المقالات

امريكا قتلتنا مرتين


( بقلم : قيس ابو محمد )

لا احد منا لا يعرف الدور الامريكي بالقضاء على الانتفاضة الشعبانية وما سببته من آلام ومعاناة لاتنسى يمتد تأثيرها الى عقود كما هو الحال بشعب هيروشيما الذي لم تضمد جراحه لحد هذه اللحظة تاركين كلباً مسعوراً مهزوما ينفرد بثلة مؤمنة لا تملك من المقومات لمواجهة اعتى عتاة الظلم والحقد ليستغل فرصة لم تتسنى له كما هي تلك اللحظات التي اخذ فيها الضوء الاخضر من اسياده لحرق الاخضر واليابس وليهدم صروح عظيمة في مدن مقدسة لاغيا اثاراً جمة فيها عن الوجود المتمثلة بازقتها القديمة وبنائها العتيد ويمحي منها ناسها واهلها الذين توزعوا بين الغربة والتهجير والموت او التعذيب بمعتقلات لايمكن ان تمحيها السنين ليصول ويجول متمادياً بظلمه تحت ظل تعتيم اعلامي واضح وخصوصا في منطقة جنوب العراق تحديداً لانه منطقة شمال العراق نرى ان امريكا تسارعت بحمايتها عبر عزلها عن جبروت الطاغية المهزوم لينعموا بالامن منه ومن جلاوزته بينما ظل جنوبنا يذوق الامرين خلال حقبة عصيبة جدا تلت احداث الانتفاضة الشعبية وهاهي الان امريكا تعاود الكرة بعدم تسليمها المجرمين ممن تسببوا بقتل الالوف وتهجيرهم محتفظة بهم كصفقة ممكن تجريها مع الاوباش الحاقدين الطائفيين المسمومين الذين يطالبون بالعفوا عن المجرمين للحصول على الامن مقابل ارواح هولاء فلقد تعودت امريكا بعد ان عجزت بفرض الامن ان تساوم بالحصول على الامن مقابل ثمن فمرة توعد بتوفير الكهرباء والماء مقابل تسليم بعض الارهابيين فهي تعاقب الكل على حساب قلة شاذة فغبائها وعجزها واضح وهي لاتعلم بان هولاء ممن تريد مساومتهم ومقايضتهم بالمجرمين لايحتفظون بعهد ولا ميثاق لان محركهم الاساسي طائفي بحت فهم بكل تصريحاتهم التي تنم عن الحقد لكل طوائف العراق نرى معنى ثاني مبطن وواضح لحقدهم وعنصريتهم المقيتة وخصوصا ما يصدر من المعتوه المشلول الدليمي لذا اقول مرة ثانية والى مالانهاية حتى يفهموا بان لامجال لكم الا بترك الحكومة العراقية الحالية هي من تتولى زمام الامور لاستئصال الارهاب ومنها تعيدوا مجدكم وتحفظوا ماء الوجه واقول ايضا هنا لايمكنكم قتلنا مرة اخرى بالاستهانة بموتانا واهل ضحايانا المجروحين منذ سنين ولابد لكم من معرفة ان المناطق الآمنة لايعني انها تبقى آمنة اذا لم تستجيبوا لمطالبها وخاصة عندما يتعلق الامر بكرامتها واحترامها وليس الحل في تنفيذ مطالب المضطرب والمسبب للفوضى على حساب من يريد العيش بامان وبدون سفك للدماء ولا لهتك الاعراض احتراما واجلالاً لاوامر مرجعيتهم الكريمة بالحفاظ على النظام والصبر على الشدة وتوحيد الصفوف لاعلاء كلمة الله العليا .

واخيراً يمكننا ان نحسب الامور ببساطة شديدة ايها الامريكان وهو انكم لو تمسكتم بالمجرمين فلن تكسبوا اي مكسب سوى رضا شلة شاذة عنكم لايمكنها ان تعطيكم الكثير لان شغلها الشاغل هو قذف المصطلحات القذرة مثل الصفوي وعملاء الاحتلال بينما نرى ان الاستجابة لمطالب المحكمة الدستورية بتسليم المجرمين هو احترام القانون واحترام الدستور واحترام العملية السياسية واحترام الحكومة المنتخبة وهيبتها امام ناخبيها وامام الملأ الخارجي بالتالي لاتعطون فرصة لتكالب الارهابيين وتقون شوكتهم والاهم هو احترام مشاعرنا ولتغفروا عن ذنبكم القديم عندما سمحتم للمهزوم بان يثأر لخسارته ويفرغها بالناس الابرياء طفلا وشيخا رجلا وامراة فاسرعوا بتنفيذ مطالب الاغلبية والا سوف يصبح لنا معكم ثأرين لايمكن نسيانه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو عابس الحجازي
2007-10-27
مقال حزين جدا يا اخي واللة الشعب العراقي عانى الأم المرض والتهجير والتجويع لكن لا نملك الى الدعاء المشكلة ان امام الحكومة العراقية تحديات كبيرة منها عقبة قوات التحالف ودول الجوار وشردمت البعث. الحل الوحيد ان يعمل عشائر العراق مثل الانباريين وتقوم الحكومة بالتنسيق مع العشائر لدحر الارهابيين ويجب بدل 250 الف فرد في الجيش يجب ان يكون هناك مليون فرد وبالتوكل على اللة سيكون النصر حليف الشرفاء من ابناء الشعب العراقي. اللة يفرج عن محنتكم يا شعب العراق وصل اللة على محمد وال محمد
ابو حيدر التميمي
2007-10-26
الحديث النبوي الشريف يقول(المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين). امريكا قتلتنا مرات ابتدأ من ثورة البعثين في تموز 68 وتسليط النظام البعثي على رقابنا ثم الحرب العراقية الايرانية التي كان شيعة العراق حطبا لها ثم قمع الانتفاظة وبعده تجويع الشعب العراقي في الحصار الظالم. وبعد سقوط النظام لانبرأ الامريكان من حوادث استشهاد السيد الحكيم والشهيد عز الدين سليم وتسليم ديالى الى الارهابين ومن ثم كذبت السهم الخارق وتسليمها للكتائب الارهابية واخيرا عدم تسليم المجرمين واحتمال منع محاكمة مجريمي قمع الانتفاظة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك