المقالات

مسدس ألعوزه .......


( بقلم : المهندس محمد علي الاعرجي )

كان لأحد الأشخاص مسدس يتباهى به أمام أهل المنطقة .... والجميع بات يخشاه ولا يعترضه في شيء خوفا من مسدسه العامر . وفي احد الأيام حدث شجار بين ذلك الشخص ورجل غريب من خارج المنطقة، حيث أوسع هذا الغريب صاحبنا ضربا ورفسا حتى أوقعه على الأرض مغشيا عليه دون حراك ...استغرب أهل المنطقة الذين تجمعوا لمساعدة أبو المسدس وهم يسألونه ... لماذا لم تستخدم مسدسك وما الذي جعلك تتحمل كل هذا الضرب والاهانة، أجابهم بنفس منقطع (المسدس ضامَه للعوزه) .....

تذكرني هذه الحكاية التي سمع بها الكثير ويتداولونها من باب السخرية تجاه كل من يرهب الآخرين بعنترياته وأفعاله السيئة، إلا انه وقت الجد أو عندما يحمي الوطيس تراه أول الهاربين أو كما النعامة عندما تدس رأسها بالتراب خشية الخطر، أقول ذكرتني الحكاية بشبل الأسد وحامي بلاد الشام وفتى باب الحارة والبطل الهمام الذي لا يشق له غبار والذي جاء إلى سدة الحكم في جمهورية سوريا الوراثية من شباك الحارة وليس من بابها بعد أن تم تغيير الدستور السوري نزولا عند زرقة عيون بشار ليتولى السلطة وهو لا يزال ابن أربع وثلاثون عاما من عمره المديد .... فلتحيى ديمقراطية البعث الصامد !!!!!!!

ومنذ أن تربع هذا الشاب على كرسي (الحلاق) عفوا على كرسي السلطة وهو لا ينفك يثقل أسماع السوريين بالخطب الرنانة والاستعداد للمعركة القومية لتحرير الأرض السليبة ... ولم يدخر وسعا في الحصول على آخر صيحة في عالم السلاح الروسي الكاسد، فأصبحت سوريا عبارة عن ترسانة ضخمة لتلك الأسلحة البالية .ولعلنا نحن العراقيون اكتوينا كثيرا من عنتريات أبو المسدس، واقصد هنا ابن العوجة الذي كان يتبختر بمسدسه الطويل العريض أمام الصبايا في سفراته المتلفزة أو عندما يدخل احد المزارات المقدسة ليصلي أمام الكاميرا مناولا مسدسه العامر لأحد خدام المقام، ويباشر صلاته بلا وضوء أو ركوع ربما ... ولا تخلوا مناسبة أو يوم دون أن يرى الشعب المقهور (قائد الأمة) ممتشقا السيف أو المسدس أو بندقية (البرنو)، حتى اقتنعنا أن العدو سوف لن يمر إلا على جثة أبو المسدس صاحبنا .... إلا أننا فوجئنا بأمر آخر، فما أن دخل الأمريكان بغداد في يوم 9/4/2003 حتى اختفى أبو المسدس ولم يعد يراه احد !

وكثرت الأقاويل والإشاعات فمنهم من يقول إن أبا المسدس يدير أعمال المقاومة (الشريفة) والعفيفة ومنهم من يقول انه اعتكف قرب مزار عفلق يتلقى الأوامر والإيحاءات من الأب الروحي للحزب وآخرون يقولون انه اختفى وسيبعث مرة أخرى ليحرر الأرض ويصلي في القدس !!!!! وبعد بحث وتفتيش غير طويلين، وجد أبو المسدس في حفرة عفنة وهو رث الثياب كث الشعر واللحية وبجانبه مسدسه دون أن يطلق منه طلقة واحدة، فهو مسدس ألعوزه !

ونعود إلى بشار الأسد، فخلال وجود الجيش السوري في لبنان وعلى مدى حوالي ثلاث عقود من الزمان لم نرى هذا الجيش العرمرم يعترض أو يرد بطلقة واحدة ضد أي هجوم إسرائيلي على لبنان فكانت الطائرات الإسرائيلية تصول وتجول في سماء لبنان دون خوف أو رادع .

وبعد أحداث عام 2003 وسقوط صنم بغداد، استغل بشار الأسد الوضع الجديد في العراق وأراد أن يوحي للجَهالة من أدعياء العروبة الكاذبة بأنه وريث القومية العربية والمدافع الجديد عن البوابة الشرقية للوطن العربي وانه سيأخذ على عاتقه تحرير العراق من الغزو الأمريكي، فراح يدفع بالآلاف من الرعاع والبائسين ومدمني المخدرات وزواج المسيار، بالدخول إلى العراق وتدمير كل شيء في هذا البلد الذي قدم أبناؤه أنفسهم رخيصة ليحفظوا شرف الدمشقيات من براثن اليهود عام 1973، فكان الجزاء آلاف الانتحاريين وعشرات السيارات المفخخة وألوف الأحزمة الناسفة التي تعبر من سوريا العروبة إلى العراق ألصفوي ! وقبل حوالي شهر ذكرت التقارير الاستخبارية والصحفية أن طائرات إسرائيلية أغارت على الأراضي السورية وربما قصفت هدفا ما .

واليوم تكشفت الحقيقة وظهرت صور الأقمار الصناعية لتفضح المستور، حيث تبين أن تلك الغارة الإسرائيلية استهدفت منشأة نووية سورية قيد الانجاز وقد أزالتها صواريخ وقنابل الطائرات المغيرة من الوجود وأحالتها أثرا بعد عين . ترى أين أبو المسدس والى متى يبقى فتى الحارة خافيا رأسه ولماذا لم يرد الصاع صاعين وما سر سكوت الإعلام السوري ألببغاواتي الذي يزعق ليلا ونهارا بضياع العراق ونفطه .....

نقول لحكام سوريا، المثل المصري القائل (اللي اختشوا ... ماتوا) ولا تخافوا على العراق فالعراق بخير وهو لا يزال مستهلكا شرها لمنتجات بلدكم البالية، فصابون زنابيلي ومشروباتكم الغازية ومواد البلاستيك الرديئة أغرقت أسواقنا بفضل مفخخاتكم التي لم تبقي لنا كهرباء أو معمل أو جسر أو بئر نفطي ... وإننا نتحداك يا أبو المسدس أن تنام ملأ جفونك وأنت تعلم علم اليقين أن نظامك زائل لا محالة فهو النصف المفقود من نظام البعث المقبور لدينا ... وان غدا لناظره قريب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عماد العميري
2007-10-29
الف رحمة على والديك على هذا المقال الرائع....لقد شبعنا من اهل المسدسات من ابن العوجة الى حويرث الضاري الى ابو سدارة وانتهاءآ بالرفيق طروقي...فهؤلاء مصيبة كل زمان ومكان فهم في النهار يسبون امريكا والامبريالية والاستعمار وفي الليل يلحسون اقدام بترايوس وكروكر لكي يرضى عنهم.....مزيد من الابداع للاستاذ محمد كاتب المقال
ali
2007-10-28
ان العرب والعربان دائما يريدون بطلا من ورق يصفقون لة هل نسيت يوم ضربتاسرائيل مفاعلنا كان صدام يزبد ويرعد لايران وللشيعة وليس لاسرائيل اسلوبك جميل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك