المقالات

التطرف مرض أنجبته الدكتاتوريات


( بقلم : علي الزبيدي )

من أخطر ممارسات النهج الصدامي البعثي في التعامل مع المجتمع العراقي خلال فترة تربعه على دفة الحكم ، هو العمل الجاد والممنهج على تهديم الوعي واستلاب ابسط الاسس العقلائية في التفكير والتعاطي مع الآخرين ، من خلال إعمال مؤسساته البعثية والقمعية كل المعاول والطرق لقتل أي وسيلة يمكن للفرد العراقي ان يستقي منها العلم أو الثقافة أو الوعي الديني الصحيح .

فدخول المساجد مؤشر على العمل لاسقاط السلطة ، وتداول الكتب دليل على الانخراط في العمل السياسي ، والنقاش حول الاوضاع السياسية أو الثقافية سيؤدي لذبحك حتما بقلم أحمر مصلت لخطف الرقاب.والحق ان صدام وجلاوزة القمع افلحوا في ان يحقنوا المجتمع بخواء سيلقي بآثاره عقودا قادمة ، وما نراه اليوم من تفشٍّ لمظاهر الجهل والنعيق والنقيق والتصفيق والهرولة خلف كل من يرفع راية تضليل وغواية ، وتداول كل فكرة تحمل تناقضاتها ودليل زيفها في داخلها ، والعيش على الشائعات والأباطيل ، هذه كلها أدلة على ما ندعي ، وهو ما يشاطرنا القناعة به الكثيرين .

وأخطر الأمراض التي تفشت وتمخضت عن تلاقح الافكار الصدامية في مجتمعنا هو التطرف ، متماشيا مع انتشاره في اوساط كثيرة من المجتمعات العربية والاسلامية ، تلك التي تتفق معنا في هيمنة الدكتاتوريات والتيارات السلفية المتعصبة عليها.

فبين الحكومات الدكتاتورية الشمولية والدكتاتوريات المحلية يقع الانسان في شراك متاهات الافكار المزيفة التي تبث اليه ، ويبدأ الخطر عندما تأخذ شرائح واسعة من المجتمع ببناء قناعاتها على زيف هذه الافكار الموجهة الفاقدة للعصمة .. فبالاعتقاد بعصمتها في احيان كثيرة يتشكل وعي جديد مشوه ـ إن لم يتم كبحه ـ سيصبح أخطر بكثير من تلك الافكار الموجهة ، لانه سيتحول إلى كائن يمكنه التفاعل على ارض الواقع وانتاج اشكال اخرى من الوعي اكثر تشويها وخطورة.

وفي واقعنا العراقي يجب على جميع الجهات المعنية بالثقافة والوعي الصحيح ان تبذل غاية ما في وسعها لتخليص المجتمع وتنقيته من ادران وفايروسات التخلف الدكتاتوري الصدامي بكل اشكاله ، وان تجتهد بانتهاز كل الفرص المتاحة لمعالجة الافكار الخطرة والمنحرفة التي ان تركت سيقع وبالها على الجميع ، وبالخصوص هذه الافكار التطرفية والتعصبية التي نشهد انتشارها ، على حساب التسامح وقبول الاخر ، والاعتقاد بأن (رأيي صحيح يحتمل الخطأ ، ورأيك خطأ يحتمل الصحة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك