المقالات

الدعاة، ومفترق الطرق

2414 2016-02-16

أصبح الدعاة اليوم على مفترق طرق، أما أن يعودوا إلى جذورهم، ويبدأوا هيكلة بنيتهم الحزبية على المبادئ الأولى، أو الصعود إلى الهاوية مع المالكي، الذي أسقطهم على أُم رأسهم.

قد نعلم أن للدعاة نظرية خاصة في الإسلام، وتطبيقاً أيضاً، فهم لا يتعاملون مع المرجعية الدينية كما يتعامل معها سائر أبناء الإسلام، وخصوصاً الشيعة، الذين يدعي الدعاة أنهم منهم، فعلى رأي أحدهم: نحن والمرجعية كالعربة والحصان!

لقد كانت بعض خيوط التقارب للدعاة مع المرجعية الرشيدة، ولا سيما بعد سقوط الصنم، وكان الشعب يأمل خيراً في ذلك، لكن المالكي وعند إختطافه القيادة العامة لحزب الدعوة، عَمدَ إلى قطع هذه الخيوط نهائياً، وكانت تلك بدايتهُ لتغيير كبير، داخل سياسة الحزب وقياداته، فقد أمتنعت المرجعية الرشيدة، عن مقابلة أي مسؤول، معارضةً منها لسياسة المالكي الرعناء.
بعدها بدأ المالكي بتجاوز صلاحياته داخل الحزب، بعد أن تجاوزها داخل مجلس الوزراء، بل العملية السياسية برمتها، حيثُ بدا حزب الدعوة يُنسب لشخص المالكي، وليس لفكر حزب سياسي منظم، ومُبتنيات نشئ عليها كأي حزب سياسي آخر، وقد عارضه في ذلك بعض قيادات الحزب، ولكنه لم يأبه بهم، ولم يُعر لهم ولآرائهم أي إهتمام، ولم يبق للحزب أي وزن أو إعتبار.

عَمدَ المالكي إلى جذب كل مشبهوه، ومن لهم سوابق مع النظام السابق، فأنشئ بهم بمعية أقاربه تشكيله(دولة القانون)، وعندما فشل في إدارة الحكم، عاد باللوم على الدعاة، وحملهم نتيجة حماقته السياسية، وكاد يقضي على الحزب نهائياً، حينما تمسك بمنصب رئيس الوزراء، مخالفاً بذلك رأي الشعب والمرجعية الرشيدة، التي بعثت الى الحزب برسالة، تبين فيها رأي المرجعية الثابت في تغيير شخص المالكي، وإختيار شخص آخر.

كاد الدعاة أن ينتهون بنهاية المالكي وسقوطه الحتميين، ولكن تم تدارك الأمر بإختيار العبادي، بديلاً للمالكي، بعد أن إنكشفت أوراق الأخير، بإخباره الدعاة: أن مصيره ومصير الحزب واحد، وأنه لن يتراجع عن موقفه، مستعيناً بجلاوزته، من البعثيين والمرتزقة الفاسدين، الذين ملئوا الإعلام صراخاً وضجيجاً، وتهديداً ووعيداً، والذين زادوا من كره الشعب للدعاة وحزبهم، حيثُ أن المالكي رئيساً للحزب.
بقي شئ...
على الدعاة الإفاقة من السقطة، التي كانت أبان قيادة المالكي للحزب، وعليهم إسقاطه، قبل أن يقضي عليهم نهائياً، وأن يختاروا العبادي، قبل أن يتخلى عنهم، فهو والمالكي على طرفي نقيض، ولا يمكن أن يلتقيا البتة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك