المقالات

تبا لك يا نيسان؟! / قاسم العجرش

2063 2016-04-20

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

شهر نيسان؛ واحد من الشهور المفصلية في حياة العراقيين، وكي نستعرض دفتر هذا الشهر، نحتاج الى إجترار آلامنا، برغم أن إجترار الألم، ينكأ جروحا نريدها أن لا تنكأ!

في هذا الشهر؛ نتذكر قيام البعث في السابع من نيسان، كيوم سود صفحة التاريخ عام 1947؛ بقيء عفلق والحوراني، ونتذكر أيضا حطام البعث في التاسع منه عام 2003، حيث حرثت سرف الدبابات الأمريكية، في عام 2003 أرضنا طولا وعرضا، بخطوط كان من نتاجها؛ عملية سياسية عرجاء، أفرزت لنا قوى سياسية قسمت شعبنا طرائق قددا، بعد أن أنقسمت على نفسها، في متوالية أميبية، والدليل برلماننا المريض!

نعيش ايضا في نيسان؛ ذكريات لفواجع أرتكبها نظام القهر الصدامي، ضد شريحة أصيلة من أبناء شعبنا، ففي نيسان من عام 1980 شنت عصابات البعث، أوسع عملية دهم وتفتيش، في مدن وقصبات وسط وجنوب العراق، وأقتلعت أشجار السنديان الفيلية السامقة من جذورها، لترمى هشيما خارج بستان العراق، وليزرع بدلها الشوك والعاقول الهمجي.

في الرابع من هذا الشهر الأسود، في تلك السنة المسؤومة،، باشرت قطعان البعث؛ بعملية تهجير الكورد الفيليين، ورميهم إلى المصيرالمجهول، وجرى تسفير (120) الف عائلة من الكرد الفيليين؛ بناقلات "الأيفا" العسكرية، نساءا ورجالا، أطفالا وبنات وشيوخ وعجائز، صودرت أملاكهم، نهبت بيوتهم، حتى ثيابهم نزعت..وقبلها عزل الشباب وسيقوا إلى أماكن مجهولة، ليختفي أثرهم إلى يومنا هذا، كانوا عشرات الآلاف لم ينج منهم أحد.

هي قصة يريد بعضنا أن يطويها النسيان، لأن أبطالها المجرمين مازالوا بيننا، بعضهم غير جلده، وبات ضمن آلة الوضع الجديد، تحت عنوان الشراكة بالعملية السياسية، بعضهم الآخر مازال يردد أهازيج العنصرية والشوفينية البغيضة، بعضهم الآخر ينتقد الماضي بحياء وصوت خافت..بعضهم الرابع يقظم أظافره بلا صوت.

بعد كل هذا الزمن؛ الذي مر على غياب جاري الحبيب"عباس علي قره لوسي"، هذا الشيخ الشيعي الفيلي، الذي أقتلع  ليلة 4/4/1980، ما زلنا نبحث عن رفات عشرات آلاف الشبان الفيليين.

ونحن نحك أدمغتنا ألما؛ حري بنا أن ندين الماضي بقوة، أن نتخلى عنه، أن نرفضه ونرفض آثاره، أن نعيد للباقين الناجين بعضا من حقوقهم، أن نكرمهم على صبرهم، أن نعترف بأنهم مظلومين، وأن نعتذر لهم عما أقترفه عراقيون مثلهم بحقهم؛ لعل في الأعتذار يستقيم الميزان.

كلام قبل السلام: الذين ظاموهم مازالوا بيننا، بعضهم في العملية السياسية، بعضهم ضباط في الجيش والأجهزة الأمنية..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك