المقالات

إنتهاء تجربة سياسية..!

2213 2016-04-17

أكثر من عقد من الزمن الرديء، ونحن نجتر قيئا من المفردات المملة، مثل العملية السياسية والحراك السياسي، والأزمة السياسية واللقاءات السياسية، فهي مفردات باتت ثقيلة حتى علينا نحن الإعلاميين، الذين يفترض تفاعلنا معها، ليس بسبب التكرار فقط، ولكن بسبب لاجدوى مصاديق هذه المفردات.

على سبيل التوصيف لا التخصيص، فأن كثير من النخب السياسية؛ وعلى الرغم من إفتراض أنها صانعة للحدث، وليست مستقبلة أو متفاعلة مثنا، فإنها تتصرف كما يبدو خارج سياقات المنطق، بل والعقل في أغلب الأحيان، وهي بالحقيقة لا تعي مسؤوليتها في اللحظة التاريخية الراهنة، ولا تتصرف وفقا لذلك، وهذا يعني بالنتيجة انها تعمل على انهيار للعملية السياسية، وهذا ما يجري الآن بالضبط!

إذ ومع أنه يفترض بقوى عديدة؛ مشاركة بالعملية السياسية، أخذ ما تقدم في إعتباراتها، إلا أنها تغاضت عن ذلك أما عمدا وتجاهلا، وأما تجاوزا وإستخفافا، فالرأي العام يخشى الانهيار، لأن البديل عن استمرارالعملية السياسية، هو العودة الى أجواء التوتر الساخنة، ثم الطوفان الذي سيغرق البلاد في دوامة لن تكون نزهة، لكن يبدو ان بعض أطراف العملية السياسية لا تدرك ذلك.

لذلك وبلا مقدمات تنظيرية، ولأن الأمور وصلت حدا لا يلبس عليه ثوب، فهي تسير من سيء إلى أسوأ، فإن هناك حاجة متزايدة، لأن نجد أذاناً صاغية، مركبة على رؤوس تحمل عقولاً صافية، ونيات بيضاء بدلا من العقول المعبأة بالحقد بعضها على بعض، وأن تسمع هذه الآذان، دعوات مراجعة الذات قبل نقد الآخر.

كي نتأكد ان ساستنا يحملون في رؤوسهم عقولا، يتعين عليهم؛ أن يعملوا على أن يتراجع الشد والشحن العدائي، وأن يعي المتناكفين سياسيا منهم، أن ثمة شيء أسمه العيب، يفرض عليهم أن لا يذهبوا في عدائهم بعيدا، فالنبلاء لا يفعلون ما يفعله أبطال التصريحات النارية، الذين لا يعون أن ما تقذه أوفاههم، سيجد صداه فورا في الشارع المعبأ بالأختلاف أصلا.

في أزمتنا الراهنة؛ لا نطلب منهم الإصلاح السياسي العام، ولا كهرباء ولا مستشفيات؛ نجد فيها علاجا لكل أمراضنا ومنها الأمراض السياسية، كل هذا لا نطلبه؛ على قاعدة تقديم الأهم على المهم، بل نطلب وقف كل تصرف عدائي، وهذا مطلب فوري يتعين عليهم القبول به فورا، لأن التصريحات السياسية والتصريحات المضادة، ما عادت تغير من الواقع شيئا، بل تزده سقوطا الى الهاوية.

كلام قبل السلام: أذا كانوا راغبين جميعا بلا أستثناء، البقاء كلاعبين سياسيين، يتعين عليهم العمل على تمهيد أرض الملعب لمباراة جديدة، وأول ما نحتاج اليه كبح التوتر بأدنى ما هو متاح.، لأن التجربة القديمة ما عادت تجدي نفعا..!
سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك