المقالات

هل اتاك حديث الطف (8) شاعر الطف|| مرتضى آل مكي

1638 2016-10-10

  مرتضى آل مكي لم يكن في الطف شيئاً الا وحدث، كل الفئات والعناوين، كل المهام والمهن، قائد وجندي، كهل وشاب وامرأة وطفل، شاعر واعلامي، مفتي ومرجع، جميعهم إجتمعوا لينقلوا لنا الحق الذي سأل عنه علي الأكبر أباه، عندما سمعه ينعى نفسه، الأكبر فئة شبابية وضحت لنا معالم الثورة وكان شاعرها.
اتجهت تلك الفئات ليلة العاشر من المحرم صوب القبلة، لهم دوي النحل، وعلي مستقبل أرض الغري مشغولاً بعهد يبرمه مع جده علي الكرار –ع-وهو يردد: جَداه ها أنا الأكبر
والصبحٌ إذا أسفر
سيف إبنكَ إن زَمجَر
فَسَيَخطِبَ في العَسكَر
والطفٌ لهٌ مَنبَر أخذ الأكبر يشرح لجده، ماذا سيعمل غداً، ان حل الصباح وبدأت معركة الحق، التي لا يبالي ان وقع عليها او وقعت عليه: عيدي ميدانٌ الحربَ إذا ما عجا
صيدي أبطالٌ في ساحاتِ الهيجا
سيفي سَيَصدٌ العالمَ فجاً فجا
طعانٌ في الحومةِ مثلي لا يرجا
وعلى هامِ الفرسانٌ سأطوي السرجا
لم يلقوا الا الموتَ لديهم منجا توقف الأكبر قليلاً وسط المعركة! واصفر وجه الحسين وخرت الرباب مغشياً عليها، لكنه إنشغل مرة أخرى مع جده، واتفقا إنه سيعيد إسمه، وسيحيي ذكراه في الطف وردد:
جداه من لا يعرفٌ حيدر
سَيَرى شبلٌ قسور 
في الحربِ إذا يزأَر
يرمي أهل المٌنكر
بفمِ الموتٌ الأحمر بدأ صولاته وفيه عرق حيدرة، وهو يغوص وسط الفرسان مردداً: لما أبرزٌ لم أطبقها اجفاني
عيني بين الحربٌ وخدري الاحزانِ
وعيونٌ إمامي عن بعدٌ ترعاني
ويواسي صبراً قلبَ الامٌ الحاني
وأنا الموتٌ على عٌبادٌ الاوثانِ
لو يروى سيفي ضامٍ صاحَ سناني ساد التبختر المعركة، وفرت كل فرسانها وهو يقتنص ساداتهم فينهيهم، بعد ان أردي ابن غانم صريعاً، استأذن جده قائلاً: سأعود الى خيمة أمي بالبشرى
وأرى في عَينيها قلباً قد سٌرى
وتراني قد خَلَفتٌ على الرمضاء بَكرى
لكن كيفَ سأشكو للسبطَ الحرا
أو أطلبَ ماءاً وهو بالماءِ أحرى
سأعودٌ وأدعو نفسي صبراً صبرا الان بدأ الأكبر ينعى نفسه! اذ المعركة بدى أوجها، واشتعلت نيران الحرب، وقف الكرار بجنب الأكبر، فيما ردد الأخير: سترى جسمي يا جدَ على الغبراءِ
مسحوقَ الاضلاعَ قطيعٌ الاعضاءِ
أٌسقى بالكأس الأوفى بعد وفائي خلاصة القول: إيثار وجهاد الكبر لن يكون خافياً اليوم! ففي الحشد الشعبي شباب استلهموا من الأكبر وابيه، كل صولات الطف، وطبقوها في ارض الحسين، دفاعاً عن الحسين، فالظمأ الذي ناله الأكبر تجشمه صالح البخاتي، والحر اذاقه أبو منتظر المحمداوي، والدماء التي سالت، سالت من أبو مصطفى العيداني، وغيرهم كثير.
سلام.

murtdha860@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك