المقالات

ما وراء إستهداف الأسواق؟!||واثق الجابري

1333 2016-09-16

واثق الجابري مشهد التفجيرات حديث عابر؛ في بلد مزقته الحروب والويلات، وتفجير مول النخيل قبيل العيد واحد من سلسة جرائم إرهابية؛ بطابع ذات معانٍ أعمق ومكمل لسلسة عمليات إستهدفت الكرادة والشورجة وجميلة، وتعبير عن هدف أساس إبتغاه الإرهاب لإيقاف الحياة بإستهداف المدنيين العزل، وتدمير مراكزهم الإقتصادية. جملة دوافع تتعلق بإستهداف الزمان والمكان، وتحديداً أسواق التبضع وقبيل العيد؛ لإرسال رسالة مفادها الإبادة الجماعية والرعب وتجفيف كل الموارد الإقتصادية. صار من الواضح؛ أن الإرهاب لا ينوي خوض الحرب مباشرةً؛ بإستهدافه المدنيين العُزل والأسواق، ولم يعد خافياً أن التطرف تحركه أيادي سياسية؛ لا كما يُشار على أنه لأهداف عقائدية فحسب، وكان الأحرى بمن يدعي رفض كل الأنظمة أن يبدأ من دوله المؤوسسة والداعمة؛ بدل تحمل مصاعب التنقل ومصاعب العيش مع مجتمعات رافضته فكرياً، والأصل أن يبدأ من قاعدة الإنطلاق؛ ثم تعميم التجربة على بقية الشعوب؛ أن لم تقف وراءه أهداف سياسية. عند التمعن بحوادث إستهدفت الأسواق؛ نصل الى قناعة تعدد الأساليب الرامية لشل حركة الحياة وضرب عصبها بالإقتصاد؛ بدليل أن كل فعل سيؤدي الى توقف عنصر معين او يأس من حياة او هجرة شباب أو إعاقة انسان وفقد معيل، وبالتالي التأثير على حركة الأسواق ورؤوس الأموال وأهداف إقتصادية لا تقل أهمية عن الأسلحة النارية؛ أن لم تك هي المرمى الأساس لكل هذه الصراعات، وإشعال فتيل الحروب في مستنقع الصراعات الفكرية ومزاحمة التطرف والإنحراف بالقوة، وبذلك تُشرع الأبواب على مصراعيها للتدخلات وحروب العصابات والمافيات والمخابرات، وسوق للسلاح بدل الحياة. إن الإستهدافات المتكررة للأسواق المهمة أيام الأعياد؛ لا تختلف عن سواها من أسواق الجُملة وأكبر المراكز التجارية، والغرض شل حركة الحياة الإقتصادية في أكبر أسواق للمتبضعين ونخر جسد المعركة من خلفياتها، وبناء الدولة يرتكز على بناء المجتمع إقتصادياً، وتدمير الإقتصاد من الأدوات التي يتمناها ويتبنا الإرهاب لأجل إنهيار الدولة. الفشل لا يبني المجتمعات ولا يحصنها من الإعتداءات، ولا دولة دون مشروع ناجح ومجتمع صالح منتج، وفي حالة إستقرار إقتصادي، ولا خيار الاّ إعادة بناء مؤسسات رصينة. عُدَّت إعادة هيكلية الدولة واحدة من أهم الأولويات، ولا تقتصر على جانب وإهمال جوانب؛ فلا حياة دون إقتصاد وإستقرار أسواق، ولا إقتصاد وخدمة دون أمن والعكس صحيح، ومسؤوليتها بالدرجة الأساس على المسؤول ودعم القوى السياسية والشعب، والسياسي الواعي الوطني؛ من يُطور أداءه ويتعلم من الأخطاء ويعترف بها لا يبررها، ومن الندرة إيجاد مَنْ تخلص من الأنا والنرجسية، وإمتلك شجاعة الإعتراف والإعتذار، وتشخيص أن كل ما يدور لأغراض إقتصادية تؤدي بالنتيجة الى إنحرافات مجتمعية وعقائدية.  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك