المقالات

القائدُ مِنْ وَجهةِ نَظَرٍ إجتِماعيةٍ

2313 2016-01-08

القائد في اللغة: هو ضابِطٌ يتولَّى قيادة عَسْكريَّة، آمر موقع حربي أو جيش، مثلاً "قائد الجَبهة الشَّرقيَّة"، لذا فمن الممكن أن يكون للجيش أكثر من قائد، بحسب تعدد الجبهات، لكن من غير الممكن أن يكون أكثر من قائدٍ واحدٍ للقوات المسلحة، وهو الملك أو رئيس الدولة.
يمتاز القائد بالشدة والحزم، ورباطة الجأش والتضحية، وغيرها من الصفات التي تبعث الشجاعة والإقدام في صفوف جيشة، كما يمتاز بوضع الخطط العسكرية لإدارة المعارك، ومنها توفير مستلزمات المعركة، وقراءة أحداثها القبلية والبعدية، وأكثر قرارتهُ مصيرية تتوقف عليها حياة الشعب.
مهمة القائد صعبة، ومهمة إختياره أصعب، ولذا فُتحت الكليات العسكرية لإنتاج قادة كفوئين، يستطيعون القيام بمهامهم العسكرية، وأهمها الحفاظ على كيان الدولة وأمنها وسلامتها، ووحدة أراضيها من أي عدو خارجي، لذا دفع الناس أبنائهم للإنخراط في صفوف الجيش، حتى قِيل "الجيش أبنُ الشعب".

نظر المجتمع إلى القائد، ولا سيما المنتصر منهم، نظرة تقديس، وأنهُ المنقذ، حتى وصفوهم بالآلهه، في العصور الوثنية، والمؤيدين بالرب في العصور الدينية، مما دفع ببعض القادة، أن يتولى زمام أمور الحكم، وقد تمكن النزر القليل منهم بالنجاح، في مهمتهِ الإدارية، ولكنهُ كان دائماً يستعين بوزراء ومستشارين، لإدارة شؤون الدولة، بمعنى أنهُ فشل أيضاً، فهو لم يكن يدير أمور الدولة حقاً، وإنما الوزراء والمستشارين هم مَنْ يقوم بذلك، الذين بدورهم وفي أغلب مراحلهم، كانوا يُفضلون مصلحتهم الشخصية، على المصلحة العامة، فكانوا يُطيحون بقادةٍ، ويأتون بآخرين.

من أهم أسباب فشل القائد في إدارة شؤون الدولة، أن التعامل مع المدنيين يختلف عن التعامل مع العسكر والجنود، فالعسكر والجنود لهم صفاتهم الخاصة، وقوانينهم الخاصة، أما المدنيون ففيهم الطفل والشيخ والمرأة، والقوي والضعيف، وغيرها من الفروق الفردية والطبقية والمجتمعية، وعلى القائد أن يجعل نفسهُ خادماً لكل هؤلاء، راعياً لمصالحهم، وهذا ما يصعب على القائدِ فِعلُه، ولذا أوكل مهمتهِ لغيرهِ، وأَمْنَّ أمانتهِ لمَنْ ظنَ أنهُ مثله، ففعل هذا المؤتمن فعلتهُ، أن فرقَّ بين القائد والشعب، فتحول القائد إلى دكتاتورٍ، مستبدٍ ظالمٍ، وتحول الشعبُ إلى عبيدٍ مظلومين.

بقي شئ...
لا يعني نجاحُ القائد في المعارك الحربية وإنتصاره، أنهُ سينجح في المعارك الإدارية والسياسية والدبلوماسية، فضلاً عن الإقتصادية، وهي أكبر المعاركِ وأُمها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك