المقالات

عزيز العراق .. عاش عزيزاً ومات عزيزاً وسوف يُبعث عزيزا

2081 2016-06-11

ثمة مشكلة يعاني منها عامة أهل العراق، انهم متوانون في الالتفات الى مصالحهم السياسية والمجتمعية، فغالبا ما تمر عليهم الأحداث المفصلية مرور الكرام، وحينها يكونون في حالة من الافتقار الى النظرة الفاحصة للأحداث، فلا هم يمتلكون القدرة على تصويب مسيرتهم، ولا هم يبحثون عن القيادات التي تخلصهم من الوقوع في أتون المحذور، ولا هم مطيعون لأمر مرجعيتهم الرشيدة الا بعد اللتيا والتي ..!

العراقيون على الدوام فاقدون للبوصلة، وبعد ذلك يعتمدون على امكاناتهم المحدودة في تسيير أمورهم، وبالتالي تظهر النتائج سلبية، ومضرة بواقعهم.
في أزمنة الجور والظلم والاستبداد على المستوى العام، والانانية والعبثية والنفاق على المستوى الخاص، تغدوا القيادات المخلصة عزيزة، فإن وجدت فهي مرصودة من قبل أعداء الخارج، ومهمشة من قبل الأصدقاء في الداخل!

لذا فإن القيح في قلب المرجعية قد بلغ أوجه، فهي إن اضمرت من تثق بهم من القيادات الصالحة، فما ذلك الا من اجل ان لا تكشف عن حجم الحياة في جسد الحوزة العلمية، اذ من الممكن للمرجعية ان تتصل بالقيادات السياسية الموثوقة، وتشكل قوة كبيرة ممانعة لجميع اشكال الخطر المحيق بالبلد، ومقادة من قبل الحوزة بالمباشر.

لكن ما بين أمل المرجعية بالتكليف المباشر للقيادات السياسية، وبين الأمل بأن يحكم البلاد من هو اهل للحكم، هنالك تُكسر الدفة، وتسوّف القيادة، وتضيع الآمال، وتصبح البلاد في حالة فوضى ويتغلب الأعداء، كداعش وامثال داعش، وهكذا بدى للمرجعية الدينية أمر التكليف المباشر للقيادات الأمنية الموثوقة، واطلقت الجهاد كفتوى، لا كأمر قيادي ..!

من يقرأ خطاب التأبين الصادر من مكتب المرجع السيستاني، لعزيز العراق، يجد بين السطور حجم المعاناة التي تثقل كاهل المرجعية، وحجم الألم الماكث في صدرها، والذي يكبل ارادتها ويكبح جماح حزمها وعزمها على تسديد أمور البلاد! وكل ذلك مرده الى الأنانية الكامنة في نفوس بعض القيادات السياسية، والعبثية والجهل لدى البعض، ووباء النفاق الذي أصيب به بعض آخر منهم!

هكذا كان ذلك العزيز، فردا عزيزاً فقده العراقيون في أيام المحنة أباً حنوناً، وحكيماً مخلصاً، وفقدته المرجعية أملاً، كانت تدخره ليكون ربان السفينة التي تناوشتها أمواج البحر المتلاطمة! فلا أدري ماذا سيعدّ الأنانيون والعبثيون والمنافقون، من أجوبة يوم الحساب على تفريطهم بعزيز العراق؟! وأما هو فهنيئاً له عاش عزيزاً، ومات عزيزاً، وسوف يُبعث عزيزا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك