المقالات

عندما تُسبى الأنبياء/وليد الناصري

1235 2016-10-16

وليد كريم الناصري بان مشيب الليل, وحل الصباح محدودب الظهر, يرسم صورة الإنكسار على وجه الدنيا, فيلونها الهوان, ويستجمعها شَجوَ نِسوةٍ كانت ترى العز والكبرياء راكع على أبواب بيوتها, فَناءَ ألحمي عنها غائبا, والعِز مُغيبا, والكبرياء صورة يُغيرُ ألوانها هوان الدنيا ودائرة الزمن.
هَوادجٌ مُحَمَلَة, وأباعرَ تَحديَ بإكتإب, ورؤوسٌ فوق الرماحِ مُعلقة, تتطاير عليها شظى نظرات النساء والأطفال, لتلمح الأمل, وتستطعم السكينة وتبرُد حرارة التعب والشَقاء, فتنبحها السياط, بألمٍ أرخى دموعها, وأوجَعَ أطرافها, التي طالما تهربُ تحتها من الزجر والتنكيل, فكأن الدنيا توقفت, والرؤوس قد غضبت, لكن أمر الله حال بينها وبين......!
إسْتَرَقَت الشمس من الجحورِ ظَلامُها, ومن البيوت سُباتهُا, ومن ألناسِ قَلُوبِهم, فتيبست أعوادهم, بين متفرجاً و شامت, وناقم وراحم, فتنبههم صوتاً عظيم, إستذكروا فيه ألحان ألسماء, وترنيمة الوحي, ونُطق ألأنبياء.
صوت إمرَأة وليس كُل ألرجال مثلها, كانت كالنبي بين قومه, أعياه كُفرهم وأصبَرَهُ عليهم أيمانه بما يعتقد, صوت حبيبة "الحسين" بنت الزهراء ( زينب عليها السلام ), كانت عصى موسى التي أفكت سحر يزيد وحزبه, وفجرت بحر الندم دموعا بأعيُن الكوفيين, وقادت معركة التأنيب في معسكر ضمائرهم, فتناثرت جثث الدموع والندم على أرصفة مخاوفهم, فَدَبُرَ الشامتون ونًدِمَ المتفرجون, وبَطُلَ سحر المارقون.
إنقضى ذلك أليوم ألرهيب, وراحت الشمس تختبئ وراء خمارها ألأحمر خجلاً, بعد إن صهرت رؤوس النساء, ويوافيخ الرضع والأطفال, ليخط ألليل لوحة الظلام القاتل, ويعلن عن رحيل ذاك الضجيج المدوي في مسامع النساء والأطفال, فتوطنوا خِراب الكوفة, وأفترشوا الثرى, والعطش والجوع ينهش أجسادهم الصغيرة الرقيقة الجميلة, فيكفنوا أوزار التعب والمشقة, بكفن الرجوع ألى الله والصلاة, ويدفنوها تحت دوي مناجاة السماء.
سكنت أجسادهم, وتعالت همساتهم, وسهرت دموعهم على ساح خدودهم ألحمراء,وَهَوَمَ الأطفال كُلٌ يحتضنُ أخيه, بعد إن أرهقهم الصراخ من ألم السياط, فكانت أوجاعهم تملئ قلوبهم, فسكنوا قليلاً ليدفنوا أوزار السبي تحت أجسادهم, فهموا بنوماَ ماطال إن أيقظتهم سياط الجلادين,لتبدأ ألرحلة من جديد مع صباحاً أخر نحو بيوت الشام.

fy54uhytt5r@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك