المقالات

الفيدرالية وقرار الحسم 117- 118


بقلم: عبد الرزاق السلطاني عضو اتحاد الصحفيين العراقيين عضو اتحاد الصحفيين العرب

ان خطة تقسيم العراق الى ثلاث مناطق على اسس طائفية وعرقية جاء مخيبا للآمال وقوبل بقلق بالغ من قوانا الدينية والوطنية، فهو ليس الحل والقرار حول ذلك ان صح يجب ان يصدر من العراقيين انفسهم من خلال الرجوع الى الاساليب الديمقراطية المستوحاة من الدستور الذي يكفل المساحة الكافية لممارسة حق تقرير المصير دون المساس بوحدة العراق وسيادته كبلد مستقل ذي سيادة وعضو اساسي في منظمة الامم المتحدة, لذا فمن الصعب تنفيذ سيناريو معد في المطبخ السياسي كوصفة جاهزة لبناء عراق المستقبل, غير ان المركب البنيوي الحيوي يجب ان يستند الى مناهج تحليلية وتركيبية مقرة في الدستور كونها الوحيدة القادرة على اعادة قراءة وانتاج البنى وما تحتاجه من طاقة مهمة وتصميم وطني ينفي حالات الاسترخاء والترهل بالانتقال الى ارادة عراقية غير مصغية الى الرضوخ او الانحناء او الاستسلام, فضلا عن الفضاءات الحيوية القادرة على التعبير والمشاركة في صنع القرار والموقف والمصير من الرؤيا الشمولية لبناء الذات واقرار وجودها الاستراتيجي, ولعلنا نتفق كعراقيين على تنوع اعراقنا وانتماءاتنا.

ان من اولى مقومات نهضتنا الجديدة بعد زوال النظام الدموي هي الفيدرالية, والامن, والاستقرار للعراق مجتمعا ودولة, وعليه فكل ما من شأنه ان يصادر هذا الهدف الوطني يجب ان ننزع الصاعق عنه لحماية ذاتنا الوطنية من التشظي, حيث كفل الدستور الاقاليم وان المادتين 117 - 118 قد اقرتا المناطق الاقليمية لسحب البساط من تحت اقدام معارضي دسترة العراق, وكما يبدو ان العديد من الاوساط التي تمارس التنظير للواقع العراقي انها غالبا ما تضحي بالتزاماتها وتنقض استحقاقاتها الوطنية بسعيها لتأسيس تجاذب سياسي واحتراب تنظيري, وهي بذلك تكون قد ساهمت في تعقيد عمليات التحول المجتمعي وتحاول اغراق الساحة بالوان التنظير بما يخالف الواقع, فان المسالة الجوهرية التي لابد ان تكون حاضرة في اذهاننا هي ان بوصلة التوظيف الانسب والامثل والمتناغمة مع حالتنا العراقية يجب ان تكون هي الدالة والفاعلة دوما في قناعات الجماهير ومعطيات المرحلة.

اذ تاتي الاقاليم ضمن اطار امثل للصيغ الوطنية التي تحافظ على القيم الانسانية كونها تضمن جمع كل المكونات العراقية في بوتقة تضمن الانتماء والقدرة على اطلاق البناء الاجتماعي والسياسي للعراقيين كافة دون عزل او اقصاء او تهميش, فلا تزال هنالك افرازات ازمة الثقة التي بدت تتبدد بالمقاربات السياسية بين الاقطاب الفاعلة على الساحة لعزل الارهاصات والتداعيات التي حاولت العوامل الداخلية والخارجية ايجادها والتي ارتبطت بالظروف الاقليمية والدولية، وبذلك اغلقت المنافذ امام اعداء العراق, مما يجعل المسؤولية تتوزع على اكثر من ملف, حيث لا يمكن النظر الى المشكلة العراقية بمعزل عن الارهاب الذي نواجهه, وبالنتيجة يجب تسريع تحديد الاطار الحقيقي والاليات التي تفضي لبناء عراق دستوري فيدرالي تعددي مستقل قادر على ان يعطي المساحة الواسعة للمشاركة في صنع القرار لكل المكونات العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك