المقالات

بدماء الحسين والحشد المقدس تنتصر رسالة الإصلاح||عمار العامري

2932 2016-10-04

عمار العامري

   الشهادة أرفع درجات الإيثار, إذ إن الجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ, وعملياً فإنها ثغرة تفتح بجسد الأمة لتحيى, ففقدان الشباب في المعارك ليس خسارة لأعزاء فحسب, ولكنها نجاة أرواح الآخرين وحفظ لممتلكاتهم, فيتحقق الهدف الإنساني الأكبر, بالوصول إلى طاعة الله تعالى, وأداء التكليف الشرعي؛ بحفظ كرامة الأمة, وأعراض المسلمين ومقدساتهم.

   فعاشوراء كانت أقدس منازلة لأنصار الحق ضد الباطل وأهله, ففيها استمرار للدين الإسلامي, وديمومة لمبادئ العقيدة السامية, ذا كانت معين لا ينضب, لذا دعا الأئمة الأطهار المؤمنين للارتباط بمدرسة عاشوراء, العنوان الأكبر لمعاني الأخلاق والقيم الإسلامية والإنسانية, التي يتعلمها الفرد في حياته, لارتباطها الوثيق برسالة الإمام الحسين, التي كتبت بأطهر دماء أهل الأرض, كونها مصنع للشهادة, وتخرجت منها قوافل الشهداء.

   أولئك الذين ما زالوا إحياء عند ربهم, بدليل قوله تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" تعرفهم في الحياة الدنيا بأخلاقهم كما جاء بالذكر الكريم: "تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ" الارتباط بهم يجعلك تتعرف على روحيتهم, وتتأثر الأنفس وتهز الضمائر عندما تقرا وصاياهم, بشر وأسمى من ذلك بكثير, ملائكة وارفع من درجتهم, كونهم مرتبطين بالرسالة الحسين.

   فارتباط رسالة الإصلاح؛ التي أطلقها الإمام الحسين تعد أعلى درجات الكمال, التي يصلها الإنسان في تحقيق أهدافه المنشودة, فالظفر مرتبة لأولياء الله, وتحقيق الفوز العظيم مناط بهم, إن كان الفوز بالنصر والفتح, أو بالشهادة والولوج إلى الجنة, كونها باب فتحه الله لخاصة أولياءه, ولا يعني إن الحسين جاء لكربلاء من اجل الشهادة, وهذا تصور ساذج, إنما لإدامة أهداف الرسالة السماوية.

   وخلال الحقب الماضية سار على هذا النهج العديد ممن وقفوا بوجه الظلم والظالمين, وتصدوا بأرواحهم لمواجهة التيارات المخالفة لأهداف الإصلاح, ومن أولئك من تجسدت فيهم مواقف أبناء الحشد المقدس, فتجسد دور حبيب ابن مظاهر بشيبة الشهيد أبو حميد الكعبي.

   ونال وسام عريس الحشد تيمناً بالقاسم, الشهيد حسين الموسوي بالثرثار, فيما برز للموت شباب علي الأكبر؛ مسلم الياسري, وعلي الساعدي, وعمار زبيدي, وحسام الطالقاني, وناصر العوادي, وحسام السلطاني, ممن كانت بطولاتهم دروس للأجيال, فيما قدم أسامة المعموري كفه بمنازلة أسطورية, امتثالاً بأكف أبي الفضل العباس, اما مواقف السيد صالح البخاتي, وأبو مصطفى العيداني, فكانت بمعنى الكلمة تجسيد لأنصار الحسين بكربلاء.

   لذا فالشهادة بعنوانها السامي؛ إحدى وسائل إتمام النعمة وإكمال الدين, وامتداد لرسالة الإمام الحسين الإصلاحية, فالأمم لا تحيى بلا عطاء, ولا تسلم بلا دماء, ومقام الشرف والرفعة, الذين يناله الإنسان المؤمن, لا يُرتقي إليه إلا بإراقة الدماء الزكية بالشهادة: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى... حتى يراق على جوانبه الدمُ.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك