المقالات

نظامنا ومجتمعنا.. عطال بطال

2388 19:38:54 2016-02-12

يعتبر العراق من البلدان المتوسطة الدخل.. وخلافاً لكثير من الدول لم يستثمر العراق خلال نصف القرن الماضي ثرواته النفطية او المائية او الطبيعية او البشرية كما يجب، بل سار اكثر فاكثر في طريق الحروب الداخلية والخارجية، وسياسات الانفاق العبثية، والابتعاد تماماً عن الاساليب الطبيعية والصحيحة في انماط العيش وتوليد الثروات، فنتج عن ذلك كله نظاماً عاطلاً لا يمكنه العيش ان انقطع عنه شريان النفط، ومجتمعاً بطالاً لا يعمل.

اذا استثنينا كردستان لعدم وجود ارقامها تحت ايدينا، التي لا تختلف كثيراً عن بقية العراق، واذا ما تكلمنا بالعموميات لتسهيل الطرح، واردنا احتساب القطاعات المستهلكة وغير المنتجة من شعبنا، فيمكننا ان نبدأ بقطاع تلاميذ المدارس والذي تعداده 9 مليون تلميذ وطالب تقريباً.. يضاف اليه طلبة الجامعات والذين يقدر عددهم بـ650 الف طالب، فاذا اضفنا المدرسين والمعلمين والاساتذة فان القطاع التعليمي سيمثل 10 مليون مواطن تقريباً. اما قطاع الموظفين والمتقاعدين، بما فيهم القوات المسلحة فيصل تعداده الى حوالي 7 مليون موظف ومتقاعد تقريباً، وهذا ايضاً قطاع اداري، او غير منتج في غالبيته الساحقة. وتبلغ نسبة من هم دون سن المدرسة حوالي 12% من السكان، اي حوالي 4 مليون نسمة. ويمكننا تقدير عدد الشيوخ من هم خارج سن العمل من غير المتقاعدين، وربات البيوت اللواتي لا عمل لهن، والمعاقين والسجناء، الذين تقدرهم بيانات وزارة التخطيط بحدود 25% من السكان، اي 8 مليون نسمة.. فاذا جمعنا الارقام اعلاه فسنصل الى حوالي 29 مليون نسمة، اي حوالي 90% من السكان البالغ عددهم حوالي 32 مليون نسمة، بدون كردستان.. فاذا اضفنا عدد العاطلين فعلاً عن العمل، فاننا سنصل الى مجموع السكان.

اردنا –عبر الارقام اعلاه- اعطاء صورة تقديرية سهلة الفهم لحجم المساحات غير المنتجة.. ونؤكد ان الواقع ليس بعيداً عن ذلك.. وهدفنا كشف الخلل الكبير الذي ان لم يحل من اساسه فسنستمر في توليد مجتمع عاطل ودولة مترهلة غير منتجة تشكل بيئة للفساد والهدر والتخلف، ستنمو باستمرار وتزداد صعوبة حلها.. فنحن نظام لا ينتج بالمعنى الحقيقي للكلمة.. وان من ينتج ثروة العراق لا يمثل اكثر من 2% من السكان اي حوالي 120 الف عامل.. اما بقية النشاطات الزراعية والصناعية فهي لا تشكل ايضاً سوى نسبة قليلة، ناهيك عن ضعف انتاجها.

فهناك خلل خطير في مجمل نظامنا ونشاطات شعبنا.. هناك خلل في نظامنا التربوي والتعليمي، وتوجهه نحو الشهادة كاساس للتعيين الوظيفي، وليس نحو الخبرة والمهنة والعمل والتخصص في مصادر الانتاج المولدة للثروات.. وهناك خلل في نظامنا الوظيفي وتوجهه اساساً نحو الادارة والبطالة المقنعة والقدم والترفيع وليس نحو انتاجية المصالح والخدمات التي تديرها.. وهناك خلل في نظامنا الامني الذي يعتمد على العنصر البشري، قبل العنصر التقني والفني.. باختصار هناك خلل في اسس نظامنا واولوياته.. والمطلوب تصحيح ذلك ان اردنا الاصلاحات الجدية.

عادل عبد المهدي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك