المقالات

رجال الله والصفحة الاخيرة‎||عزيز الإبراهيمي

1382 2016-10-18

عزيز الإبراهيمي

بهمة علوية وحماس حسيني, يمضي المجاهدون من القوات المسلحة, والحشد الشعبي المقدس لطي صفحة الارهاب الاخيرة من ارض هذا الوطن العزيز, يدعمهم شعب اصيل عرف بصموده طوال التاريخ الحافل بالسيوف المشرعة من اجل اماتته ومحق حضارته, ولكن أنى للغبار ان يحجب ضياء الشمس وكيف لليل البهيم ان يمنع بزوغ فجر النور والحياة.

صفحات داعش من ارض العراق قد احترقت بهمة الرجال الغيارى ودعم شعب لم يثنه مئات الشباب الذين سقوا بدمائهم الطاهرة ارض الوطن, فما تجد الا التحدي يفوح من لسان مقاتل قابضا على السلاح ويلاقي الرصاص بصدره مستذكرا شجاعة عابس الشاكري وحماسه في واقعة كربلاء, وهو يحمل العقيدة الحسينية ويرى بام عينه تجسد العنجهية الاموية في صفوف الدواعش, موقنا ان التاريخ يتكرر وان واقعة كربلاء صورة عليا لصراع الحق مع الباطل, وفي الجانب الاخر تجد شعبا مستنفراً لدعم هؤلاء المقاتلين بكل مايمتلكون, فلا تجد من يثير التخاذل او يشيع الوهن والانكسار, وفوق هذا وذاك تجد علماء ربانيين التحفوا بالصبر والزهد ونطقوا بالحكمة والعدل ليحافظوا على قيم هذا الشعب واصالته.

لم تكن الحماسة والشجاعة التي تحلى بها المجاهدون الابطال باسمى من القيم النبيلة التي حملوها في التعامل مع الاهالي والبيئات التي احتضنت داعش او خدعت باكاذيبها, بل كان التسامح, والرحمة والطمأنة, ثم العفو والصفح, هي الاكثر اثرا في تعبيد طريق النصر, حتى وصلوا اليوم الى الصفحة الاخيرة- الموصل- من سجل داعش الاسود في ارض الرافدين, فتلك القيم والتي جسدتها ايضا كافة فئات الشعب, باسناد الاهالي في المناطق المحررة, وتقديم الغذاء والدواء لهم, وايوائهم, هي التي ابطلت كل الحملات الاعلامية لتشويه صورة هؤلاء المجاهدين الابطال, وذهبت كل الاكاذيب التي ساقتها القنوات المسمومة ارداج الرياح, حتى اثبت الواقع لجميع العالم ان مجاهدي العراق ومن ورائهم شعب كريم, ومرجعية مرشدة لا يروموا الا تطهير المناطق من الفكر الداعشي المظلم الذي استباح قتل الانسان كله.

بداية تحرير الموصل يعني النصر المؤزر في هذا المعركة الحاسمة, لان الهمة والاندفاع للمجاهدين والارادة الشعبية لا تقبل بتطهير هذه الارض مدنس الدواعش, وما تنقضي الساعات حتى يطأ رجال الله جميع حدود الوطن بحول الله وقوته.

 

hethal12@gmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك