المقالات

التميز يقتل صاحبه>>!|| سعد بطاح الزهيري

1406 2016-09-16

  سعد بطاح الزهيري هل أصابتنا المتلازمة الثلاثية، التميز، الفقر، الجهل، وأصبحت حالتنا مستعصية جدآ، وبحاجة إلى طبيب متميز وعلاج فعال، كي نخرج مما نحن فيه، أم نبقى تحت طيات الفقر والجهل وبين من يميز ويتميز عنا؟.
إن ما يدور اليوم بحاجة إلى فهم واعي وعقل مدرك للأمور، وإلا إلى الهاوية،كيف لنا أن نقضي على تدارك الأمر بعقل وحكمة وروية،وكيف لنا النهوض بواقع مرير أكل علية الدهر وشرب؟، ما نشكوه اليوم عاشته من قبلنا أمم لازالت آثارها إلى اليوم، لغة التميز بين الآخرين فقدت هيبة بني البشر.
من منا لا يصبوا إلى أن يتميز، علما انه أحد مطالب النفس، والحاجة التي يرغب الوصول إليها الإنسان، فهنا تجد أعالي القوم والأسياد يصبون إلا أن تكون روح التميز هدفهم، كون التميز يعلي من شأنهم وقدرتهم وهو يخلق الهمة العالية، هكذا هي رؤيتهم.
لكن ما نراه اليوم هو الفهم الخاطئ والفكر المغلوط للتميز، حيث أصبح الأمر سلبيا لا يمكن تفاديه، كونه خرج من منظوره الإيجابي والذي خالف المنظور الإسلامي، لأنه خالف حقيقة التميز وسلك الطريق الخاطئ.
صور التميز السلبي ليست بالأمر الجديد، فقد شهد التاريخ كثير ممن تصدى للقيادة و الإدارة، وكان تميزه سلبيا، فرعون مثلا، الذي كانت امنيته أن يشهد له العالم بالربوبية، وأراد العلو والتميز وان يكون ذات شأن عال، وعند التطرق إلى التاريخ وليس بالبعيد فذاك صدام حسين، أراد التميز له ولحزبه أراد السطوة، أراد علو الشأن وفعل مالم يفعله غيره، أن كل تلك الآثار السلبية خلفت جرحا عميقا، في القلب الحي وألما في الضمير الواعي، وأثر تأثيرا واضحا في المجتمع المحيط، فتلك الآثار لها مدلول سلبي على الأمة والمجتمع،وما نتيجة التمييز السلبي إلا الهلاك والموت.
فقد خلف التميز معه التنافس السلبي، وشيء مرتبط بالشيء الأخر، وأصبحا متلازمين، حيث خلفا حاله متأخرة في نمو المجتمع وإصلاحه، التمييز الذي نراه اليوم أصبح على نطاق واسع حيث تعدى مفهوم الشخص،وأصبح أما منظور أمه أو فئة أو حزب أو كيان سياسي معين،وما نلحظه هو أن هناك قائدا اكتسب موروث سلبي وأصبح قائدا لسرب من نعاج.
لكي نقتل هذا المرض لابد ان نقتل روح التنافس السلبي المتولدة في نفوس اغلبنا، ونعطي لمن يتميز دفعة تنتج مزيد من ابداعه لا نلقي به مغلولا في غياهب الأنا، ولنتحرر من تلك النرجسية التي قتلت اغلب المتميزين، حتى قضوا مظلومين في سبيل انقاذ مشروعهم من الانتهازين الذي طالما يفسدون التميز بدوافع واتهامات تافهة.
علينا إتباع الضمير الواعي، والفهم والإدراك، والابتعاد عن القدرات السيئة والسلبية، علينا تحمل المسؤولية والاعتزاز بالقيم والمبادئ السامية، الابتعاد عن كل أعمال البطالة، والمثابرة في العمل الجاد.
لنجد طبيب النفس والرقي في أتم وجه نحو التميز الإيجابي، وبناء مجتمع واعي متمدن، له القدرة على النهوض بواقعه الصحي والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي، علينا اتباع تعاليم الدين الحنيف والتمسك بالخلق الرفيع، واحترام حقوق الآخرين هنا نقول أن طبيب النفس والروح هو الضمير الذي يكون هو نفسه قرين الشخص.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك