المقالات

رؤية لإصلاح القضاء العراقي

2689 2015-11-11

"أتذكرُ أني سئُلتُ من بعض الأصدقاء، أيام دراستي في كلية التربية، كيف نستطيع أن نجد قانوناً يحقق المساواة والعدالة لجميع الأفراد؟(فما الديمقراطية إلا دكتاتورية الأكثرية) فكان جوابي مجملاً: بعد بناء دولة(وفيه تفصيل) يختار كل فرد قانوناً خاصاً به، حيثُ تعرض عليه المواد القانونية والأحكام المترتبة عليها، فيقوم بإختيار الحكم الذي يراهُ مناسباً له، مثلاً: جريمة القتل العمد، هل يريد حكمها الإعدام أم المؤبد؟ فيختار أحدهما، وهكذا تُدون كل مادةٍ وحكمها على ما أراد الفرد نفسه، ويوقع ويبصم، فيُحفظ هذا الشكل لدى المؤسسة المختصة والشخص المعني، ويحاكم المعتدي بقانون المعتدى عليه" (كتاب ماهو الدين؟ - حيدر حسين سويري) لمن شاء التوسع الرجوع إلى الكتاب.

ثورة الإصلاح أو فورة الناس من أجل الإصلاح، التي قامت في العراق، وبمساندة المرجعية الدينية العُليا، لم ولن تؤتِ أُكلها، وذلك أن السلطة القضائية فاسدة، أو أن الشعب يعتقد بفسادها، وفي كلتا الحالتين يبقى السؤال: إلى أين يتجه الشعب في شكواه؟ أي إلى مَنْ يرفع قضايا الفساد الإداري والمالي، الذي قام به كبار المسؤولين فضلاً عن صغارهم؟ 

يتصور بعض المطالبين بالإصلاح، أن يتم اللجوء إلى المحاكم الدولية، وهذه خطوة تُعد رجوعاً إلى الوراء، أي إلى زمن حكم البعث وعصابته، وهي خطوة بالرغم من حاجتنا لها إلا أننا يمكننا تأجيلها الآن، وإستخدامها فيما بعد، بمعنى اللجوء إليها إذا إستمر حزب الدعوة بالإستيلاء على السلطة، والإستحواذ على جميع مؤسسات الدولة، واللعب بمقدرات الشعب وسرقته، أما الآن فيمكننا اللجوء إلى حلٍ أراهُ مناسباً، مادام لدينا الوقت والرجال الشرفاء.

في حقبة تسعينيات القرن الماضي، وبالرغم من الفتن المتلاحقة التي مر بها الشعب العراقي، إستطاعت المرجعية الدينية العُليا، الرسو بسفينة الشعب على بر الأمان، وبعد دخول القوات المحتلة، لبست الفتن لباس أخر، وتعددت بتعدد خطط العدو، وكان الحل دائماً يخرج من تصريحات وفتاوي المرجعية الرشيدة، ولذا أقترح أن تُمسك المرجعية الدينية العُليا ملف القضاء، وهي الأولى بهِ وفق المباني والمفاهيم الإسلامية، فكل مرجع هو قاضٍ، قادر على فض النزاعات والحكم وفق القانون والدستور.

بقي شئ...
من محاسن مدرسة الإسلام، أن لدينا تعدد في المرجعيات، بمعنى أن يختار الإنسان قانونهُ الخاص وفق تقليده الفقهي، وبذلك لن نحتاج إلى كتابة قوانين ولا إعتراض المعترضين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك