المقالات

سعيد الدارين..|| رحمن الفياض

1474 2016-09-26

رحمن الفياض جنة صغيرة مملؤة بالحياة, تلك الخربة, التي يسكن فيها مع فقره, والعوز الشديد الذي يبدو عليه, الا أنه سعيد جداً, بوجود ذلك المكان الذي يحويه مع أمه الضريرة وزوجة وأبنائه الخمسة.
سعيد شاب عراقي لون بشرته من لون تراب الوطن, صوته هدير حمام نخل الجنوب, ورثها من أبوه الذي مات قبل سنوات من ظلم جلاد ذلك الزمان حزناً على ولده البكر الذي أعدامه صدام.
يعمل سعيد في البناء, يكد على عائلة من عرق جبينه,على عيالهُ لايقبل المساعدة حتى من أقرب الناس اليه, سمع عن طريق التلفاز بفتوى الجهاد الكفائي, التي أعلنتها المرجعية العليا, بعد غزو داعش لأراضي البلاد, وتهديده لمقدساته, فثار غضبه, لكن لم يكن يعرف أين وكيف ينظم أمره حتى جاء الفرج عن طريق معتمد المرجعية في قرية.
دخل منزله وهو يهتف بأعلى صوته, لقد جاء الفرج, جاء الفرج, ومالذي أتى يازوجي الحبيب؟, أنه الجهاد المرجعية أعلنت الجهاد ضد خوارج العصر, هنا تلعثمت زوجته, ولكن أنت تعلم وضعنا ياأباعلي, كيف نعيش؟ وماذا نأكل؟ والشتاء قادم وسقف منزلنا يحتاج الى من يديمه, عزيزتي ا، الذي أطعمنا وأعطنا الصحة والسعادة طيلة تلك السنوات موجود, فلاتحزني ولاتخافي, هذه الدار المتهالكة ستكون جنة لنا وأنا عزمت أمري على اللتحاق مع المجاهدين.
هناك في أحدى غرف المنزل صوت ضعيف من أمه الضريرة, أتركيه يا ابنتي, أتذكرين ماذا كنا نسمع عند ذهابنا لمجالس الحسين عليه السلام, قصة تلك المراءة أم وهب في معركة كربلاء وهي تقاتل مع أبنها وعن زوجته التي حملت العمود لتقاتل الى جانبه, هنا توقفت أم علي لتعلن عن معدنها الحقيقي.
في الصباح التالي ودع سعيد عائلة والتحق بركب المجاهدين ولكونه عسكريا سابق, أستلم حضيرة للقناصين وباشر في تدريبهم, سعيد الذي لاتخطئ ضربة الهدف, بات مثار أعجاب رفاق الجهاد ,طوال تلك الفترة سعيد لم يتقاضى راتبا واحداً من الحشد الشعبي, كان يعيل عائلة خلال فترة الأجازة حيث يعود الى عشقة عمل البناء, الذي يتفانى فيه, ليكد على عائلة ويترك لهم مايكفيهم خلال فترة غيابه.
مرت الأيام وسعيد هو سعيد, في جهاده وحياته, لايتغير أبدا حتى بعد أن بترت أحدى يداه في معارك العز والكرامة, وعاد الى أهله يحمل وسام الفخر, سعيد لاينتظر تعويضا من الحكومة او من غيرها, فبعد تماثله للشفاء, عاد للجهاد من بابه الأوسع جهاد الكد على العيال ومتابعة شؤن عوائل الشهداء, وسعيد لازال في ذلك المنزل ..
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك