المقالات

تعريف العلماني للدين

2187 2015-11-25

للدين عدة تعاريف وكل يعرف الدين من وجهة نظره وحسب ما يؤمن به من مبادئ وكيف ينظر الى الدين ، وطالما ان العلمانيين يؤمنون بفصل الدين عن الدولة فان لهم تعريفهم الخاص بهم للدين ، وحتى يكون نقاشنا معهم علمي ساعتمد تعريفهم للدين وهو الاكثر شيوعا ومقبولية لديهم فلديهم الدين هو اعتقاد قداسة ذات، ومجموعة السلوك الذي يدل على الخضوع لتلك الذات ذلًّا وحبًّا، رغبة ورهبة.

فهذا التعريف فيه شمول للمعبود، سواء كان معبوداً حقًّا- وهو الله عز وجل- أو معبوداً باطلا، وهو ما سوى الله عز وجل.

هذا التعريف هو تعريف جزئي للدين من وجهة نظرنا ولكننا لنقف عنده ونرى كيفية التعامل مع هذا الانسان دينيا حسب التعريف اعلاه ، في كل دول العالم بما فيها العلمانية والاسلامية عندما تعلن أي مؤسسة سواء كانت عسكرية او علمية او اقتصادية عن حاجتها الى ايدي عاملة فانها تطلب ذلك وفق شروط معينة يجب ان يتصف بها من يريد العمل مثلا في القطاع العسكري وحتى رئيس الحكومة عندما يعين وزرائه فانه يعينهم وفق شروط معينة ، فليس من الصحيح ان يعمل من يشاء في أي مجال يشاء تحت عبارة الحرية ، ومن ثم يكون صاحب المؤسسة له حق الاختيار لمن يراه اهلا للعمل معه او ان يكون ضمن عماله.

هذا في ما يخص مجتمعنا البشري فهل ان هذا الحق غير مسموح به لله عز وجل؟ الا يحق لله ان يشترط في طبيعة الشخص الذي يعبده ؟ ام انه كل من يؤدي الحركات العبادية يكون قد نفذ تعريف الدين ، فهل المنطق يقبل من الفاحش واللص والمحتال والسكير والزاني ان يؤدي هذه الحركات العبادية ويكون قد ادى ماعليه من حقوق التعبد لله عز وجل؟ ـ هنالك بحث قيم للسيد الشهيد محمد باقر الصدر بخصوص صلاة الفاسق في انها صحيحة ولكن هل هي مقبولة؟ أي انه توضأ وقرا وركع وسجد وفق الضوابط ولكن هل اخلاقه هي المطلوبة شرعا؟ ـ ، الم يضع الله عز وجل شروطا للانسان العابد ؟ بلى قد وضع شروطا له وهذه الشروط هي تحت فقرتين مهمة ( يجب ، ولايجوز) أي يجب ان يقوم باعمال عبادية والتزامات تشريعية اخرى غير الصلاة ولا يجوز أي حرمة عمل الفواحش ، ومن بين الفواحش هي عدم الاساءة للاخرين واحترامهم ، وهذا لايكون الا وفق تشريع يفرضه خالق العباد على العباد ، وهذا التشريع هو ضمانة لحقوق الانسان ، وبالتالي هو ينظم علاقة افراد المجتمع بعضهم مع البعض ومن بينها علاقة الفرد بالمسؤول والعكس كذلك.

ومن مفردات الدين واهمها هو القران الكريم بالنسبة للدين الاسلامي ، فلو اخذنا تعريفهم بخصوص علاقة العابد بالمعبود فاننا نجد في القران ايات كثيرة لا علاقة لها بالعبادة بل لها علاقة في تهذيب اخلاقيات الانسان حتى يكون مؤهلا لعبادة الله او بالاحرى حتى تقبل عبادته ، مثلا عندما يقول ولا تقربوا الزنا ، او ويل للمطففين ، او قصة النبي لوط الذي كان يحث قومه على ترك الفاحشة ، والسارق والسارقة ، وغيرها من القصص الاخلاقية الكثيرة، التي تؤكد على تنظيم علاقة الفرد بالاخر وليس فيها اشارة الى عبادة الله عز وجل بالمعنى المتعارف أي الصلاة ، فهل هذه الايات بحاجة الى تجديد؟ طالما ان العلمانيين يؤكدون على تجديد التراث.

لايمكن لانسان ان يقبل الاخر الا اذا توفرت فيه شروط فالصداقة والزواج والعمل كلها وفق شروط يراها كل طرف في الاخر حتى يقبل صداقته او زواجه او عمله ، فهل هذه الشروط مسموحة لكم وممنوعة على الله عز وجل في اختيار صفات عباده؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك