لقد رضع الزرقاوي الأحقاد مع حليب أمه، وتعلم القسوة من رفاقه في الصغر، وأخمن بأنهم في الصغر يتسلون بقتل الكلاب الضالة وقطع رقاب العصافير التي تقع في شباكهم، وفي المراهقة يتعلمون سرقة الدجاج والاعتداء على المارة، وبعد تخرجهم بإمتياز من أكاديميات الإنحراف في مجتمعاتهم يكونون مؤهلين لممارسة أنواع الجرائم من قتل واغتصاب وتعذيب واحتيال .......... ( بقلم د. حامد العطية)
كلنا نعرف هوية الزرقاوي، كان عربياً، سني المذهب، أردني الجنسية، حضر إلى العراق خلسة، وسكن في المستنقع الحاضن للإرهاب، ليشن منه حملة شعواء على أهل وأصحاب هذا الوطن من الشيعة. وهو مثل أتباعه ومعبوديه من السفهاء المتعطشين لدماء الأبرياء، مليء بالأحقاد والأمراض النفسية، التي اختزنها من وقائع وتجارب حياته مع بني قومه، ولو تعمقنا في المجتمع الذي نشأ فيه، لتيقنا بأنه بالفعل بؤرة لكل الإنحرافات المعروفة في تاريخ المجتمع البشري، ولا نريد الرجوع إلى التاريخ القديم حيث سدوم وعمورة، وغيرها من الأمم والقرى التي انقرضت بفعل ممارساتها الشيطانية من التضحية بالبشر لأصنامهم والشذوذ الجنسي وقطع الطريق والغش والتدليس ووأد الأولاد، ولازالت الكثير من تلك الموبقات منتشرة بينهم، يمارسونها أحياناً، ثم يرتدعون زمناً،
ولكن غالباً ما يعودون إلى التمادي في غيهم وسلوك طريقهم المنحرف، وما ذبح الشيعة سوى استمرار لطقوس أجدادهم في شمال الجزيرة، حيث كان أسلافهم يضحون بالبشر سنوياً لآلهتهم من النجوم والكواكب، وهم ينفردون بذلك عن كل الأمم، بعد أن شكك المؤرخون بصحة الروايات المختلقة حول ممارسة شعب الأزتك لمثل تلك الطقوس الوحشية، ومن الواضح بأنهم يتلذذون بذلك وإلا فكيف نفسر ذبحهم إنسان مقابل حفنة من الدولارات. من قبل حول أسلافهم الدعوة الإسلامية التحضرية الإنسانية إلى سلسة من الغزوات المقنعة بدعوات الجهاد والهادفة إلى التسلط واستعباد الأمم المجاورة واغتصاب نسائهم وسلب وغنم أموالهم، وما أسرعهم بالأمس واليوم إلى تكفير الآخر لكي ينكلوا به، ويعاملوه بنفس الطريقة، وها هم أحفاد أولئك الهمج يمارسون نفس الطقوس، ولم يجدوا ضحايا يتقربون بها إلى أصنامهم الجديدة-القديمة سوى فقراء الشيعة، الذين جردتهم الفتاوى الدينية والأوامر الحكومية من كل وسائل الدفاع عن النفس.
لقد رضع الزرقاوي الأحقاد مع حليب أمه، وتعلم القسوة من رفاقه في الصغر، وأخمن بأنهم في الصغر يتسلون بقتل الكلاب الضالة وقطع رقاب العصافير التي تقع في شباكهم، وفي المراهقة يتعلمون سرقة الدجاج والاعتداء على المارة، وبعد تخرجهم بإمتياز من أكاديميات الإنحراف في مجتمعاتهم يكونون مؤهلين لممارسة أنواع الجرائم من قتل واغتصاب وتعذيب واحتيال، وافضل المهن بالنسبة لهم هي وظائف الأمن والمخابرات، وإذا لم يجدوا سنداً وعوناً من زعمائهم يوصلهم إلى مبتغاهم انتموا إلى أحد الأحزاب، وسيان لديهم إن كان علمانياً قومياً، مثل حزب البعث العفن، أو تنظيماً دينياً منحرفاً مثل القاعدة الشيطانية، فهم من المهد إلى الحد طفيليون، لا يطيقون العمل ولا يبذلون الجهد، وإذا امتهنوا مهنة أخلوا بقواعدها وأخلاقياتها، وليس بعيد عن الذاكرة الطبيب الذي كان يقتل الجرحى من افراد الشرطة العراقية بدلاً من علاجهم، وهو ما لم يفعله النازيون في الحرب العالمية الثانية.
تؤكد الدراسات النفسية على المهووسين بالقتل والاعتداء والاغتصاب معاناة معظمهم من عقد نفسية ناتجة عن تعرضهم للقسوة المفرطة أو الاعتداء في حياتهم المبكرة، وتخلف هذه التجربة أو التجارب المريرة إفرازات سوداء على نفسياتهم، تدفعهم إلى التخلص منها من خلال الانتقام من الغير، وهم يبحثون عن أية ضحية سهلة ليفرغوا عليها أحقادهم ، ويعاملوها بنفس الوحشية التي تعرضوا لها أو بأقسى من ذلك، والزرقاوي واحد من النتاج المر والمشوه لمجتمعات الأعراب المنحرفة التي تحيط بنا، ولا بد أن عقده النفسية من الضخامة بحيث لم يكتفي بهذا العدد الكبير من الضحايا، وكان يطمح، مثل زملائه وأتباعه من المنحرفين، إلى قتل كل الشيعة، لأنهم وكما صورهم له كهنته المهووسون مصدر كل العلل التي تعاني منها مجتمعاتهم! وهكذا أصبحت إبادة الشيعة الدواء الشافي لعللهم! لن يضع مقتل الزرقاوي حداً لمعاناة الشيعة، فقد عانى الشيعة من قبل، وعلى مدى أربع عشر قرناً، وبشكل متواصل، ولا خيار أمامنا من اجل بقاءنا وحياة أجيالناالقادمة من تحصين أنفسنا من شرورهم، واجتثاث شجرتهم الخبيثة من الجذور وبدون إبطاء. وآخر دعوانا الحمد لله الذي نصر عبده الشيعي على عبد الشيطان الزرقاوي.
د. حامد العطية
https://telegram.me/buratha