المقالات

الجبل السيستاني.. والقزم الخياط||

1516 2016-10-08

  علي فضل الله الزبيدي روجت قناة "الحرة حدث"  في الأيام الماضية، ما مفاده، إن الإعلامي اللبناني كريم الخياط، صاحب القلم الأعمى، رجل الإعلام الأصفر، تطاوله على مقام المرجع السيد السيستاني(دام ظله)، وإتهامه لمرجعية النجف الدينية، بإنها كانت السبب في فشل الحكومة العراقية، لا سيما في مجالي، السياسة والإقتصاد، ثم عاد الخياط اللبناني، ليشكك بعروبة السيد السيستاني، ونقول للخياط، ولكل الذين عميت بصيرتهم، عن رؤية الحق، وسعوا في تضليل الحقائق، لأجل دراهم معدودات، كما وأخاطب الذين إبتاعوكم بثمن بخس، إن شمس السيستاني لا تحجب بغربال.
فمن جملة إتهامات المعتوه الخياط، هو تبعية السيد السيستاني لإيران، وإن مرجعية النجف، كانت جزء من الأجندة الإيرانية، بينما المرجعية الدينية، وعلى مر العصور، لم ولن تكن خاضعة لجهة سياسية، لذا نجد إن فتوى الجهاد الكفائي، التي أطلقها المرجع الأعلى علي السيستاني، كانت منه إلى عموم المسلمين، ولم تكن من إيران أو مرجعية السيد الخامنئي، وحينها كانت داعش، قد سيطرت على معظم الأراضي، التي يتواجد عليها المكون السني!  أما وجود التطابق في بعض الرؤى، نابع من وحدة الخطر المهدد لكل الأمة الإسلامية، ثم إن إيران جزء من الأمة الإسلامية.
أما علاقة مرجعية النجف، بالحكومة العراقية، فقبل أن نخوض في حديثها، لا بد أن نلفت إنتباه القارئ، لموضوعة الحكومة العراقية وبنيتها التكونية، فهي تتألف من ثلاث مكونات رئيسية، الشيعة العرب والعرب السنة، بالإضافة للأكراد، مع وجود عدة أقليات، داخل المنظومة الحكومية، لذا فحكومة العراق، ليست شيعية، بل الشيعة تمثل الجزء الأكبر، من التشكيلة الحكومية، كما وإن المكون الشيعي، لديه أكثر من مرجع تقليد، ولا ينحصر تقليده للسيد السيستاني.
إن دور مرجعية النجف، بإتجاه الدولة العراقية، ومنذ سقوط الصنم صدام، هو النصح والإرشاد، فإجراء الإنتخابات كانت وراءه مرجعية النجف، وكذلك دورها بإنهاء الحكومة الإنتقالية، ولها الفضل الأكبر في كتابة دستور العراق، وعند تفجير ضريح الأمامين العسكريين في سامراء، والذي تقف وراءه دول عربية وإقليمية، والتي أرادت من خلاله، تأجيج الحرب الطائفية والأهلية، فكان لحكمة المرجع السيستاني وإنسانيته، الدور الأكبر والأمثل، في وأد تلك الفتنة الكبيرة، ولولاه لغرق العراق وأهله، بأنهار الدم، لذا رشح لنيل جائزة نوبل للسلام على أثرها.
ثم جاءت فتواه العظيمة، بالجهاد الكفائي، لتقضي على مشاريع تقسيم العراق، وتكون السبب الرئيسي، بهزيمة المجاميع الإرهابية التكفيرية داعش، في العراق، أما بخصوص الجنبة الإقتصادية، فلم تدخر المرجعية الدينية جهدا" ، بالنصح والإرشاد، للحكومة العراقية، حين أكدت دعمها بضرب المسؤولين المفسدين، بيد من حديد، وإستعادة المال العام منهم، كما وأكدت المرجعية، على ضروروة تنويع مصادر الواردات المالية، من خلال تطوير قطاعات الزراعة والصناعة وكذلك السياحة، لإغناء الموازنة العامة، فأين أنت يا خياط من هذه الحلول العظيمة؟ (إنها لا تعمى الأبصار، ولكن القلوب التي في الصدور).
الحقوقي علي فضل الله الزبيدي
alimohammedalwan@gmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك