المقالات

وفاة أم إستشهاد أم تنظير مسموم للخلافة؟!/ قيس النجم

2340 2015-12-04


الكاتب: قيس النجم
الدين الإسلامي أنقذ أمة، كانت على شفا جرف هار، بما حملته من جاهلية وثنية، وتعصب قبلي، ووأد للإناث، وعصف من الرذائل، يقوم بها شيوخ القبائل، في إستباحة الأعراض، وإنتهاك للحرمات، مع تميزهم بالفصاحة والبلاغة، فأنزل الخالق عز وجل قرآنه الكريم، بلسان عربي مبين، لقوم من المفترض أنهم يعقلون!
أبواق عجاف، وأفواه ملئت كذباً وخمراً، وعقول إقترفت الظلم والجور بأنواعه، في حق الأبرياء، كل هذا كان على يد شيوخ قريش الجهلاء، الذين ينظرون الى مكة، على أنها تجارة وعمارة، وسقاية، ومكسب مادي زائف، بعيدين كل البعد، عن الإيمان والتوحيد، والكرامة والسيادة، والقيادة المتشحة بالأمان، والعدالة، والسمو.
هذه صفات كانوا يبغضون بها، سادات قريش وأشرافهم، من بني هاشم الموحدين، الذي لم يخالط لحمهم ودمهم، مقدار ذرة من الشرك والكفر والظلم، فهم منبع الكرم، والشجاعة والنجابة، منهم محمد المختار خاتم الأنبياء والمرسلين، صلواته تعالى عليه وعلى أله. 
ولد الهدى، فتبشرت الدنيا بولادة النور الأعظم، ليكون للعالمين رحمة وهادياً، ومبشراً مباركاً، ليزداد شرف بني هاشم، شرفاً وفخراً، على سائر بيوتات قريش، وما أغاضهم في الإختيار الإلهي، ليكون نبي هذه الأمة، ومنقذها.
مهما خططوا له كواسر قريش، للنيل من رسالته، فالباريء عز وجل يجعله هباء منثوراً، فلم تستطع مخيلتهم المريضة، مواجهة فدائي ليلة المنام، الإمام علي (عليه السلام)، عندما أجمعوا أمرهم، على قتل النبي محمد (صلواته تعالى عليه)، ومحو الدين في بداياته العصيبة، وتضييع الدم الشريف بين القبائل، كما أن الأرضة الصغيرة أسقطت أقنعتهم الزائفة، وأذلت أنوفهم، عندما أكلت صحيفة المقاطعة، مع بني هاشم، حين شرودهم في شعب أبي طالب، ولكنهم يمكرون، والله خير الماكرين.
الدعوة الإسلامية، بين صفحات السرية والعلنية، واجهت كثير من المصاعب، من شيوخ النفاق والجريمة والحقد، فمرقوا على الدين حين وفاته، فلم يؤدوا حق نبوته، وينصفوا ميراث أبنته الزهراء، روحه التي بين جنبيه، ولم يعطوه قلماً ودواة، ليثبت إسم الوصي، وولايته الواجبة، بقوله اللهم والِ مَنْ والاه، وعادِ مَنَ عاداه، أفإن مات إنقلبتم على أعقابكم!
ما شهدته الساحة الإسلامية، من عصيان ديني لأمر النبي، والعمل بخلاف ما أمر، بضرورة التمسك بالكتاب والعترة، حتى يردوا الحوض، هو أنهم باعوا القرآن والإسلام، والعهود والمواثيق، فمَن يعفيهم من وفاة النبي، بما عني منا، بأنه إستشهاد وليس وفاة، لأنه تألم كثيراً وخاب ظنه، في الأمة التي فضلت سقيفة ظالمة.
ختاماً: النظرة المسمومة للخلافة، باتت في إكتساب المُلك وحكم الأمة، في دولة لا إسلامية، تُحكم بالسيف والظلم، دون أن تكون هناك حكومة عدل إلهي، وعد الباري بها المستضعفين، وجعلهم الوارثين، فلأنه سبحانه وتعالى، عليم بذات الصدور، ويعرف خائنة الأنفس الأمارة بالسوء، عليه جعل للمنافقين جولة، وللمتقين صولة، يعز بها الإسلام وأهله، ويذل الكافرين وأهله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك