن الدولي الساخن، بأن "أردوكان" بدأ يفهم خيوط اللعبة، وأخذ يتنازل عن بعض أحلامه الوردية شيئأ فشيئاً، خاصة بعد التقارب الكبير بينه وبين روسيا، الذي جاء بعد أن إشتدت وتيرة الأزمة لدرجة التهديد والوعيد بينهما، لم تكن حسابات "أردوكان" وتصرفاته على قدر الصحة والمسؤولية، بكسب ود باقية الإتحاد السوفيتي، بوجود إيران الحليف الفعال لروسيا، والرافضه لتواجده شمال العراق، كما وكان عليه أن يضع إتزان للمعادلة، ( الأميركية – الروسية)، والتي لا تقبل القسمة على إثنان.

بدأ "أردوكان" خطواته الأولى لتحقيق أحلامه العالقة بجوفه، من أرض العراق، فأعلن عن تواجده في "بعشيقه" شمال العراق وراح يستجدي الرأي العام من حلفاءه في المنطقة، وهنا غاب عن ذهنة الكثير من الأسس والحيثيات، في مقدمتها أن الحكومة العراقية، اليوم لاعب أساسي في الدبلوماسية الدولية، وأن أمريكا أو روسيا لا يمكن الإعتماد عليها، في شيء يهدد مصالحها مستقبلاً، إضافة الى وجود الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي، والتي باتت لاعب أساسي للحسم العسكري، والسياسي في المنطقة.
وأخيراً ليفهم "أردوكان" بأن المصالح الدولية، سرطان يهدد أواصر التحالف والشراكة بينه وبين الأخرين، والحكومة العراقية والجيش العراقي والحشد الشعبي، أضف لها المصالح الدولية، التي لا تتطابق مع رؤى "أردوكان" غيرت إتجاه السفينة بما لا يخدم مصالحه ووجوده، خصوصاً اليوم وحتى الخطاب الخليجي السعودي والقطري، الداعم للإرهاب بدا تنازل شيئا فشيئا، وأخذ يصور معركة الموصل الأخيرة ضد عصابات داعش الارهابية، على إنها حرب مشروعة، وأن العراقيين تحملوا أزر تلك الحرب بالنيابة عن العالم.

fy54uhytt5r@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك