المقالات

بالأمس بايعوا علي وغداً ينتخبون معاوية..!/ وليد كريم الناصري

1820 2016-09-20

وليد كريم الناصري

العقل عقال النفس، وأشرف الأحساب، وكل عمل يأذن به العقل فهو الصواب، وكل شيء إذا كثر رخص إلا العقل، يستدل منه للحق، وبه يُبان المعروف، وفينا من يتاجر بعقله ولبه، حيث الهوى ومراد النفس، فيتبع الرحمن أمام الملأ، ويخلو بالشياطين مع نفسه، فيورد اليقين بالنفاق، أركنه الحياء من الناس، وزهد بالخوف من الخالق!.

رحم الله الشاعر إمام الشعراء إبن برد إذ يقول:- 

يعيش المرءُ ما استحيا بخيرٍ —--- ويبقى العودُ ما بقيَ الَلحاءُ

إذا لم تخش عاقبة الليالي.! —---- ولم تستحِ فأفعلْ ما تشاءُ..

يتكلمون عن فساد الحكومة، ويتجاهلون بأنهم من صنع الفساد فيها! لفت نظري خلال هذه الليالي، وفي ذكرى واقعة "غدير خم"، حيث أمر الله تعالى نبيه محمد "ص" بأنتخاب قيادة جديدة، تحل محله إيذانا بأن مسؤوليته قد إنتهت وأتم نعمة الإسلام، ولابد من إنتخاب خليفة، فجاء أمر الله بتنصيب صهره, وأبن عمه, ونفسه علي "ع"﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾.

الغريب بالأمر أن المحتفلين بالمناسبة، يدركون أن للإسلام بالبيعة قضية، ولكنهم ركزوا على أشخاص البيعة وزهدوا بالقضية، ألا يعني إختيار "علي" للخلافة؟ إختيار الأصلح للحكومة! ألأ يعني تنصيب "علي" للخلافة من قبل الرسول، بأن المرجع هو الأولى بالأختيار، ألأ يعني رفع يد "علي"؟ والتوصية به في أخر حجة للرسول، يعني توصية المرجعية بمن ننتخب عشية تلك الليلة!.

ماذا بقي على المجتمع أن يدركه؟ الشيء الوحيد الذي لم يدركه المجتمع، أنه أنجرف وراء أهواءه في إتباع المفسدين بإنتخابهم، كمن إنجرف غيرهم وبايع الشيخين، وعليهم أن يدركوا بأن من أوصت مرجعية النجف بإنتخابهم، ولم ينتخبوا! زاهدين بالحكم، كما زهد علي بالخلافة! ولعل اليوم الذي أتى من بعد حين، وأرجع الخلافة لعلي، بانت خيوطه عندما إرجعوا زعامة التحالف الوطني من يستحقها.

مصداق لكلامنا، المرجعية الدينية ما قبل إنتخابات عام (2014)، حرمت إنتخاب من صوت "لقانون التقاعد البرلماني" والذي يضمن راتب 100% للمتقاعد بعد (4) سنوات، صوت على القانون شخصيتان في دولة القانون،  نقلت قناة الإتجاة العراقية، لقاء تلفزيوني معهما وقتها، وقالا بأنهم صوتوا لضمان حقوقهم! والعجيب أن يفوز الأول بواقع (17) ألف صوت والثاني (11) ألف صوت، وفي محافظة ذي قار، مع الجزم بأن من صوت لهم، ممن يحتفل  اليوم بتنصيب الحق خليفة للمسلمين!.

ختاماً، أن نعرف بأن لمحمد وعلي قضية، لابد أن ندركها ونركز عليها، أكثر مما نركز على الأشخاص أنفسهم، فليس من العقل أن تعلوا اصواتنا بشعارات رنانة، بحق تلك الشخصيات ونحن لا نملك أدنى مرتبات الحياء من عقولنا لتمكين الأصلح بيننا، فعجبا وكل العجب لمن بايع علي بالأمس وسينتخب معاوية غداً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك