المقالات

المحكمة الجنائية العليا .... على كف عفريت


( بقلم : المهندس محمد علي الاعرجي )

لم تكن يوما قرارات المحكمة الجنائية العليا في العراق مستقلة وغير خاضعة لإملائات حكومية أو حزبية وكذلك لم يحصل في تاريخ العراق القديم والحديث أن كانت جلسات هذه المحكمة علنية وشفافة كما هي عليه الآن .وقد أتيحت للمتهمين فرصة لم تتوفر لأبسط ضحاياهم في الدفاع عن أنفسهم ورد الاتهامات عنهم وأمام الكاميرات، حيث شاهد العراقيون والعالم اجمع أي نوع من المجرمين حكموا العراق وكيف لم يأسفوا لأفعالهم الشاذة بل إن قسم منهم أصر على جرمه وأكد استعداده لإعادة ذلك لو توفرت الفرصة ثانية !

ولم يخفى على الشعب المظلوم مقدار الحقد العربي المتمثل بمجموعة المرتزقة من المحامين المملوءة بطونهم بالسحت الحرام والمنتفخة جيوبهم من أموال يتامى وثكلى العراق، وهم يدافعون عن اجبن رجل عرفه التاريخ .أما الإعلام العربي المنافق فقد استفاد من جلسات المحكمة والخطب الهوجاء التي ألقاها (بطل التحرير القومي) وهو في زنزانة العدالة الإلهية ليبث سمومه التي تحولت إلى بهائم مفخخة وعبوات ناسفة وصواريخ حاقدة عمياء خطفت آلاف العراقيين الأبرياء وكأن ما فعله هؤلاء الأوغاد لم يكن كافيا .وصدرت الأحكام بعد سماع شهادات الشهود ودفاع المتهمين وإبراز الأدلة الثابتة والقاطعة على أفعال الجناة وكانت أحكاما عادلة مثلت القصاص الإلهي من كل جبار مارد .وبرغم تخرصات الإعلام العربي ومنظمات حقوق الإنسان اللاانسانية على طبيعة الأحكام الصادرة، فقد نفذت الأحكام وانتصر المظلوم على الظالم وحقت كلمة ربك .واليوم بعد أن انتهت قضية الدجيل ونال المجرمون جزاءهم العادل، كانت قضية الأنفال حيث صدرت الأحكام على المجرمين بعد إدانتهم وكل حسب الجريمة التي اقترفها .ولو قارنَا الأحكام الصادرة مع قسوة وبشاعة الجريمة لوجدنا فارقا كبيرا، إلا أن الأمور جرت هكذا فالأمر ليس بيد احد سوى القضاء لان عكس ذلك يكون لزاما أن يعدم المجرم أكثر من مرة وبعدد جرائمه حتى تطمئن أرواح الضحايا وتهدأ أنات الثكلى وتكف دموع اليتامى .والعجب كل العجب أن ينبري البعض ممن فقد الذمة والضمير وأراد الارتداد عن حكم الله وبرر لنفسه أن يقف مدافعا ومعارضا لتنفيذ حكم الله في مجرمي الأنفال، مقدما حججا واهية كالمصالحة الوطنية والمهنية العسكرية وغيرها من أكاذيب !ألا يخاف هؤلاء المدافعون عن شلة القتلة والمجرمين أن يحل بهم عذاب الله وتصيبهم لعنة الناس، فهل يستحق سلطان هاشم وغيره من قادة جيش صدام الذين أجرموا بحق الآلاف من أبناء العراق وساقوهم أسرى لمصير محتوم أو أبيدوا تحت وابل الأسلحة الكيماوية والعنقودية وقنابل النابالم .

والغريب أن يظهر احد المدافعين ليقول لك أن سلطان هاشم قد تعاون مع الأمريكان لإسقاط صدام !!!!!!!فهل بربكم يستحق المؤتمن على أسرار مهنته وهو على رأس المؤسسة العسكرية في العراق، أن يطلق سراحه ويكافأ على خيانته لوطنه مع تحفضنا على أفعال صدام طبعا، فهل هذا هو معيار الوطنية ... أما كان الأجدر بسلطان هاشم أن يدير فوهات المدافع والدبابات نحو صدور صدام وحاشيته ويخلص البلاد من الظلم ومصائب الاحتلال حتى لو اقتضى الأمر أن يضحي بنفسه، لأنه عند ذاك سيكون بطلا يخلد التاريخ اسمه بدلا من أن يقبع الآن ذليلا بيد المحتل يطلب العفو والنجاة لحياته !

إن الكارثة وأبواب جهنم ستفتح على العراق، إن صدر العفو أو تم تخفيف حكم المحكمة على سلطان هاشم أو غيره لان ذلك سيكون مدعاة للطعن بكل القرارات السابقة لهذه المحكمة بما فيها قرار إعدام صدام وستكون الحكومة والشعب العراقي ونخيل العراق وأنهاره وترابه هدفا لحقد العربان وإعلامهم القذر المنافق، ناهيك عن ردة فعل الشارع العراقي الذي آمن بقضاء الله وقدره ورضي بقرارات المحكمة إذ لولا ذلك لكان حقا على الناس أن تقطع أجساد هؤلاء المجرمين إربا إربا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك